فاروق جويدة
خطأ فادح ان تتحول الصراعات بين القوي السياسية في مصر الي معارك وانقسامات بين طلاب الجامعات والمدارس.. ميراث ثقيل من الكراهية يتسلل الي القلوب البريئة التي سيقوم عليها مستقبل هذا الوطن.
صدامات دامية بين طلاب الإخوان وبقية الطلاب الآخرين انقسمت الجامعات كما انقسم الشارع كما انقسمت الأسرة الواحدة.. لقد صدرت تعليمات من قيادات الإخوان الي طلاب الجامعات من اعضاء الجماعة لتخريب العملية التعليمية ووقف الدراسة وتعطيل كل شيء في الحرم الجامعي.. هذه هي المبادئ الجديدة التي يحاول البعض ان يغرسها في شباب مصر هذا هو الفكر السياسي الذي نريده لشبابنا حيث لا حوار ولا اختلاف ولا جدل ولكن المطلوب رفع السنج والمطاوي وماذا ننتظر من شباب يتشكل بهذه الصورة القبيحة وهذه الغوغائية في الفكر والسلوك؟.. في كلية دار العلوم اعرق كليات جامعة القاهرة والتي تخرج فيها عدد كبير من شعراء مصر وكتابها ومفكريها يتصدي طلاب الإخوان لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق ويعتدون علي الرجل بالشتائم والبذاءات.. كنا يوما نضع العلماء علي رؤوسنا تقديرا وعرفانا لدورهم في حياتنا.. والآن نحاصرهم بالبذاءات كما يطلب منا قادة الجماعة وتتحول المواجهات الي انقسامات دامية بين ابناء الجامعة, إن المطلوب في هذه الحالة من اساتذة الجامعات والعمداء والرؤساء ان يطبقوا اللوائح والقوانين وان يقوموا بإبعاد كل من يسعي الي تخريب العملية التعليمية هناك قوانين تحكم الأمن في الجامعات وحتي لا تتحول ساحة الجامعات الي مزيد من الفوضي والصدامات.. ينبغي ان تحسم الأمور من البداية وكل من يخرج علي قوانين ولوائح العمل الجامعي ينبغي ان يلقي العقاب المناسب.. لقد امتد تأثير الإخوان المسلمون الي كثير من الجامعات المصرية خاصة في الفترة التي سيطروا فيها علي اندية اساتذة الجامعات واستطاعوا تجنيد اعداد كبيرة من الأساتذة ثم الطلاب وإذا انتشرت اساليب الفوضي والصراعات بين الطلاب فسوف تتحول الي معارك بينهم ولهذا ينبغي ان يحسم الموقف من البداية حتي لا تضطر الدولة الي إغلاق الجامعات حتي إشعار آخر.
نقلًا عن "الأهرام" المصرية