فاروق جويدة
منذ قامت الثورة حتي الأن مازال الغموض في كل شيء هو سيد الموقف.. ان الجميع يدعي انه اول من اشعل الثورة الإخوان والسلفيين والقوي الليبرالية رغم ان الحقيقة تؤكد ان أول من أشعل الثورة هم مجموعة من الشباب لا يتجاوز عددهم بضعة الاف خرجوا يوم25 يناير2011 وهتفوا بسقوط النظام..
لا أحد يعرف حتي الأن ما هو اللهو الخفي وهل هم مجموعة من البشر ام مجموعة من الشياطين والعفاريت وماهي مواعيد ظهورهم.. كلنا تحدثنا عن اللهو الخفي الحكومة والشعب والمعارضة ومازلنا ننتظر إلقاء القبض عليه.. لا أحد قال لنا ما هي أطراف المؤامرات التي تجتاح الشارع المصري وتحرك فيه العصابات وتنشر الفوضي وترتكب اعمال العنف..تصريحات المسئولين تؤكد ان هناك اطرافا داخلية وخارجية تدبر المؤامرات وان هناك تمويلا خارجيا يتدفق علي مصر ويشمل جميع القوي السياسية ولم يعلن رقم واحد أو اسم حزب واحد يتلقي هذا التمويل.. والأخطر من ذلك كله ان المواقع تبدلت وان الثوار يحاكمون الأن في اجهزة الأمن ويتعرضون لأسوأ انواع المعاملة لأنهم بلطجية.. واصبح من السهل ان يتم إلقاء القبض علي أي شاب بتهمة إثارة الشغب رغم انه كان يشاهد الأحداث من بعيد فلا هو كان من الثوار ولا هو شارك في الثورة ولكن سوء الحظ حمله لمواقع الأحداث.. والأغرب من ذلك كله ان عمليات التعذيب عادت مرة أخري تطل في الشوارع حيث يقوم بعض الأشخاص المجهولين بمطاردة الشباب والأطفال والفتيات وحملهم إلي اماكن مجهولة حيث يتعرضون لأسوأ الوان التعذيب الجسدي والنفسي وتسأل من وراء ذلك كله وهل هناك جهات في مصر الأن حصلت بطريقة سرية علي الحق في إلقاء القبض علي المواطنين وحبسهم وتعذيبهم وإلقائهم في السجون.. غموض في كل شيء في اللهو الخفي..والمؤامرات السرية.. والتمويل الأجنبي وتعذيب الثوار وسأل بعد ذلك كله هل هناك حكومة خفية تدير احوال البلد.. ولا تجد الإجابة مطلوب كشف الحقائق امام الناس لأن هذا الغموض وهذه الطلاسم تفتح ابوابا كثيرة للفوضي احيانا وللعنف في معظم الأحيان.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"