لماذا لا نعتقد بأنّ تصريحات المُتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة لـ”الجزيرة” بتدفيع مِصر والسودان ثمَن مَياه النيل لم تَكُن “زلّة لسان”
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

لماذا لا نعتقد بأنّ تصريحات المُتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة لـ”الجزيرة” بتدفيع مِصر والسودان ثمَن مَياه النيل لم تَكُن “زلّة لسان”

المغرب اليوم -

لماذا لا نعتقد بأنّ تصريحات المُتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة لـ”الجزيرة” بتدفيع مِصر والسودان ثمَن مَياه النيل لم تَكُن “زلّة لسان”

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

الخطوة التي أقدمت عليها القِيادة المِصريّة بإرسال وزيريّ الخارجيّة والمِياه إلى الكونغو للمُشاركة في جولةِ المُفاوضات الأخيرة للتّوصّل إلى حلٍّ سلميّ لأزَمة سدّ النهضة مع إثيوبيا تَعكِس استراتيجيّة النّفس الطّويل ومُحاولة كسب ود الاتّحاد الإفريقي وثقته، ولكن الاستِعدادات لمرحلة ما بعد فشل هذه الجولة، وهذا احتِمالٌ مُرجّح، تسير على قدمٍ وساق بالتّنسيق مع السودان، خاصّةً بعد أن اتّضحت النّوايا الحقيقيّة للسّلطات الإثيوبيّة ومُخطّطاتها بعيدة المدى بدَعمٍ إسرائيليّ، أيّ “تدفيع” مِصر والسودان ثمن مِياه النيل، وإيصال “الفائض” مِنه إلى الدولة العبريّة التي تُعاني من نقصٍ كبير في مصادر المياه.

نشرح اكثر ونقول إنّ التّصريحات التي أدلى بها السيّد دنيا مفتى المُتحدّث باسم لخارجيّة الإثيوبيّة في مُقابلةٍ مع قناة “الجزيرة” يوم أمس، وقال فيها بالصّوت والصّورة، إنّه “من حق إثيوبيا بيع المياه الفائضة عن حاجتها بعد الملء الثّاني لخزّان سدّ النهضة، لم تكن زلّة لسان، وإنّما جاءت مدروسةً جيّدًا وتحدّيًا لمِصر والسودان معًا، واستِفزازًا لقيادتيّ، وشعبيّ البلدين.
مُذيع قناة “الجزيرة” أحمد طه الذي فُوجِئ بهذه التّصريحات الخطيرة، لما تَحمِله من لهجةٍ تصعيديّة واستفزازيّة غير مسبوقة للبلدين العربيّين، وجّه السّؤال مرّتين إلى المسؤول الإثيوبي لاستِيضاح الأمر فجاءت الإجابة نفسها، مُؤكّدًا “بأنّه لا تُوجَد مُشكلة على الإطلاق في بيع حصّة بلاده من مِياه السّد مثلما ستبيع فائِض الكهرباء”.
***

صحيح أنّ السيّد مفتي عاود الاتّصال بقناة “الجزيرة” ونفى تصريحاته هذه، وقال إنّها أُخرِجَت عن سِياقها، ولكنّ الصّورة لا تَكذِب، ومن غير المُستَبعد أن يكون تعرّض إلى تأنيب من قِيادته، لكَشفِه “المستور”.

السيّدة سهلورق زودي رئيسة إثيوبيا دخلت إلى ميدان التّصريحات الاستفزازيّة، ونسَفَت مُفاوضات الكونغو الثلاثيّة بعد بَدئِها برعاية رئيس البِلاد مُباشرةً، وأكّدت أنّ بلادها “مُستَعِدّةٌ جدًّا للمَلء الثّاني لخزّانات سدّ النهضة في موعده، وأنّ تنمية حوض النّيل الأزرق تُمثّل “قضيّة وجوديّة” لبِلادها.
إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زعيم أكبر قوّة عسكريّة في العالم فشل في إقناع القِيادة الإثيوبيّة في التّراجع عن مواقفها المُتعنّتة، والقُبول بالاتّفاق الثّلاثي الذي جرى التّوصّل إليه في واشنطن برعايته وصندوق النّقد الدولي، فهل سينجح الرئيس الأنغولي فيما فَشِل فيه الرئيس الأمريكي ومن بعده رئيس جنوب إفريقيا؟
آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، وتلميذ نِتنياهو، وأحد خريجي مدرسته في الكذب والمُماطَلة، يستخدم السّد لتوحيد قبيلة الأورامو التي ينتمي إليها، ومن خلفها كُل القبائل الإثيوبيّة خلف قِيادته، أيّ أن السّد مشروعٌ سياسيّ قبل إن يكون مشروعًا اقتصاديًّا، ويُراهِن على دولة الاحتِلال الإسرائيلي لدعمه، ووقوف دول عربيّة خليجيّة في خندقه، وهذا ما يُفسّر موقف هذه الدّول “المُعيب” والدّاعم لإثيوبيا والاختِباء وراء عرض الوِساطة، وينسى هؤلاء أنّ مِصر لم تتوسّط في صِراعاتها ووقفت في خندقها دون تردّد، والله عيب.

الاستِعدادات المِصريّة السودانيّة لكُلّ الاحتِمالات وأبرزها الحلّ العسكريّ، مُستمرّة، وكان آخِر حلقاتها مُناورات “نُسور النّيل” العسكريّة الجويّة والبريّة في حُضور الجِنرال محمد فريد حجازي رئيس هيئة أركان الجيش المِصري ونظيره السّوداني محمد عثمان الحسيني، ووصول خُبراء عسكريين مِصريين إلى الخرطوم، وبقاء طائرات حربيّة مِصريّة في القواعد السودانيّة.
كان لافتًا أنّ “قوّات الصّاعقة” في البلدين شاركت في هذه المُناورات التي جرت في قاعدة “موري” السودانيّة الجويّة، على بُعد كيلومترات من سدّ النّهضة، ممّا يعني أنّ هُناك خطط جاهزة، وقيد التّنفيذ للقِيام بضرب السّد من خِلال هجمات لهذه القوّات لتعطيله وتقليص حجم الخسائر التي يُمكِن أن تلحق بالسّودان مِثل الفيضان وتدمير سُدوده وإغراق محاصيله، وهذا لا يعني نفي الضّربات الجويّة أو الصاروخيّة، حسب ما قال لنا أحد الخُبراء المِصريين المُتابعين لهذا المِلَف.

الرئيس عبد الفتاح السيسي كسر حالة الصّمت التي التزم بها طِوال السّنوات الماضية، وهدّد إثيوبيا علانيّةً من عواقب تعنّتها عندما قال “محدّش حيأخذ نقطة ماء واحدة من مِصر، واللّي عايز يجرّب يتفضّل يجرّب، وفي هذه الحالة ستُواجِه المِنطقة حالة عدم استِقرار لم يتوقّعها أحد ويَدُنا طويلة”.
منطقة “بني شنقول” التي أُقيم عليها السّد مِنطقة سودانيّة، وأهلها سُودانيّون لُغَةً وثقافةً، وكانت تابعة للسودان، وانتزعتها إثيوبيا بتواطؤٍ بريطانيّ، تمامًا مثلما انتزعت إقليم أوغادين الصّومالي، وضمّته إلى إثيوبيا.

***
تصريحات السيّد المفتي، المتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة حول بيع بلاده للماء لمِصر والسودان صادمة وخطيرة جدًّا، وتجعل احتِمالات الحرب أقوى من أيّ وقتٍ مضى، وربّما في غُضون أسابيع، فموعد بدء المرحلة الثّانية من المَلء للخزّانات في تمّوز (يوليو) المُقبِل باتت وشيكةً، وأيّ ضربة للسّد ربّما تكون قبلها.

لا نتمنّى الحرب لمِصر والسودان، ونتضرّع إلى الله العليّ القدير أن تتمخّض جولة المُفاوضات في الكونغو عن اتّفاقٍ مُلزمٍ لحلّ الأزَمة سلميًّا وبِما يُخَفِّض حُقوق الجميع، ولكن إذا كُتِبَت عليهما فإنّهما لن يتَردّدا عن خوضها مهما كان الثّمن، وعلينا أن نتذكّر أنّ مِصر لا تخشاها، وخاضت أربع حُروب ضدّ العدوّ الإسرائيليّ المدعوم أمريكيًّا وأوروبيًّا، ولم تخش من قنابله النوويّة، ومن دمّر خطّ بارليف على قناة السويس، لن يعجز حتمًا من تدمير سد النّهضة.. “إذا كان آخِر العِلاج الكيّ”، والشّعب المِصري الشّقيق لن يجوع، ولن يركع، ولن يُغيّر آبي أحمد وداعِميه مسار التّاريخ ومجرى النّيل.. والأيّام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نعتقد بأنّ تصريحات المُتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة لـ”الجزيرة” بتدفيع مِصر والسودان ثمَن مَياه النيل لم تَكُن “زلّة لسان” لماذا لا نعتقد بأنّ تصريحات المُتحدّث باسم الخارجيّة الإثيوبيّة لـ”الجزيرة” بتدفيع مِصر والسودان ثمَن مَياه النيل لم تَكُن “زلّة لسان”



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib