فاروق جويدة
في يوم من الأيام تحمست مع الكثيرين غيرى للرئيس اوباما حين وصل إلى سلطة القرار في أمريكا كانت هناك أسباب كثيرة لهذا الحماس..نحن أمام شاب اسود جاء من دروب مرض خطير يسمى التفرقة العنصرية في اكبر بلد في العالم عاش هذه المحنة بين أبناء شعبه من البيض والسود..وهو شاب في منتصف العمر يحمل طموح الشباب وعنفوان أحلامه.
وهو ايضا رجل مثقف طاف كثيرا ما بين التاريخ والقانون والسياسة..ولا احد يدرى لماذا تخبط الرئيس اوباما؟..حين خطب في جامعة القاهرة كان مقنعا ومبهرا وهو يتحدث عن العدالة والحريات وحقوق الشعوب..وفى أكثر من مناسبة كان يؤكد انه سوف ينسحب من العراق لان الاحتلال الامريكى للعراق كان خطأ تاريخيا..وكثيرا ما تحدث عن حق الشعب الفلسطينى في إقامة دولته بجانب دولة إسرائيل .. شعارات كثيرة اطلقها الرئيس اوباما في سنوات حكمه ولم يحقق منها شيئا .. كانت آخر احلامه أن يوقع اتفاقا مع إيران يوقف مشروعها النووى .. هذه آخر احلام اوباما اما العراق وفلسطين وحقوق الشعوب المقهورة كل هذه اشياء فات أوانها وضاعت فرصتها .. لقد وقف الرئيس اوباما مترددا أمام كل القضايا العربية .. اقتحمت القوات الغربية ليبيا وأسقطت القذافى وتركت الشعب الليبى سابحا في بحر من الدماء..أعلنت امريكا اكثر من مرة انها لن تقبل ما يجرى في سوريا وتركت الشعب السورى يقتل بعضه بعضا..كثيرا ما اعلنت أن الشعب العراقى سوف يعود صاحب السلطة والقرار في إدارة شئون وطنه وازداد العراق انقساما وحروبا ودمارا والجيش الامريكى يطوف في شوارع بغداد وأمريكا تسرق البترول العراقى منذ سنوات..لقد خسر الرئيس اوباما كثيرا..خسر على المستوى الاخلاقى في كل ما عرض من الاحلام والشعارات..وخسر على المستوى السياسى حين ترك العالم يواجه كل مظاهر الدمار وكان شريكا فيها.. وخسر حين وعد شعوبا كثيرة بان يقف معها لأنها صاحبة حقوق وتخلى عن الجميع..لقد امتدت يد أمريكا إلى العراق وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن وفى كل بلد تركت المؤامرات والانقسامات والفتن..وهذا كل تاريخ الرئيس اوباما مع العرب.