فاروق جويدة
لم يتقمص الرئيس عدلي منصور دور السياسي ولكنه تحدث كمواطن مصري دفعت به الصدفة والأقدار ان يعيش هذه التجربة والوطن يمر بظروف صعبة..
كان الرجل بسيطا متواضعا وهو يتحدث عن نشأته واسرته وحين اقترب من القضايا الخلافية كان واضحا وصريحا.. توقفت عند حديثه عن ثورة يناير وانها الثورة الأم وعلاقتها بثورة30 يونيو وبهذا الموقف الواضح حسم المستشار عدلي منصور خلافا قائما حول الثورتين لأن هناك من يحاول إلغاء ثورة يناير من ذاكرة المصريين لأن هناك ثورة قامت علي الثورة وهذا خطأ فادح لأن الثورتين قام بهما شعب واحد واطاح بنظامين لم يحققا احلام المصريين في الحرية والعدالة.. من اهم ما جاء في حديث الرئيس عدلي منصور إيمانه بأن مصر وطن للجميع ولا يمكن لفصيل سياسي ان يتحمل المسئولية وحده وان الحكم الحالي لن يسمح بتكرار أخطاء من سبقوه وان الباب مفتوح امام كل يد تمتد لبناء هذا الوطن..وحين تحدث عن المصالحة الوطنية كان صريحا وهو يفرق بين الخطايا والجرائم والخلافات السياسية ان الخلافات السياسية يمكن ان تكون مجالا للمصالحة اما الجرائم فلها طريق واحد هو القضاء..وحين جاء الحديث عن الجيش والشرطة ودورهما في حماية مصر لم يكن هناك شيء غير العرفان والتقدير وهو ما يشعر به كل مواطن مصري الآن..كان المستشار عدلي منصور متفائلا وهو يتحدث عن مصر الشباب والمرأة والدور والمسئولية في بناء هذا الوطن خاصة مع ازمات كثيرة تواجهنا الأن لعل من اخطرها حجم الدين العام الذي اقترب من1.5 ترليون جنيه منها38 مليار دولار ديونا خارجية.. كما ان نسبة البطالة زادت حتي وصلت الي13% ورغم هذا فإن السياحة وحدها إذا عاد الأمن يمكن ان تحقق لمصر دخلا يتجاوز15 مليار دولار..
في اول حوار للرئيس عدلي منصور كان واضحا اننا امام مواطن مصري بدرجة رئيس مؤقت لم يحلم بالمنصب ولم يسع اليه ولكنه القدر الذي وضعه في هذا المكان وهذه المكانة كان الرجل يتحدث بروح القاضي والمواطن المصري البسيط ونسي تماما لقب رئيس الجمهورية.
نقلًا عن جريدة "الأهرام"