الهزات الاجتماعية
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الهزات الاجتماعية

المغرب اليوم -

الهزات الاجتماعية

بقلم - عبد العالي حامي الدين

” الشعب يريد بديلا اقتصاديا”، هذا الشعار رُفع بكثافة خلال احتجاجات جرادة طيلة الأسبوع الذي ودعنا به سنة 2017. وهو مطلب، رغم مشروعيته الكاملة، يبقى مطلبا تعجيزيا أمام حكومة تشكلت خارج نص الانتخابات ومخرجاتها السياسية، وأُريد لها أن تكون أغلبية غير متجانسة وفاقدة للسند السياسي، الذي يمكنها من اتخاذ قرارات هيكلية كبرى.. ما يقصده المواطنون من وراء هذا الشعار هو الاستفادة من النمو الشامل.
النمو الشامل، حسب ما تعارفت عليه جملة من المؤسسات الدولية والباحثين المختصين، هو النمو الاقتصادي الذي يتم بوتيرة مرتفعة، ويشمل نفعه الجزء الأكبر من فئات المجتمع. واعتبارا لذلك، لا ينبغي الاهتمام فقط، بالرفع من وتيرة النمو الاقتصادي، بل ينبغي الاهتمام بتوسيع نطاقه ليشمل أوسع حيز من الفئات الاجتماعية. فإذا كان تسريع وتيرة النمو الاقتصادي أمرا ضروريا ومهما للرفع من مستويات الدخل وإحداث فرص عمل أكثر والحد من الفقر، فإن توسيع نطاق هذا النمو يكتسي أهمية حيوية بالنسبة إلى ضمان استدامة هذا النمو وتفادي عرقلة مساره وتوطيد الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي.
كما أن انتفاء النمو الشامل من شأنه أن ينعكس سلبا على النشاط الاقتصادي نتيجة إهدار الطاقات الإنتاجية وسوء تخصيص الموارد، مما يقوض فرص تحقيق النمو على المدى الطويل، هذا إلى جانب تسببه في اندلاع الصراعات الاجتماعية وتهديده المباشر للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، يتطلب تحقيق نمو شامل في معظم التجارب، إخضاع الاقتصاد الوطني لتحول هيكلي يرتكز على رافعتين أساسيتين، تتجلى الأولى في تسريع وتيرة النمو عبر تنويع وتعزيز مصادره، من خلال الرفع من الطاقة الإنتاجية للنسيج الاقتصادي، وتحسين إنتاجية الرأسمال البشري وتنمية الابتكار. في حين تتمثل الرافعة الثانية لهذا التحول الهيكلي، في إشراك أكبر جزء من القوى العاملة في تحقيق هذا النمو والاستفادة من ثماره، وذلك من خلال ضمان تكافؤ الفرص فيما يخص الولوج إلى الخدمات الاجتماعية (الصحة، التعليم، السكن والموارد (المعلومات، والتمويل، والعقار.. إلخ)، والأسواق (سوق الشغل، وسوق المال، منافذ لبيع المنتجات والخدمات.. إلخ).
وفي المقابل، فإن قصور أي اقتصاد عن تحقيق ذلك يجعله عاجزا عن توفير فرص عمل كافية للقوى العاملة الملتحقة بسوق الشغل والمتنامية بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في صفوف هذه القوى أو تدني الوظائف التي تضطر إلى شغلها، خاصة بالقطاع غير المهيكل، ويجعلها أكثر عرضة لمخاطر الفقر والهشاشة، وغير مؤهلة فعليا للمساهمة في تحقيق النمو والاستفادة من منافعه.
إن النمو الشامل يرتكز، أساسا، على إدماج الرأسمال البشري في العملية الإنتاجية، لضمان تقاسم متكافئ لثمار النمو أكثر مما يركز على إعادة توزيع هذه الثمار. وإذا كان من المستساغ لجوء حكومات على المدى القصير إلى إعادة توزيع الدخل بشكل مباشر لحماية بعض الفئات الهشة، فإن ذلك يمكن أن يشكل، على المدى القصير جوابا مرحليا، عن معضلتي الفقر وضعف مستوى النمو، خاصة في ظل تفاقم الفوارق الاجتماعية واستشراء جملة من الممارسات الريعية المثبطة لروح المبادرة والمخلة بمبادئ المنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص.
لا حاجة إلى التذكير بأن آلية الدعم المباشر للفقراء يتم اللجوء إليها في أكبر الأنظمة الاقتصادية ليبرالية، مثل نظام الدعم الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية للفقراء، الذين لا يجدون عملا (بطائق الدعم الخاصة بالطعام).
إن العدالة الاجتماعية في النهاية، ما هي إلا نتيجة منظومة من الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهادفة إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع، في أفق بناء ذلك المجتمع الذي تسود فيه العدالة في كافة مناحيه.
ما حصل في جرادة وقبل ذلك في الحسيمة وزاكورة والصويرة يُسائل جميع أصحاب السلطة، ومدى قدرتهم على وضع سياسات اجتماعية منصفة، وآليات قانونية فعّالة، ترتكز على تأمين الحقوق الأساسية للمواطنين والمواطنات، وتوفير الحماية الاجتماعية، خاصة بالنسبة إلى الفئات الأكثر احتياجا، ومساءلة الأسباب العميقة وراء حالة العجز والضعف التي وصلت إليها الآليات المؤسساتية الخاصة بالتماسك الاجتماعي والعدالة التوزيعية لنتائج النمو الاقتصادي، والعجز الكبير على وضع منظومة للعدالة الاجتماعية فعالة ومنصفة ومستدامة، يساهم فيها الجميع من منطلق الإيمان العميق بمفاهيم الكرامة والعيش المشترك والعدالة الاجتماعية.
نعم، عرفت البلاد وستعرف مزيدا من الهزات الاحتجاجية نتيجة تنامي الإحساس بغياب العدالة التوزيعية لخيرات الوطن، ونتيجة تنامي الوعي بالحقوق، وعلى رأسها الحق في الكرامة والحق في الاستفادة من ثمار النمو…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهزات الاجتماعية الهزات الاجتماعية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib