فاروق جويدة
امتلأت الشاشات المصرية والعربية بعشرات بل بمئات المسلسلات والبرامج في السباق السنوي للتسلية في شهر رمضان.
كانت البرامج خفيفة اكثر من اللازم حتي وصل بعضها الي درجة من السذاجة والاستخفاف بعقول الناس.. ولم يخل الأمر من الألفاظ والكلمات الجارحة التي تشبه تماما حالة الفوضي في الشارع المصري.. اما القضايا التي تناقشها المسلسلات فليس فيها جديد علي الإطلاق جميعها موضوعات معادة شاهدناها قبل ذلك في اعمال فنية قديمة اكثر عمقا وجدية.. هناك محاولات لإستنساخ اعمال قديمة بوجوه جديدة وانا دائما اشفق علي الذين يقدمون هذه الأعمال لأن لكل عمل ظروفه وزمانه واشخاصه.. بعض الأعمال الدرامية التي تتكرر فيها الوجوه والشخصيات تصيب المشاهد بالحيرة حين يري فنانا واحدا في اكثر من عمل وتتداخل الأحداث بحيث نجد اكثر من عمل فني في شخصية واحدة.. الأغرب من ذلك ان معظم القنوات تقدم المسلسل في وقت واحد خاصة اعمال النجوم الكبار.. كان واضحا في مسلسلات هذا العام ايضا ان نجوم السينما الكبار قد اتجهوا الي التليفزيون امام حالة الركود التي يعانيها الإنتاج السينمائي ولكن الواضح ان بعض النجوم شاركوا في اعمال تليفزيونية دون المستوي امام الظروف الصعبة التي تعيشها السينما المصرية بصورة عامة.. من اغرب الأشياء في مسلسلات هذا العام انه لا يوجد علي جميع الشاشات المصرية والعربية مسلسل ديني واحد باستثناء المسلسل القديم عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اذيع اكثر من مرة علي امتداد عامين وفي الوقت الذي احتشد فيه الإسلام السياسي في معظم الدول العربية ووصل الي السلطة غابت تماما في عهده المسلسلات الدينية خاصة ان هذا النوع من المسلسلات كان في احسن حالاته في الإنتاج السوري.
توقفت عند اكثر من مسلسل فيه مشاهد ليس لها اي مبرر درامي خاصة الرقص البلدي الذي ظهر في معظم المسلسلات.. كانت وجبة المسلسلات الرمضانية متعددة الألوان والأشخاص والأحداث وكانت طويلة في عدد الساعات ولكن كان ينقصها الفن الجيد والقضايا الجادة.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"