فاروق جويدة
الحظ السيئ مازال يطارد السياحة المصرية في أكثر من مكان.. وما حدث في الأقصر أخيرا كان مشهدا مؤلما وقاسيا للغاية19.. سائحا من أكثر من دولة يحترق بهم المنطاد وهم علي ارتفاع300 متر ويتساقطون كالشظايا في كارثة جديدة من نوعها علي مصر تعيد لنا صور الماضي الحزين..
ان المنطاد احد الوسائل السياحية المنتشرة في اماكن كثيرة في العالم حيث تتوافر له كل وسائل السلامة ويبدو ان ما حدث في الأقصر حالة شاذة وغريبة..نحن الآن امام عدد من الضحايا من جنسيات مختلفة بينهم اليابانين والصينين والإنجليز وسوف تترك هذه الحادثة اثارا سلبية علي السياحة المصرية رغم انها تعاني ظروفا صعبة طوال عامين كامليين.. سوف يحتاج الموقف إلي شرح اسباب الكارثة من الناحية العلمية علي الأقل مع وضع ضمانات كافية لإعادة استخدام هذه الوسيلة مرة أخري..لقد بقيت ايام قليلة علي انتهاء عقد الشركة صاحبة المنطاد ومن سوء حظها ان تتحمل في آخر ايامها نتائج هذه الكارثة وامام الشركة تعويضات ضخمة يجب ان تدفعها للضحايا وقد تمتد هذه التعويضات إلي الحكومة المصرية وربما وصلت إلي ملايين الدولارات امام19 ضحية.. وفي تقديري ان مثل هذه المشروعات السياحية المتقدمة يجب ان تتوافر لها ضمانات كافية من الحماية والإدارة والفحص الدقيق ويبدو ان هناك خطأ ما في سقوط هذا المنطاد يجب ان تبحثه لجنة فنية.. سوف تحتاج شركات السياحة المصرية إلي حملة دعائية واسعة حتي تستعيد ثقة السياح الأجانب لكي يعودوا إلي مصر مرة أخري.. في الفترة الأخيرة كانت الوفود السياحية قاصرة علي شرم الشيخ والغردقة حيث خرجت الأقصر والصعيد والقاهرة والجيزة من المعادلة وربما كان هذا المنطاط يحمل أول فوج سياحي وصل إلي الأقصر منذ فترة طويلة.. ومن سوء حظ الأقصر والسياحة المصرية ان يحترق المنطاد وتسقط معه احلام الآلاف من العاملين في قطاع السياحة بأن يعود السائح الأجنبي إلي مصر مرة أخري..كانت السياحة في محنة..وبعد حادثة المنطاد اصبحنا امام كارثة..وفي كل الحالات يجب ان يكون هناك تحقيق شامل حول اسباب احتراق المنطاد ونقدمها للعالم الخارجي بكل المصداقية والأمانة.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"