فاروق جويدة
لم تعد المعارك الحربية والمواجهات العسكرية قاصرة علي الجيوش والدبابات والطائرات هناك قوي اخري اصبحت الآن تمثل خطرا حقيقيا علي الشعوب وهي المنصات الإعلامية
وهي لا تطلق الصواريخ ولكنها تصنع الفتن والمؤامرات وتقتل بالأكاذيب والتحريض علي الكراهية.. هناك عنصر جديد دخل الصراعات الدولية من اوسع الأبواب وهي المعارك والحروب الإعلامية انها تستخدم احط الأساليب في شراء الذمم والأفكار ومن يتابع الدور الذي قامت به قناة الجزيرة ضد مصر وشعبها فسوف يضع يده علي نموذج واضح وصريح من الحروب الإعلامية لقد استخدمت قناة الجزيرة مجموعة من الأساليب التي قامت عليها حملتها ضد مصر اول هذه الأساليب هي الصور الكاذبة وتشمل مشاهد صارخة لعمليات القتل والتشويه ولم تتردد القناة في ان تجمع صورا من اكثر من مكان عن حوادث وصدامات ومعارك في دول عربية اخري مثل ليبيا وسوريا واليمن ووضعت عليها اسماء مدن مصرية وكان الكذب واضحا لأن الهتافات المصاحبة للمشاهد ليست باللهجة المصرية كما ان ملابس المواطنين تختلف تماما عن الأزياء المصرية التقليدية المعروفة لجأت القناة الي المبالغة في الأرقام والتظاهرات والأحداث ولم يكن غريبا ان تقول مراسلة الجزيرة في القاهرة ان مدينة حلوان شهدت مظاهرة شارك فيها25 مليون مواطن مصري ومرت هذه الأرقام علي المسئولين في القناة دون ان يستخدم احد منهم عقله..وبجانب هذه الأساليب في المواجهة استضافت القناة عددا من المصريين من تخصصات مختلفة للهجوم علي الجيش المصري وتشويه صورته وتاريخه مقابل بضع دولارات او دراهم ومن بين هؤلاء من اقام بصفة دائمة في استوديوهات القناة ليكون تحت الطلب.. إن اغرب ما في هذا الموقف المشبوه من قناة الجزيرة انها لا تتناول علي الإطلاق احداثا اخري مما يحدث في العالم او المنطقة العربية كما انها لا تطرح غير وجهة نظر واحدة وهذا يطرح سؤالا مهما هل من حق دولة ما ان تتدخل في شئون دولة اخري وتمارس كل الوان الكذب والتضليل وإشعال الفتن بين ابناء الشعب الواحد وهل هذا يدخل في نطاق الجرائم الإعلامية ام الجرائم السياسية.
نقلًا عن "الأهرام" المصرية