ورحل رمضان غاضبا

ورحل رمضان غاضبا

المغرب اليوم -

ورحل رمضان غاضبا

فاروق جويدة

ضاعت منا فرحة رمضان هذا العام بين الإعتصامات وقطع الطرق وإلقاء الحجارة‏..‏ كان من الممكن أن يتحمل المصريون اعتصام الإخوان المسلمين في رابعة العدوية وجامعة القاهرة. ويقدموا للناس نموذجا طيبا في السلوك بأن يتراحموا في الشهر المبارك كان من الممكن ان يقتصر الاعتصام علي الصلاة والدعاء وطلب الرحمة وان يكون مجالا للحوار بين المشاركين لفتح آفاق لمستقبل افضل ولكن الإعتصامات تحولت الي مظاهرات ثم الي مسيرات قطعت الطرق ومات من مات وجرح من جرح وتحول الشهر المبارك أمام صراعات السياسة الي معارك وخصومات.. كان ينبغي ان نحافظ علي حرمة الشهر الكريم الذي ننتظره كل عام ونغتسل فيه من ذنوبنا ولكن قطع الطرق والمواصلات قطع الصلة بيننا وبين ليالي الشهر العظيم.. في رمضان كانت هناك احداث كثيرة سقط فيها الشهداء وسالت فيها الدماء وكان من الممكن ان يسود المنطق ويغلب الحوار.. لقد اشفقت كثيرا علي هؤلاء الغلابة الذين جاءوا من القري والأقاليم واقاموا في حر القاهرة شهرا كاملا بلا هدف وبلا نتيجة ومات منهم من مات وعاد الكثيرون منهم بجراح عميقة.. أن اقرب الطرق الي الله ان نفعل ما يرضي عنه ولا اعتقد ان حشد الناس بهذه الصورة ودفعهم في الشوارع وتهديد مؤسسات الدولة يدخل في طاعة الله.. أن الدين الصحيح دين رحمة وإنسانية ولا يمكن ان يكون العنف والفوضي طريقنا الي الله.. ان الغريب في الأمر ان كل طرف يتصور انه علي حق وفيه مرضاة الخالق..المعتصمون الذين وزعت عليهم الأكفان يتصورون انهم يشاركون في فتح مكة في حين انهم في الحقيقة يروعون الناس ويهددون امنهم فلا شهادة في معصية ان الدماء البريئة التي سالت طوال رمضان علي ارصفة الشوارع خطيئة في حقنا جميعا لأننا لم نحترم قدسية الشهر المبارك ولم نقدر حرمة الدم الذي ضاع هباء بلا قضية او رسالة او هدف.. ومن اجل هذا لم يصافحنا رمضان وهو يودع ربوعنا هذا العام فقد ذهب غاضبا علينا وهو يرانا نتصارع من اجل ملك زائل. نقلاً عن "الأهرام"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورحل رمضان غاضبا ورحل رمضان غاضبا



GMT 19:20 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 19:17 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 19:15 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 19:13 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 19:10 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 19:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 18:58 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

جمال بدوي محارب قديم!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد
المغرب اليوم - رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد

GMT 02:13 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة المنتخب المغربي لمواجهة الغابون وليسوتو

GMT 01:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونيخ يسحق رازن في ختام رائع لعام 2024

GMT 01:27 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وأتلتيكو يستعدان لحسم معركة القمة

GMT 01:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يعيد سكة الانتصارات بهدف تيجاني

GMT 01:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يخوض منعطفاً صعباً في حملته أمام توتنهام

GMT 03:37 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أتلتيكو مدريد يراهن على الفوز بلقب الدوري الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib