رفقا بالأحزاب السياسية

رفقا بالأحزاب السياسية..

المغرب اليوم -

رفقا بالأحزاب السياسية

بقلم - عبد العالي حامي الدين

ليست هناك ديمقراطية في العالم بدون أحزاب سياسية حقيقية، وإذا كانت هناك من أعطاب بنيوية تعاني منها الأحزاب المغربية، فينبغي العمل على إصلاحها دون العمل على تحطيم ما تبقى لديها من كرامة ..
في تاريخ التنظيمات الحزبية في المغرب، هناك محطات ومنعطفات تاريخية كان لها دور حاسم في تحديد بوصلتها السياسية لاختبار مدى صلابة الفكرة الإصلاحية داخلها، ومدى صمودها أمام حجم الإكراهات التي تعترضها، واختبار مدى قدرتها على الحفاظ على استقلالية قرارها الداخلي.
بمراجعة مختلف الدراسات التي اهتمت بالظاهرة الحزبية بالمغرب، هناك سيل هائل من المعطيات الكافية للوقوف على أسباب «الموت البطيء» للأحزاب المنحدرة من الحركة الوطنية، وتراجع أدوارها في الساحة السياسية.
من أهم الأسباب التي تقف عليها المذكرات والشهادات والكتابات، هو الفقدان التدريجي لاستقلالية القرار الحزبي وتدخل جهات مختلفة من السلطة في شؤونها الداخلية، خصوصا بعدما انتقلت هذه الأحزاب من المعارضة إلى المشاركة في السلطة، وهو ما جعل هذه الأحزاب تتحول إلى الهامش بعدما كانت تمثل القلب النابض للحركة الديمقراطية في المغرب.
اليوم، هناك تخوفات حقيقية على مستقبل الفكرة الحزبية في المغرب، خصوصا بالنسبة إلى الأحزاب التي ارتبطت نشأتها بمشاريع إصلاحية حقيقية.
الأحزاب التي نشأت نشأة طبيعية، واختمرت الفكرة الإصلاحية داخلها ولها سجل من النضال التاريخي، من أجل ترسيخ المسار الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، تحتاج إلى وقفة تأملية من أجل تطوير الكثير من المراجعات بين أعضائها والوقوف عند العوائق الحقيقية التي كانت وراء إضعاف أدوارها..
العطب الأساسي يوجد في النخب السياسية والحزبية، ولا مجال لتحميل المسؤولية للشعب…
لقد عبر المواطنون والمواطنات يوم 7 أكتوبر 2016، على مستوى عال من النضج المجتمعي الذي لا يقل أهمية عن النضج السياسي، الذي جسده شباب 20 فبراير، والذي بفضل حراكه انطلقت الدينامية السياسية التي يراد اليوم إغلاق قوسها بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكن الناخبين والناخبات أفشلوا هذه المناورة، وعبروا عن دعمهم لشعار الإصلاح في ظل الاستقرار.. ما حصل بعد ذلك من عرقلة منهجية لتشكيل الحكومة، وما أعقب ذلك من تطورات يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النخبة الحزبية أخطأت موعدها مع التاريخ، وأثبتت محدودية خيالها السياسي لقراءة اللحظة السياسية، ومسايرة تطلعات المغاربة في الحرية والإصلاح الديمقراطي..
المطلوب وقفة حقيقية للنقد الذاتي، قبل استكمال المسار الحتمي للإصلاح الديمقراطي، الذي لا يمكن أن ينجح بدون أحزاب سياسية مستقلة..
في انتظار ذلك، رجاء رفقا بالأحزاب…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفقا بالأحزاب السياسية رفقا بالأحزاب السياسية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
المغرب اليوم - حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 18:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
المغرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة

GMT 14:13 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

داري يُنقل إلى مصحة خاصة لتشخيص إصابته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib