الجِهادان” الزراعي والصناعي اللّذان أعلنهُما السيّد نصر الله هُما الطريق الأقصر
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

الجِهادان” الزراعي والصناعي اللّذان أعلنهُما السيّد نصر الله هُما الطريق الأقصر

المغرب اليوم -

الجِهادان” الزراعي والصناعي اللّذان أعلنهُما السيّد نصر الله هُما الطريق الأقصر

بقلم - عبد الباري عطوان

تذكّرت والدتي، رحمها الله، أثناء استِماعي إلى خِطاب السيّد حسن نصر الله الذي ألقاهُ مساء الثلاثاء وتحدّث فيه عن ضرورة إعلان “الجِهادين” الزراعي والصناعي في كُلّ بُقعةٍ في لبنان لتحقيق الاكتِفاء الذاتي في مُواجهة الحِصار الأمريكيّ الجائِر الهادف إلى تجويع لبنان وتركيعه وإذلاله.

فالوالدة “الأمّيّة” التي كانت تُعيل عشرة أطفال، علاوةً على جدّي وجدّتي، ووالدي المريض، وحُفنة من العمّات، كانت تُربّي الحمام والدجاج ومعزتين، و”تجرش” القمح والشعير، وتَعُد الخبز في طابون طيني يعتمد على الحطب كوقود، ممّا جعلنا، نحن اللّاجئين نُقاوم الجُوع، ونسير مرفوعي الرّأس، ونُحقِّق إلى جانب معونات وكالة الغوث، الحدّ الأدنى من الاكتِفاء الذّاتي مِن الطعام والبروتين، خاصّةً، ما تيسّر من البيض ولُحوم الدجاج، وحليب الماعِز.

الحاجة هِي أُمّ الاختراع، وضربي مثلًا بالوالدة لا يعني أنني أُطالب اللبنانيين الذين يعيشون في أبراجٍ إسمنتيّةٍ، ولم يتعوّدوا على شظَف العيش أن يقتَدوا بها، ويربّون الحمام والدجاج في شُققهم الفاخِرة، ولكنّ مُحاولة التكيّف، بكُل الطّرق والوسائل مع هذه الأزمة، حتّى لو تم اللّجوء إلى التقشّف، كوسيلة لمُواجهة الضّغوط الأمريكيّة والإسرائيليّة، وتحويل لبنان إلى بلدٍ مُنتجٍ، بعد أن ظلّ مُستَهلِكًا لعُقود، يعيش على المُساعدات الخارجيّة المُرتبطة بشُروط الإذلال والتبعيّة.
***
عِشت العامين الأخيرين مِن حُكم الرئيس جمال عبد الناصر في مِصر أثناء فترة دراستي الجامعيّة، وكانت مِصر كلّها تأكل ممّا تزرع، وتلبس ممّا تصنع، وتُصنّع جميع مُتطلّباتها المعيشيّة الضروريّة ابتداءً من شفرات الحِلاقة ومعجون الأسنان حتّى السيّارات والحافلات العامّة، وأذكر أنّ الرئيس عبد الناصر كان يتباهى بارتِداء البدلات والقُمصان والأحذية المُصنّعة في مِصر، وكان في قمّة الأناقة، وأذكر أيضًا أنّ الملابس المُصنّعة في الخارج لم تَكُن تُباع إلا في أحد الشّوارع الجانبيّة لا يزيد طُوله عن 50 مترًا (شارع الشواربي) ومُعظمها مُهرّبة عبر تجّار الشنطة مثلما كان يُطلق عليهم في ذلك الوقت النّاشطين على خطّ بيروت القاهرة.
عندما تبحث الشعوب عن الكرامة، والسيادة الوطنيّة، وتُريد أن تسير مرفوعةَ الرأس، فإنّها حتمًا تَجِد الطريق إليها، والشّي نفسه يُقال أيضًا إذا أرادت السير على الطريق الآخر، طريق الاستَسلام والخُنوع والتسوّل.
العودة إلى الزراعة والصناعة لا تُعيب الشعب اللبناني، كما أنّ توجّه حُكومته إلى الشرق، أي الصين وماليزيا وروسيا والعِراق وسورية وإيران، لا يُعيبها أيضًا، في ظِل الغطرسة والفُجور والإملاءات الأمريكيّة، وتجاوزات السفيرة الأمريكيّة الوقِحَة التي ما كان لها أن تبقى في لبنان ساعةً واحدةً بعد تطاولها على المُقاومة وسِلاحها وقِيادتها.
ربّما أرادَ السيّد نصر الله مُجاملة أو تحييد بعض القِيادات الحزبيّة اللبنانيّة التي تُؤلِّه الغرب، وتُريد إبقاء لبنان زائدةً دوديّةً مُلتصقةً بجسمه الاقتصاديّ والسياسيّ، عندما قال إنّه لا يعني التوجّه إلى الشرق إدارة الظهر كُلِّيًّا إلى الغرب، وأمريكا وأوروبا تحديدًا، فربّما قصَد سدّ الطريق والأبواب والنوافذ وقطع ألسِنَة هؤلاء، وما أطوَلها هذه الأيّام.
الصين التي رحّبت بالتعاون مع لبنان والانخِراط في مشاريع تنمية مجانيّة من بينها محطّات كهرباء وقطارات سريعة، تُخرجه من أزمته الاقتصاديّة، ليست دولةً من دول العالم الثالث، وتملك مشروعًا اقتصاديًّا وسياسيًّا جعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتُشَكِّل قلقًا وجوديًّا للولايات المتحدة التي ستَفقِد عرشها في قمّة سقف العالم في أقل من عشر سنوات بسبب الصّعود المُتسارع بهذا التنّين الصيني العظيم.
نعم.. يجب أن نُدير ظهرنا كعرب ومُسلمين، وليس كلبنانيين فقط إلى الغرب، الذي دمّر العِراق وسورية وليبيا، ويدعم الاحتلال الإسرائيلي، ويَشُن الحُروب والعُدوانات المُتكرّرة على لبنان، وقتل الملايين من العرب والمُسلمين، ويُحاصِر نِصف شُعوبهم وخاصّةً في أفغانستان وإيران، وأين يَكمُن الخطأ في ذلك؟
لا نُجادل مُطلقًا في اعتِناق الصين الأيديولوجيّة الشيوعيّة كعقيدة، ولكن اقتِصادها ليس شُيوعيًّا، ومُنفتحًا على العالم بأسرِه، وطريق الحرير هو أحدث الأمثلة، وننتظر اليوم الذي تُحرّر العالم من “الفيسبوك” والتويتر”، والهواتف والحواسيب الذكيّة، والدولار ونِظامه المالي، وكُل وسائل وأدوات الهيمنة الأمريكيّة الأُخرى على العالم.
***
نشعر بالأسى ونحن نسمع أصواتًا في لبنان تُريد إغلاق الحُدود بشَكلٍ دائمٍ مع سورية، ونرى مسؤولين يعتبرون زيارة دمشق إثمًا وخطيئةً كُبرى، ويتعفّفون عن قُبول مشتقّات النفط الإيرانيّة حتى لو توقّفت جميع محطّات الكهرباء في بلادهم، فمن أيّ طينة جينات هؤلاء؟ ولماذا هذه النّظرة العُنصريّة الفوقيّة المُتعالية على الآخرين، وما هي القيم والرّكائز التي تستند إليها؟
ما جاء في خِطاب السيّد نصر الله هو صرخةُ حق شُجاعة، وطرحًا لأفكار تُقدّم الحُلول والخِيارات الصّحيحة للخُروج من الأزمات، ليس للبنان فقط وإنّما للأمّتين العربيّة والإسلاميّة، ونتمنّى عليه في المُستقبل أن لا يُعير رِجالات أمريكا، وانتِقاداتهم أيّ اهتمام، فهؤلاء مِثل الزبد الذي يذهب جفاء مع احترامي لكُل الاعتِبارات التي تدفعه إلى ذلك، فالمعركة المُقبلة كبيرة وشَرِسَة ومصيريّة، وتُحَتِّم تجاهُل هؤلاء.. أو هكذا نعتقد.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجِهادان” الزراعي والصناعي اللّذان أعلنهُما السيّد نصر الله هُما الطريق الأقصر الجِهادان” الزراعي والصناعي اللّذان أعلنهُما السيّد نصر الله هُما الطريق الأقصر



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib