أردوغان‏‏ المستبد الغامض

أردوغان‏..‏ المستبد الغامض

المغرب اليوم -

أردوغان‏‏ المستبد الغامض

فاروق جويدة

عشنا ضحايا اكذوبة اسمها اردوغان رئيس وزراء تركيا‏..‏ كانت صورته امامنا تجسد هذه العلاقة الرفيعة بين الدين والمعاصرة‏..‏  بين ان يكون الإنسان متدينا ومتحضرا في نفس الوقت.. كان نموذج التجربة التركية التي رفعت راية الإسلام يحتل مكانة كبيرة في العالم الإسلامي الذي عاني كثيرا من الفقر والإستبداد والنظم القمعية.. كانت صورة الإرهاب الديني التي طاردت المسلمين زمنا طويلا تعكس دائما حالة من الخوف والفزع إذا وصل الإسلاميون الي السلطة.. ولكن اردوغان بدد كل هذه المخاوف وقدم للعالم تجربة إسلامية في الحكم غير ما عرفه تاريخ الإستبداد في العالم الإسلامي.. حقق اردوغان معادلة فريدة بين الدين والسياسة والفقر والتنمية والديمقراطية والمسئولية.. كنا نعلم ان السيد اردوغان ينتسب عقائديا لجماعة الإخوان المسلمين ولكنه كان حريصا علي ان يؤكد صورة العلماني المتدين.. ولكن الصورة تغيرت بعد الأحداث الأخيرة في مصر والتي اكدت ان اسطورة اردوغان تحمل تركيبة إنسانية غامضة انه يؤمن بالدولة ولكنه يري الدولة في شخص.. انه يتمسك بالإسلام ولا يعرف سماحته انه يحب مصر والمصريين ولكنه لايري فيها غير الإخوان المسلمون الذين ينتسب اليهم.. وهذا التناقض في شخصية الرجل وفكره جعله يواجه المعارضة التركية بأسوأ اساليب القمع والاستبداد وجعله يطالب الغرب بأن يتخذ مواقف متشددة ضد مصر دون مراعاة لحق الملايين في إبداء رأيهم..ان صورة اردوغان الحاكم المستبد الذي خدعنا فترة من الزمن بأنه يؤمن بالديمقراطية والحرية وهو في حقيقته مستبد غامض..الشئ الغريب ان هذا التناقض في شخصية اردوغان يمثل تاريخا قديما في ازدواج الشخصية بين العاملين في السياسة في الدول النامية.. رغم تجربته الناجحة في بناء تركيا إلا ان الرجل فشل في إعادة بناء فكره فمازال بعد كل هذه السنوات في الحكم يحمل عصا الإستبداد ويمارس كل انواع القمع حتي وان حمل شعارات الديمقراطية المزيفة التي يخدعون بها الشعوب كم من الجرائم ترتكب بأسم هذا الشعار الرائع الجميل الذي يسمي الديمقراطية ورئيس وزراء تركيا السيد اردوغان اكبر دليل علي ذلك. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان‏‏ المستبد الغامض أردوغان‏‏ المستبد الغامض



GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 17:57 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

التعليم مجانى وإلزامى (٦)

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

«المناقيش» سر تعثر لقاء السنباطى وفيروز!!

GMT 17:46 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حكمة نبيل العزبى!

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الشركات العامة

GMT 17:42 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أمر شائن!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib