فاروق جويدة
كان من المستحيل ان يقف الجيش المصري متفرجا امام صراع القوي السياسية في مصر طوال عام كامل. كان من الصعب ان يفرط الجيش المصري في مسئولياته تجاه هذا الوطن
وهو يري كل شئ فيه يتعرض لحالة انهيار كامل.. لقد فشلت القوي السياسية في ان تتفق علي شئ واصبح الصراع بينها يهدد اركان الدولة المصرية ولهذا جاء بيان القوات المسلحة تأكيدا علي دورها ورسالتها في حماية امن مصر.. كان من الضروري ان يصدر الجيش هذا البيان ولعل ردود الفعل في الشارع المصري قد أكدت ان الشعب كان ينتظر جيشه امام هذه المحنة القاسية.. سوف تتباكي القوي السياسية الأن علي الفرص الضائعة والصراعات الدامية التي افسدت علينا اول تجربة مع الديمقراطية.. لا يستطيع أحد الأن ان يلوم الجيش لأنه اصدر هذا البيان فهذا واجبه الذي لا ينبغي ان يتخلي عنه في هذه اللحظة.. ولا يستطيع احد ان يلوم شعبا خرج لتعديل مسار خاطئ وسياسات فاشلة.
ان الملايين الغاضبة التي خرجت الي الشوارع في ثورة جديدة كانت تبحث عن الخلاص من واقع وصل بها الي اسوأ حالات الإحباط خرجت هذه الملايين تدين آداء الحكومة وترفض حالة الإنقسام وتعترض علي تكفير المجتمع وحالة الإنفلات في كل مؤسسات الدولة امام غياب الأمن وانهيار الإقتصاد وفشل النخبة في إيجاد صيغة للحوار وعجز مؤسسة الحكم عن إدارة شئون الدولة كل هذه الأسباب جعلت جيش مصر يعود الي الساحة مرة اخري رافضا كل هذه الأخطاء مؤكدا دوره في حماية مصر.
علي القوي السياسية والنخبة المدنية والدينية الأن ان تلوم نفسها ولا تلقي أخطاءها علي جيش مصر فلم تكن هذه النخبة علي مستوي المسئولية ولم تتعامل مع الواقع المصري بالعقل والحكمة وظهرت امام العالم كله في اسوأ حالاتها صراعا ورفضا وتحايلا وانقساما.
ان ما ارجوه الأن من المواطن المصري هو ألا ينساق وراء دعاوي نخبة خذلته والا يسمع لدعوات شيوخ الغفلة للموت والشهادة لأنها دعوات ضالة ومضللة وعلي القوي السياسية ان تعترف بفشلها وان تستفيد من أخطاءها لتبدأ تجربة جديدة مع الديمقراطية.