فاروق جويدة
اعتقد ان لدي المصريين الآن عقدة تسمي أبناء الرؤساء ولهذا يتعامل الإعلام المصري مع ابناء الرئيس محمد مرسي من هذا المنطلق النفسي..
ان المصريين يخافون ان يعيد التاريخ نفسه خاصة ان قضية التوريث في النظام السابق أخذت من اعمارهم زمنا طويلا وكانت من اهم اسباب سقوط النظام..لقد تسلل ابناء الرئيس السابق إلي مواقع كثيرة في مؤسسات الدولة والتفت حولهم جماعة من رجال الأعمال في مختلف المواقع واستطاعوا ان يحققوا مكاسب رهيبة من هذه العلاقة وفي تقديري ان هذه الجماعة كانت من اخطر مناطق الفساد في الدولة المصرية..كان هناك مسلسل توزيع الأراضي والقروض من البنوك وبيع مشروعات القطاع العام..وعلي الجانب السياسي كانت معركة كرة القدم مع الجزائر وهي من اخطر السلبيات التي تورط فيها ابناء الرئيس السابق..والآن بدأ مسلسل جديد مع ابناء الرئيس الحالي بدأت القصة الأولي مع تعيين احد ابنائه في وزارة الطيران وكانت الضجة لها اسبابها ومن اهمها ان ابن الرئيس تخرج من تجارة الزقازيق دفعة2012 ولم يمض علي تخرجه إلا شهور قليلة بينما يقف ملايين الشباب امام مكاتب العمل حيث لا عمل ولا مستقبل..القصة الثانية ان أحد ابناء الرئيس اعلن انه رفض عرضا من احد رجال الأعمال في النظام السابق بمبلغ80 الف دولار شهريا أي أكثر من نصف مليون جنيه وهنا كان ينبغي ان يعلن ابن الرئيس اسم هذا الرجل لأن هذا العرض يمثل عرض رشوة حقيقية بكل جوانبها القانونية ولا يعقل ان يعرض مثل هذا المبلغ علي شاب في بداية حياته العملية كمستشار قانوني لأن المؤكد ان رجل الأعمال يريد استخدام اسم الرئيس واسرته في اشياء غير مشروعة..وللأسف الشديد ان هذا ما كان يحدث في النظام السابق في عمليات الشراكة والعمولات والمضاربات في البورصة وكان ذلك سببا في هذا الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال..من حق ابناء الرئيس ان يعيشوا حياتهم كمواطنين عاديين لهم كامل حقوق المواطنة ولكن حين تقترب منهم مواكب الفساد فيجب ان نحذرهم حتي لا يعيد التاريخ اخطاء الماضي
نقلاً عن جريدة "الأهرام"