الخيانة

الخيانة..

المغرب اليوم -

الخيانة

عبد العالي حامي الدين

حينما تخرج الملايين في لندن وباريس وواشنطن وشيكاغو في مظاهرات حاشدة للتنديد بجرائم الجيش الإسرائيلي في غزة
 فمعنى ذلك أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي يرتكبها الصهاينة، تحرك مشاعر الغضب عند كل من له إحساس بالإنسان أو ذرة مثقال من رحمة، وهي جرائم ثابتة لا غبار عليها..
وحينما تمنع مظاهرة للتضامن مع غزة في الجزائر، وتصطف وسائل الإعلام الرسمية في مصر إلى جانب نتانياهو داعية إياه إلى «تدمير بؤر الإرهاب في غزة»، فمعنى ذلك أن خيانة بعض الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية أضحت مكشوفة، ومعنى ذلك أن محورا جديدا تم تشكيله في العالم العربي وجاء الوقت لكي يعلن عن نفسه بشكل صريح هو محور الدعم المطلق لإسرائيل، أو هو بالضبط: محور الخيانة..
الآن فقط، ستتضح الصورة عند من التبس عليهم في البداية فهم خلفيات الانقلاب العسكري الذي جرى في مصر يوم 3 يوليوز وجرى التمهيد له بمظاهرات مشبوهة يوم 30 يونيو، الآن فقط، سيتضح للجميع بأن هذا الانقلاب جرى بغطاء دولي وبدعم إقليمي، الآن فقط، سيعرف الجميع لماذا كان من الضروري اختطاف الرئيس المنتخب محمد مرسي ووضعه في مكان مجهول قبل فبركة ملفات قضائية له.. الآن سيتأكد للجميع من مع القضية الفلسطينية ومن مع محور الخيانة..
كل من قبلوا بالانقلاب على الرئيس المنتخب، كانوا في الحقيقة يمهدون الطريق للعدو الصهيوني ليرتكب بدم بارد مجازره ضد الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها، وآن أوان المراجعة..
لا يمكن الجمع بين مساندة أنظمة الانقلاب العسكري وبين مساندة القضية الفلسطينية، وقد قلنا في عدة مناسبات بأن القضية الفلسطينية متلازمة مع المسار الديموقراطي، وأن تحرير فلسطين ينطلق من تحرير الأنظمة العربية من قبضة التبعية والعمالة للآخر..
عندما تصبح شرعية الأنظمة العربية نابعة من اختيارات الشعوب، انتهت حكاية إسرائيل..
لاحظوا الفرق في الأداء بين رئيس منتخب بطريقة ديموقراطية حتى ولو كانت بلاده مرتبطة باتفاقيات دبلوماسية وعسكرية منذ سنة 1948، وبين رئيس ورث الحكم من أبيه في ظل قبضة حكم طائفي ودكتاتوري حتى ولو انتسب إلى محور الممانعة..
الممانعة الحقيقية هي التي تتأسس على اختيارات الشعوب، وعلى رضاها الطوعي، وليست على يد أنظمة مُوغلة في قتل شعوبها والتنكيل بمعارضيها..
المقاومة الفلسطينية في غزة ما كان لها أن تصمد لو لم تكن لها بيئة اجتماعية وثقافية حاضنة، الشعب الفلسطيني في غزة رغم واقع الدمار والحزن على الشهداء الذين يسقطون بالمئات، والذين يناهزون 600 شهيد مع كتابة هذه السطور، خرج للتعبير عن فرح مستحق وللاحتفال بنجاح المقاومة في أسر جندي إسرائيلي داخل غزة مساء يوم الأحد المنصرم..
الدرس الذي تقدمه المقاومة الفلسطينية في غزة هو أنها قادرة على تحطيم الصورة الزائفة لأسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وقادرة على دفع العدو الصهيوني للاعتراف بأنه يقود «الحرب الأكثر قسوة في تاريخه»..
إن الجيش الذي دمر القدرات العسكرية المصرية في ستة أيام أثبت عجزه عن النيل من القدرات العسكرية للمقاومة بعد 20 يوما من القصف والتدمير..
وحده صمود المقاومة من يستطيع التنبؤ بنهاية الحرب على غزة..لكم الله يا من تنوبون عنا في مقاومة العدو، والخزي والعار لمن ينوبون عن نتانياهو في البلاد العربية..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيانة الخيانة



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 15:53 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib