انسحاب مفاجئ

انسحاب مفاجئ

المغرب اليوم -

انسحاب مفاجئ

فاروق جويدة


لا تتعجب أن تتساقط صور الناس من حديقة أيامك مثل الأوراق الصفراء التى تحملها رياح الخريف والأيام والسفر..لا تتعجب اذا لاحت امامك صورة كانت بالأمس مضيئة زاهية وقد تحولت إلى خيوط شاحبة
.. إن بقاء الأشياء يحتاج إلى الرعاية والاهتمام..اذا أهملنا العمارة تساقطت جدرانها مع الزمن وإذا بخلنا على الأشجار بالماء والضوء والهواء ماتت حزنا وإذا نسينا صديقا أو حبيبا فلا يمكن أن تبقى جسور التواصل بيننا كما كانت..كل الأشياء يمكن أن تختفى بل يمكن أن تموت.. إذا بخلت الأمطار على الأنهار بالماء جفت الأنهار وتشققت الأرض..أصعب الأشياء أن تشاهد الأرض وقد أكلها الجفاف وما يحدث فى الأرض يحدث فى البشر كم من حبيب رعيته واخلصت له ولم تبخل عليه بشىء وتسرب من بين يديك لتجده بعيدا مثل شجرة وحيدة تقف عارية فى الصحراء..أناس كثيرون ينسحبون من حياتنا فى ظروف غامضة وتجد كل واحد فى طريق لأسباب لا تعرفها ولكن الخيوط تقطعت والأسماء غابت والوجوه رحلت خلف سحابات النسيان..وتتعجب هل كان حبا وهل كانت صداقة وحين تصارح نفسك وتسألها تكتشف انه كان حبا ولم يكن نزوة وان الصداقة كانت رحلة عمر ولم تكن مجرد لقاء عابر ولكن ما سرى على الآخرين سرى عليك.. إن الفصول تتغير..والسحب الكثيفة تشاهدها فى الشتاء وقليلا ما تظهر فى الصيف وزهور الربيع لا تحتمل قسوة الجليد وكذلك الحب مع الإهمال والجحود يمكن أن يصبح شيئا آخر إن أجمل ما فى الحب التواصل وأجمل ما فى التواصل الرغبة وأجمل ما فى الرغبة المشاركة وإذا اختفت هذه الأشياء تحول الحب إلى كائن غريب مشوه فلا هو إحساس ولا هو حنين ولا هو ذكرى .. انه صدفة جمعت قلبين أو رحلة سفر جمعتك مع إنسان آخر ونزل كل واحد فى محطة الوصول .. لا تتعجب إذا وجدت الحديقة الجميلة التى زرعتها فى ليلة حب وقد تحولت إلى مكان مهجور تتسلق فيه الحشائش وتعبث فيه أسراب النمل ..حين يفتقد الحب الرعاية والاهتمام اقرأ عليه الفاتحة ولا تحزن على الراحل العزيز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انسحاب مفاجئ انسحاب مفاجئ



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

GMT 21:22 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سألوا الناخب.. فقال

GMT 21:20 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديمقراطية على المحك!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 15:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يتطلع إلى التعاقد مع الألماني توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib