لماذا أرسلت مِصر سُفنها الحربيّة للمُشاركة في مُناورةٍ روسيّة في البحر الأسود
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

لماذا أرسلت مِصر سُفنها الحربيّة للمُشاركة في مُناورةٍ روسيّة في البحر الأسود؟

المغرب اليوم -

لماذا أرسلت مِصر سُفنها الحربيّة للمُشاركة في مُناورةٍ روسيّة في البحر الأسود

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

‏علّمتنا تجارب الحُروب التي لم تتوقّف في مِنطقتنا “الشّرق الأوسط” طِوال القرن الماضي، والعقدين الأوّلين من القرن الواحد والعشرين الحالي أمرين أساسيين: الأوّل أنّ الصّراعات العِرقيّة والدينيّة “المُجمّدة” يُمكن أن تتحوّل إلى “ساخنةٍ”، وتنفجر مُواجهات دمويّة في أيّ لحظة، ‏وثانيًا أنّ اتّفاقات وقف إطلاق النّار و”الهُدن” المُترتّبة عليها لا يُمكن التّعويل على احتِرامها، وأنّ انهِيارها، أو اختِراقها، من قبل الأطراف المُتحاربة مُتوقّعٌ بسهولةٍ، ونادرًا ما تُعمِّر طويلًا، طالما أنّ الأسباب الكامنة خلفها، وأدّت إلى إشعال فتيل مُواجهات ما زالت كامِنَةً، ولم يتم إيجاد حل جذريّ لها.

‏لهذه الأسباب لم يُفاجئنا انهِيار وقف إطلاق النّار الذي تمّ التوصّل إليه في موسكو برعاية وزير الخارجيّة سيرغي لافروف، ومُشاركة وزيريّ خارجيّة أرمينيا وأذربيجان بعد ساعات في الصّراع المُتجدّد حول إقليم “قرة باخ” ‏المُتنازع عليه بين البلدين (أذربيجان وأرمينيا)، وأدّى إلى مقتل 300 شخص، وتشريد الآلاف من الجانبين في غُضون أسبوعين.

الحرب الأذريّة الأرمنيّة اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 من القرن الماضي، حول إقليم “قرة باخ” الواقع في وسط أذربيجان، ومُعظم سكّانه من الأرمن الأرثوذكس، وعدد سكّانه 70 ألفًا، ومساحته 4500 كيلومتر مربع، أيّ نِصف مساحة لبنان، وأدّت هذه الحرب إلى مقتل مليون شخص من الجانبين، ولم تتوقّف إلا بعد التوصّل إلى اتّفاقِ وقف إطلاق النّار برعايةٍ أمريكيّةٍ أوروبيّةٍ ممّا أدّى إلى تجميد الصّراع وليس حلّه.

‏تجدّد الصّراع يُهَدِّد بإشعال مِنطقة القوقاز برمّتها وإغراقها في حُروبٍ عِرقيّة، على غِرار حرب البلقان، وبِما يُؤدّي إلى نُشوء دول وتفتيت أُخرى، وفتح الباب على مِصراعيه أمام تدخّلات القِوى العُظمى عسكريًّا، وأكبر دولتين مُستَهدفتِين من جرّاء هذا التجدّد للأزمة هُما تركيا وإيران.

‏أذربيجان الدولة المُسلمة الشيعيّة المذهب، ‏التركمانيّة الجُذور، تشعر بأنّها قويّة وثريّة الآن بفعل مداخيلها من النّفط والغاز، ودعم قوّتين إقليميّتين لها هُما تركيا ودولة الاحتِلال الإسرائيلي، وتعتقد أنّ الوقت مُلائم لاستِعادة إقليم “قرة باخ” الذي سلخه عنها جوزيف ستالين عام 1923 ووضعه تحت إدارة الأرمن المسيحيين، ولهذا أعادت ‏تسخين هذه الجبهة حيث يأمل ‏رئيسها الهام علييف أن تكون نتائج الجولة الحاليّة أفضل من سابقاتها، أمّا أرمينيا في المُقابل فتُريد اعترافًا دوليًّا بإقليم “قرة باخ” كدولة مُستقلّة، أو انضِمامه إليها، وتحظى بدعمٍ روسيٍّ مدعومٍ بمُعاهدة دفاعٍ مُشتركة.

‏حُروب الشّرق الأوسط كانت في بعضها “حُروب أنابيب غاز”، والحرب السوريّة الحاليّة أحد الأمثلة عليها، ويبدو أنّ العدوى انتقلت إلى القوقاز، في خطّ أنابيب الغاز الذي يمتدّ من بحر قزوين عبر الأراضي التركيّة ومنها إلى أوروبا و”إسرائيل” ويَمُر بالقُرب من جبهات القِتال، هي أحد أسباب هذه الحرب الحاليّة، وليس سبَبها الوحيد.

‏الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي يطمح بالتّتويج زعيمًا إسلاميًّا تُركمانيًّا، من خِلال أحياء الإمبراطوريّة التركمانيّة العثمانيّة، التي تمتد من الأيغور غرب الصين حتى فيينا، يعتقد أنّ الوقت باتَ مُلائِمًا لتحقيق هذا الهدف، ولهذا بدأ حربه في سوريا ثم نقلها إلى ليبيا، وها هو الآن يُرسل مُقاتليه التركمان و”الجِهاديين العرب” إلى أذربيجان مدعومين بأسرابٍ من طائرات “الدرونز” الهُجوميّة لحسم الحرب لصالح حليفه وابن جلدته التّركماني الأذري.

‏مِن مُفارقات هذا الصّراع أنّ طائرات “الدرونز” التركيّة المُتقدّمة تكنولوجيًّا والمُصنّعة محليًّا، تُقاتل جنبًا إلى جنب مع نظيرتها الإسرائيليّة في “قرة باخ” ضدّ أرمينيا وروسيا التي تدعمها بشَكلٍ مُباشرٍ، والتي يقول خُبراء عسكريين إنّها ما زالت مُتأخّرةً في صِناعة هذا النّوع مِن الطّائرات الذي ألغى عمليًّا سِلاح الدّروع لأنّه يتمتّع بأنظمةٍ ذكيّةٍ، وصواريخ مُتطوّرةٍ، يُمكن أنْ تَضرِب أبراج الدبّابات، نُقطة ضعفها من الجَو.

‏أمّا المُفارقة الأُخرى تتمثّل في سُقوط العامل الطّائفي الشّيعي السنّي، الذي استخدمته أمريكا لخلق فِتنة بين إيران الشيعيّة ودُول عربيّة سنيّة، خاصّةً في السعوديّة والخليج.

‏فاللّافت أنّ مُعظم الدول الخليجيّة “السنيّة” تَقِف حاليًّا في خندق أذربيجان، وهو الخندق الذي تَقِف فيه أيضًا تركيا عدوّها اللّدود، وإسرائيل أيضًا حليف بعضها الجديد.

‏مِصر ربّما تكون الدّولة الوحيدة التي كسَرت هذه القاعدة، واتّخذت موقفًا مُغايِرًا لحُلفائها الخليجيين، وانحازت إلى حليفها الروسي القديم، وأرسلت سُفنها وطائِراتها للاشتِراك في مُناوراتٍ عسكريّةٍ روسيّةٍ مِصريّةٍ في البحر الأسود للمرّة الأُولى في تاريخ البلدين.

‏التّحالف الروسي المِصري الذي أحبط طُموحات الرئيس أردوغان في ليبيا وقبلها جُزئيًّا في سورية، ينتقل إلى مِنطقة القوقاز، حيث تُعلن القِيادة المِصريّة موقفها الدّاعم لأرمينيا علنيًّا، واستِعدادها للمُشاركة في الحرب إلى جانبها، ربّما نِكايةً بالخصم التركيّ، ورغبةً في تحجيم الطّموحات الأردوغانيّة القوميّة التركمانيّة والإسلاميّة.

‏خريطة الصّراع تبدو مُعقّدةً ومُتشابكةً وتَستعصِي على الفهم بالنّسبة للقارِئ غير المُسيّس، ولكن الاستِنتاج الآمن والأكثر سُهولةً وسط هذه المَتاهة أنّ إيران ربّما تكون أحد الاستِهدافات الرئيسيّة من إشعال فتيل هذا الصّراع في الوقتِ الرّاهن، من حيثُ وجود خطّة أمريكيّة إسرائيليّة لجرّها إلى حربِ استنزافٍ تكون أذربيجان أكبر قاعدة اسرائيليّة في القوقاز مِصيَدتها الكُبرى.
***

‏نشرح أكثر ونقول إنّ أبناء القوميّة الأذربيجانيّة التركمانيّة يُشَكِّلون حواليّ 35% من مجموع سكّان إيران حيث يُقدّر عددهم بحواليّ 25 ـ 30 مِليون نسمة، ويتركّزون في شِمال البِلاد، وتُعاني هذه العِرقيّة من ضُغوط عديدة أبرزها عدم تدريس اللّغة الأذريّة في مدارسها العامّة والخاصّة حسب أدبيّات جماعات انفصاليّة ذات نزعات قوميّة في صُفوفها، وتَجِد دعمًا مِن الغرب، وأمريكا على وجه الخُصوص، مِثل ما تقول وسائل الإعلام الحُكوميّة الإيرانيّة.

الرئيس الإيراني حسن روحاني عبّر عن وعي بلاده بهذا الاستِهداف، وأخطاره، يوم أمس عندما قال في تصريحاتٍ صحفيّة “إيران لن تتسامح مع أيّ دولة تُرسل إرهابيين إلى حُدودها، تحت أيّ ذريعة”، في تهديدٍ مُباشرٍ لكُل من ‏أذربيجان وتركيا، خاصّةً بعد أنْ أفادت تقارير إخباريّة أنّ الاخيرة نقلت قوّات من عناصر تابعة للجيش السوري الحر من ليبيا وإدلب إلى جبهاتِ القِتال في “قرة باخ” للقِتال إلى جانب الجيش الأذربيجاني مُقابل 2000 دولار في الشّهر لكُل “جِهادي”.

يبدو أنّ الخطّة التي تحدّث عنها الأمير محمد بن سلمان، وليّ العهد السعودي، قبل أربعة أعوام بتفجير إيران من الدّاخل من خِلال دعم وتسليح وتمويل الأقليّات العِرقيّة (عرب، بلوش، أكراد، أذريّون) في طَور التّفعيل بالتّنسيق مع أمريكا وإسرائيل حاليًّا، وربّما مع تركيا لاحقًا، وهذا ما يُفَسِّر غزل الرئيس أردوغان الأخير في المملكة وقِيادتها، فنَحنُ أمام صِراعات جديدة قد تقلب التّحالفات الحاليّة رأسًا على عقبٍ ستتوضّح أكثر بعد انتِهاء مهرجان الانتخابات الأمريكيّة .. واللُه أعلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا أرسلت مِصر سُفنها الحربيّة للمُشاركة في مُناورةٍ روسيّة في البحر الأسود لماذا أرسلت مِصر سُفنها الحربيّة للمُشاركة في مُناورةٍ روسيّة في البحر الأسود



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib