فاروق جويدة
ما يحدث في الشارع المصري الآن يتعارض تماما مع كل الشرائع والأديان فلا الدين اباح قتل المسلم لأخيه المسلم ولا الشريعة اباحت استغلال ظروف الفقر والحاجة عند البسطاء من الناس وإلقاءهم في الشوارع.
ما يحدث في مصر الآن صراع سياسي علي السلطة لا علاقة له من قريب او بعيد بالإسلام الدين والعقيدة.. ولو ان هؤلاء الذين يرفعون راية الإسلام نفذوا تعاليمه ما اريقت نقطة دم واحدة.. إن الشعارات التي ملأت رؤوس المصريين سنوات طويلة والدعوات الدينية التي قسمت المجتمع الي مؤمنين وكفار قد كشفت الأن عن حقيقتها وهي اننا امام مسلسل سياسي قبيح استخدمت فيه كل اساليب التحايل للوصول الي السلطة ورغم فشل التجربة الا ان الإصرار علي البقاء في السلطة يستخدم كل شئ حتي ولو كانت دماء الأبرياء.. من هنا فإن الفصل بين الدين والسياسة اصبح ضرورة لإنقاذ مصر من المتاجرين بمستقبلها يجب ان نضع السياسة في مواقعها ونحفظ للدين قدسيته اما هؤلاء الذين استخدموا الدين وسيلة لتضليل الفقراء والبسطاء فحسابهم عند الله, من اراد ان يمارس العمل السياسي فإن الباب مفتوح امام الجميع لإنشاء احزاب سياسية مدنية تضم كل ابناء المجتمع مسلمين واقباطا ومن اراد ان يمارس انشطة الدعوة الدينية لهداية الناس وإصلاح احوالهم فهناك الف باب تبدأ بالجمعيات الأهلية والدعوية وتنتهي بالزوايا والمساجد ولا يستطيع احد ان يمنع الناس من العبادة والصلاة.. يجب ان نفرق بين من يتخذون الدين وسيلة للوصول الي السلطة ويقاتلون من اجلها وكأنهم يحاربون كفار قريش ومن يريد ان يمارس العمل السياسي بثوابته وشعاراته.. كل ما دار في مصر في الأيام الأخيرة من الأحداث والكوارث كان واضحا امام الجميع فهناك من خدع هذا الشعب بشعارات دينية قسمت مصر كلها الي تيارات وفصائل واتضح في النهاية اننا امام صراع سياسي قبيح استخدم كل اساليب التحايل والتضليل السياسي ولا بد من وقف هذه المهزلة فأبواب السياسة كثيرة والدين له طريق واحد.