فاروق جويدة
ثورة25 يناير من حق كل المصريين وهي صفحة مضيئة في تاريخ هذا الشعب وينبغي الا يتنكر لها في يوم من الأيام ان البعض الآن امام رغبات غامضة يحاول, ان ينزع هذه الصفحة من الذاكرة المصرية..
هناك من يغالط الحقيقة ويري ان ثورة يناير مؤامرة إخوانية..وهناك من يري انها مؤامرة دولية شاركت فيها اطراف خارجية والحقيقة ان ثورة يناير كانت ثورة شعب ولم تكن ثورة فصيل سياسي معين والدليل ان الشعب المصري كله ظل في ميدان التحرير18 يوما حتي اسقط النظام.. إذا كان البعض قد سطا بعد ذلك علي الأحداث واستغل فرصة تاريخية وانتزع الثورة من اصحابها فهذا لا يعني ان ما حدث لم يكن ثورة علي الإطلاق.. ان صراعات ما بعد الثورة وايامها الأولي هي التي شوهت الصورة وخرجت بها عن سياقها الحقيقي وكان الصراع بين الثوار اسوأ ما تعرضت له هذه الثورة.. والآن يحاول البعض ان يمحو ثورة يناير من ذاكرة المصريين بل ان البعض يحاول تشويه صورة كل من شاركوا فيها من الشباب والكبار حتي وصلت الأمور الي اتهامات بالعمالة والخيانة والشيء المؤكد ان المؤسسات الأمنية في الدولة تعرف كل التفاصيل والحقائق وعليها ان تكشف ما لديها ولا تفتح ابوابا للاتهامات او التشكيك او الإساءة.. إذا كانت هناك اسماء مدانة عليها ان تدفع الثمن بالحقائق والأدلة وليس بجلسات النميمة.. وليس من صالح احد ان تشوه صفحة يناير وتتحول الي مؤامرة شاركت فيها عناصر داخلية او خارجية لأن دماء الشهداء الذين سقطوا طوال ايام الثورة يجب ان تبقي حية في ضمير المصريين.. إذا كان البعض قد تاجر بالثورة والبعض الآخر قد استغلها من اجل المكاسب والغنائم فإن هؤلاء لا يمثلون الثورة الحقيقية لأن ابطالها الحقيقيين ماتوا ومن اراد الحساب فليقدم الأدلة ويكشف الأسرار بشرط ان يلتزم بالأمانة والمصداقية.. ثورة يناير ثورة حقيقية جمعت كل طوائف الشعب المصري وهي ليست ميراثا لأحد ولكنها حق لكل المصريين ويجب ان تبقي فخرا لكل مصري.
نقلاً عن "الأهرام"