فاروق جويدة
تولي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر السلطة وهو في الثلاثينيات من عمره وكان الرجل بلا خبرات في إدارة شئون دولة بحجم مصر بحكم السن والعمر والتجربة ولكنه جمع حوله نخبة من اصحاب الرأي والمفكرين والخبراء في كل مجالات الحياة..
أسماء كثيرة وخبرات متعددة تجمعت حول عبد الناصر كان في مقدمتهم د. محمود فوزي والأستاذ هيكل والثلاثي الشهير القيسوني وعزيز صدقي وسيد مرعي ولم يفرق بين الأجيال الشابة والأجيال القديمة مثل فتحي رضوان والعمري والجريتلي والقوني ومحمود يونس وصدقي سليمان ومحمد فوزي وعبد المنعم رياض هذا بجانب رفاق السلاح زكريا محيي الدين وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم ويوسف السباعي وعبد القادر حاتم..ولم يتردد بعد ذلك في ان يستعين بأجيال أخري بعد نكسة67 وكان في المقدمة منهم عبد العزيز حجازي وحلمي مراد.. وحين تولي الرئيس الراحل انور السادات عاش نفس تجربة عبد الناصر ودفع بأجيال أخري في سلطة القرار مثل الفريق صادق واحمد بدوي ومنصور حسن وممدوح سالم وكمال ابو المجد وحامد السايح وشريف لطفي مع بقاء رموز الأجيال القديمة بل ان السادات لم يتردد في تعيين اثنين من رموز اليسار المصري في مناصب وزارية وهما فؤاد مرسي واسماعيل صبري عبد الله وكلاهما من انقي رموز الوطنية المصرية بل انه اعتمد كثيرا علي كتاب كبار مثل احمد بهاء الدين وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ إلا ان هذا التنوع في سلطة القرار توقف تماما في ظل نظام الرئيس السابق امام بقاء المسئولين في الحكم فترات طويلة.. ان المطلوب الآن من د.مرسي ان يستفيد من تجارب من سبقوه في إدارة الحكم وان يفتح ابواب الرئاسة لكل الخبرات والاتجاهات والرؤي بحيث لا تقتصر دائرة القرار علي اتجاه وفكر واحد هو فكر جماعة الإخوان المسلمين وقد اعجبني حديث للسيد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق أكد فيه ان مصر ليست الإخوان وان الإخوان لا يملكون القدرات والإمكانيات لإدارة شئون وطن كبير بهذا الحجم..وقد تكون امام الرئيس مرسي فرصة أخيرة ليبدأ صفحة جديدة كرئيس لكل المصريين.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"