خزائن الذكرى

خزائن الذكرى

المغرب اليوم -

خزائن الذكرى

فاروق جويدة


من أجمل الأشياء فى حياة الإنسان خزائن الذكرى .. أن الناس عادة تحفظ فى خزائنها الأموال والمجوهرات والأشياء الثمينة، وللأسف الشديد لا مكان فى حياتنا لخزائن الذكرى .. وهذه الخزائن هى تلك التى نحفظ فيها أسرار حياتنا وما عشناه من التجارب والأحلام والذكريات .. تجد فيها قصة حب رغم مرور الأيام مازالت تحتفظ ببريقها لقد انتهت وتوارت خلف سحابات النسيان ولكن بقى منها شئ ما يشدنا رغم زحام الأحداث والوجوه والبشر .. إنها ومضات تضئ أحيانا ظلام أيامنا وتشعرنا بشئ من الونسة وقد تحرك حنينا أو أشواقا لطيف عبر .. انك لا تملك الحق فى استرجاع دقيقة منها ولكنها تأخذ مكانا قصيا فى خزائن ذكرياتك وتعيش فيه .. وفى رحلة الإنسان وجوه كثيرة لا تستحق أن يراها أو حتى يتذكرها لقد اختفت تماما وليس من حقها أن تعود .. وهناك أيضا تجارب مريرة تركت لنا جراحا ربما التأمت مع الأيام ولكنها أحيانا تفرض نفسها علينا ولا نجد فيها غير إحساس عميق بالمرارة وربما الندم .. سوف تجد فى رحلتك مع الحياة أشخاصا يتسللون إلى خزان ذكرياتك ويتركون لك أشياء غريبة من بقاياهم .. حاول أن تلقى هذه المخلفات بعيداً حتى لا تتكدس أمامك وتحجب عنك ما يستحق البقاء .. لا تترك خزائن ذكرياتك للعابثين كل واحد يحاول أن يترك لك شيئا تذكره وهو لا يستحق أن يعبر فى شريط ذكرياتك .. من وقت لآخر افتح هذه الخزائن وراجع الوجوه والأحداث والصور وتخلص من كل الأشياء الرخيصة هل وجدت يوما إنسانا عاقلا يحفظ قطعا من الصفيح فى خزينته بجانب الأشياء الثمينة ولهذا تخلص بصورة دائمة من تلال الصفيح لأن الصدأ يفسد كل الأشياء حوله .. من وقت لآخر انظر فى خزينة ذكرياتك لكى تختار ما يستحق البقاء وسوف تكتشف أن هناك أشياء كثيرة عبرت فى حياتك ولم تترك أثراً فلا تضيع الوقت والعمر والجهد فيما لا يسعدك. الذكريات الجميلة وحدها هى التى تستحق البقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خزائن الذكرى خزائن الذكرى



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

GMT 21:22 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سألوا الناخب.. فقال

GMT 21:20 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديمقراطية على المحك!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 15:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يتطلع إلى التعاقد مع الألماني توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib