فاروق جويدة
لم أكن اتصور في يوم من الأيام ان يقوم بنك من البنوك المصرية بحملة لتشجيع تعدد الزوجات ومواجهة ازمة العنوسة..كلنا يعلم ان البنوك لها مجالات اختصاص
واضحة في الأنشطة التجارية والمالية ولم نسمع يوما ان بنكا من البنوك تحول إلي' خاطبة'آخر تقاليع الدعوة لتعدد الزوجات جاءت علي لسان د. محسن البطران رئيس بنك الائتمان الزراعي وفي حضور وزير الزراعة حين أعلن ان البنك سوف يمنح شباب الزراعيين قروضا للزواج بشرط الاكتفاء بزوجتين فقط وسوف يحصل المزارع علي قرض للزوجة الأولي بفائدة3% وقرض آخر للزوجة الثانية بفائدة6% أما إذا اختار زوجة ثالثة فعليه ان يدفع فائدة15%.. وهذا التوجه من الحكومة لتشجيع الزواج بأكثر من زوجة يمثل تحولا خطيرا في حياة المصريين..ان الزوج المصري لا يحتمل الآن تكاليف توفير المعيشة لزوجة واحدة فكيف له ان يوفر ذلك لزوجتين أو ثلاث..ومن قال ان تكاليف الزواج عرس واحتفالات..هناك ابناء سوف يولدون ويحتاجون للطعام والمدارس والمستشفيات لمواجهة كل امراض الدنيا ابتداء بفيروس سي وانتهاء بالسرطان..وكيف يتزوج الشاب ثلاث زوجات بقروض من البنك وهو لا يعمل ولا يملك أرضا يزرعها أو مشروعا يعيش منه..من أين يأتي بالفوائد ومن أين ينفق علي الأبناء..قد كان أولي بالبنك أولا ان يوزع الأراضي علي المزارعين الشباب ليعملوا وينتجوا قبل ان يقدم لهم قروضا للزواج, كان الأولي بالبنك ان يوفر الأسمدة والمبيدات بالأسعار المناسبة للفلاحين لأن هذا عمله الأصلي..ان الأزمة الحقيقية لأي شاب ان يعمل أولا..هناك جانب آخر نسيه بنك الائتمان حول قروض تعدد الزوجات, ماهو الموقف مع الإخوة الأقباط والدين المسيحي لا يسمح إلا بزوجة واحدة أم ان البنك طبقا للسياسة الجديدة سوف يشجع تعدد الزوجات بين المسيحيين..في الوقت الذي تشجع فيه الحكومة المصرية تعدد الزوجات يقرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ان يضم مجلس الشوري السعودي20% من النساء لأول مرة في تاريخ السعودية..انتهت كل مشاكل المصريين ولم يبق غير تشجيع تعدد الزوجات وعلي المرأة المصرية ان تسجد لله شكرا.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"