فاروق جويدة
امام الدكتور شوقي ابراهيم المفتي الجديد مسئولية ضخمة بعد كل ما اصاب الساحة الدينية في مصر من مظاهر الخلل والفوضي في مجالات الإفتاء..
هناك جبهات كثيرة علي المفتي أن يتصدي لها ويواجهها بالحكمة والموعظة الحسنة بعد أن ساءت الأحوال واختلطت الأشياء وغابت الحقائق..أمام المفتي عشرات الفضائيات التي تشعل الفتن وتصدر الفتاوي وتضلل الناس ابتداء بفتاوي اهدار الدم وقتل المعارضين وانتهاء بالسحر والعفاريت واستخدام الدين في تضليل الناس واستغلال براءتهم وأمية الملايين منهم..ولم يعد الأمر قاصرا علي الفضائيات ولكن المساجد والزوايا تشهد ايضا تجاوزات كثيرة..ينبغي ان تكون هناك ضوابط حاسمة وواضحة في امور الفتوي بحيث لا يجوز ان يخرج علينا شخص ما ويسئ للإسلام..إن التشدد الديني اصبح الآن سمة من سمات هذا العصر رغم ان الوسطية كانت دائما المنهج الأساسي للدين الصحيح في مصر وكانت مصادر الفتوي والتشريع في الأمور الدينية معروفة للجميع ولم يكن من حق أحد ان يصدر فتوي إلا إذا كان علي علم..وكانت دار الإفتاء هي التي تتحمل مسئولية ذلك كله..وفي السنوات الأخيرة ارتفعت مساحات الشطط واصبح من حق اي إنسان ان يكون عالما في الدين ومفتيا في الفقه والشريعة حتي ولو أخطأ في ابسط قواعد اللغة العربية قراءة وكتابة ونطقا هناك أجيال جديدة في الساحة الدينية لم تعرف شيئا عن ثوابت الإسلام الدين والعقيدة وانتشر علي الفضائيات وللاسف الشديد ان منهم اسماء حققت شهرة واسعة وكانوا سببا في نشر كل الوان التطرف والتشدد..ليس من العدل أو الحكمة ان نترك الساحة الدينية مشاعا للمغامرين والباحثين عن المال أو النجومية وينبغي ان يحسم الأزهر الشريف ودار الإفتاء هذه القضية بإجراءات رادعة..ان مئات الأسماء من الدعاة الذين ينتشرون الأن في كل مكان لم يدرسوا في الأزهر ولم يتعلموا اصول الدين علي يد علماء أو مشايخ وكل ما في الأمر انهم يلتقطون كلمة من هنا وكلمة من هناك ثم يخطئون في تلاوة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويفتون الناس بغير علم..هناك فئات كثيرة دخلت مجالات الفتوي وشوهت صورة الإسلام بين ابنائه.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"