نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان.. ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها.. هل نجح!

المغرب اليوم -

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

جميلٌ أن يُصدِر الأمير بندر بن سلطان، مُستشار الأمن القومي والسّفير السّعودي السّابق، “توضيحًا” لما ورد في مُقابلته التي بثّتها قناة “العربيّة” السعوديّة في ثلاثِ حلقاتٍ يُؤكّد فيه على احتِرامه، وتقديره، للشّعب الفِلسطيني، مُكرِّرًا في تغريدةٍ نشرها على موقعه الرسميّ على “التويتر” أنّ هذا الشّعب هو المُتضرّر الأوّل من سِياسات قِيادته، ولكنّنا لا نعتقد أنّ هذا التّوضيح، على أهميّته، سيُقلِّل من حجم الضّرر الكبير الذي لَحِقَ بالمملكة العربيّة السعوديّة ومكانتها وسُمعتها، من جرّاء هذه المُقابلة، من حيث مضمونها وتوقيتها في الوقتِ نفسه، وليس هذا الشّعب الضحيّة من جرّاء سِياسة قِيادته، أو جرائم العدوّ الإسرائيليّ واحتِلاله.

لا نُجادل مُطلقًا في كلّ كلمةٍ قالها الأمير بندر حول فشل القِيادة الفِلسطينيّة، الحاليّة أو السّابقة، في إدارة الشّؤون الفِلسطينيّة، وتحرير الأراضي الفِلسطينيّة العربيّة والإسلاميّة المحتلّة، ومُقدّساتها، وربّما عبّر بمِثل هذا الانتِقاد عمّا يجول في صدرِ مُعظم الفِلسطينيين، إنْ لم يَكُن كلّهم، ولكنّه لم يَعكِس طِوال الحلقات الثّلاث، أيّ بدائل وطنيّة، أيّ ضرورة وجود قِيادة فِلسطينيّة بديلة تُلغي اتّفاقات أوسلو “أمّ الكبائر”، وتُنهي التّنسيق الأمني، وتسحب الاعتِراف بالكِيان الصّهيوني، وتعود إلى خطّ المُقاومة، حتّى يكون انتِقاده مَوضوعيًّا، ومُقنِعًا، وخالٍ من الشّبهات.
***

غضَب الأمير بندر على القِيادة الفِلسطينيّة، مِثلَما قال في الحلقة الأولى من المُقابلة، جاء بسبب ردّ فِعل هذه القِيادة على اتّفاقيّ “السّلام” الإماراتي والبحريني، ووصفها لهما بأنّهما خِيانة وطعنة مسمومة في الظّهر، ولو أنّ هذه القِيادة أيّدت هذين الاتّفاقين لكانت أفضل قيادة في تاريخ الشّعب الفِلسطيني، وتخدم قضيّتهم العادلة، واعتِبارها الأكثر كفاءةً لقِيادتهم إلى هدف تحرير جميع أراضيهم المُحتلّة.

اللّافت أنّ هذه القِيادة، ونحن من أبرز مُعارضيها، لم تتلفّظ بكلمةٍ سيّئةٍ واحدةٍ على المملكة، لا قبل مُقابلة الأمير بندر ولا بعدها، وباستِثناء تعليقٍ من سطرين للدكتور صائب عريقات، وليس للرئيس محمود عبّاس، قال فيه، ودون أن يُسمّي المملكة، أنّ من أرادَ أن يُطبّع فليفعل ودون الهُجوم على الشّعب الفِلسطيني، ومن هُنا فإنّ السّؤال الأكثر أهميّةً هو عن أسباب هذا الهُجوم على هذه القِيادة ومن “أميرٍ مُتقاعد”؟ فلو كان من أمين عام  مجلس التعاون الخليجي مثلًا، لكان الأمر مفهومًا، ولكنّه يظل غير مقبول في الوقتِ نفسه، لأنّ هُناك دُولًا خليجيّةً مِثل الكويت تُعارض التّطبيع بأشكالِه كافّةً، وتعتبره خيانة.

من الواضح أنّ غضبة الأمير بندر والجناح الدّاعم لخطّه في الأسرة الحاكمة السعوديّة، وهو ربّما أقليّة، جاءت أيضًا بسبب عقد لقاء مُصالحة فِلسطيني، بين حركتيّ “فتح” و”حماس” في بيروت، وبعد ذلك في إسطنبول، وعبّر عن هذا الغضب بقوله “إنّهم يعتقدون أنّ تركيا التي تحتل ليبيا، وإيران وحزب الله اللّذين يدعمان الحوثيين في اليمن، سيُحرّرون فِلسطين والقدس المحتلّة، ونحن نسأل الأمير بندر، وبكُل هُدوء، لماذا لم تستضف الرياض هذا الاجتِماع مثلًا؟ ولماذا ذهب الفِلسطينيّون إلى هاتَين العاصِمَتين دون غيرهما؟

فإذا كانت تركيا احتلّت ليبيا فإنّ من سَهّل لها هذا الاحتِلال هو المملكة العربيّة السعوديّة والدول الخليجيّة الأُخرى، التي هيمنت على القرار العربي، والجامعة العربيّة، وشرّعت تدخّل حِلف “النّاتو” لتدمير ليبيا، وقتل الآلاف من أبنائها، وحوّلها إلى دولةٍ فاشلةٍ تَسودها الفوضى والميلشيات المسلّحة الخارجة عن القانون، ثمّ تِكرار السّيناريو نفسه في ليبيا واليمن.

أمّا إذا تحدّثنا عن إيران فإنّ من عبّد لها الطّريق لدَعمِ حركة “أنصار الله” الحوثيّة وحُلفائها فهو “عاصفة الحزم” قبل سِت سنوات التي أدّت إلى مقتل وإصابة مِئات الآلاف من اليمنيين، وربّما يُفيد التّذكير بأنّ صُمود قِطاع غزّة، والمُقاومة الباسلة على أرضه في أربع حُروب إسرائيليّة في السّنوات السّبع الماضية، وتحقيق جُزءٍ كبير من “ميزان الرّدع” مع دولة الاحتِلال هو الصّواريخ الإيرانيّة، سواءً المُهرّبة أو المُصنّعة محليًّا في أنفاقٍ تحت الأرض، وهل عرضت المملكة السّلاح الأكثر تَطوّرًا على هؤلاء وقالوا “لا” وفضّلوا الذّهاب إلى إيران و”حزب الله”؟
تصريحات الأمير بندر المُفاجئة والصّادمة، التي وردت في مُقابلته تأتي في سياقِ رغبة الجناح الحاكِم في المملكة في السّير على نهجِ الإمارات والبحرين، وهو النّهج الذي بدأ قبل خمس سنوات تقريبًا، وبلغ ذروته في الهجمة الشّرسة والمدروسة من بعض الإعلاميين والكتّاب السّعوديين ضدّ أبناء الشّعب الفِلسطيني، واللّقاءات التطبيعيّة التي بَدأها الأمير تركي الفيصل سلَف الأمير بندر في جهاز المُخابرات مع المَسؤولين الإسرائيليين في واشنطن وعواصم أوروبيّة، وكانت الفتاوى التي أصدرها الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم الشريف، وحثّ فيها الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى وقفِ الحمَلات ضدّ اليهود، وحثّهم على التّطبيع معهم، ويقصد هُنا المُحتلّين لفِلسطين، وضرب مثَلًا كيف أنّ الرسول “صلى الله عليه وسلم” توفّى ودرعه مَرهونةٌ عند يهودي، وينسى الشيخ المُوقّر، والمُوحى له من السّلطة، أنّ هذا اليهودي لم يَكُن يحتلّ فِلسطين، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وتقتل عصاباته مِئات الآلاف من العرب والفِلسطينيين في الأراضي المُحتلّة ولبنان وسورية ومِصر والأردن.

ما لا يُدركه الأمير بندر، أو الجناح الدّاعم للتّطبيع وصفقة القرن، أنّ السعوديّة ليست الإمارات أو البحرين أو حتّى مِصر، لأنّ قرار التّطبيع، في حالتها ليس قرارًا “سِياديًّا” لأنّها تستمد شرعيّتها، وحدتها ومكانتها، ليس من ثرواتها النفطيّة الضّخمة، وإنّما من رعايتها للحرمين الشريفين في مكّة والمدينة، والتّطبيع يعني نهاية، أو سُقوط، هذه الرّعاية، وسحب هذه الشرعيّة المُشرّفة والفريدة من نَوعِها.

المملكة لا تستطيع، بل ولا يَجِب، أن تفصل بين مصالحها كدولة والمصالح العربيّة والإسلاميّة، للأسبابِ الآنفة ذكرها، وحثّ الأمير بندر في الحلقة الأخيرة من المُقابلة على هذا الفصل خطأ استراتيجيّ كبير في رأينا والكثيرين مِثلنا، نقول هذا الكلام من مُنطلق الحِرص، فالشّعب السّعودي مِثل كُل الشّعوب الشّقيقة الأُخرى، شعب عربيّ مُسلم ووطنيّ، ويُشكّل بمثابة الأهل بالنّسبة إلينا، ويهمّنا أمنه واستِقراره ورخاءه.
***

خِتامًا نسأل الأمير بندر سُؤالًا أخيرًا وهو: نحن نَفصِل بين القِيادة الفِلسطينيّة وشعبها.. هل يسمح لنا، أو لأيّ مُواطن سعودي أن يفصل بين القِيادة السعوديّة وشعبها، وبِما يُعطي الحقّ له للتّطاول على هذه القِيادة بالطّريقة التي تَطاول فيها على القِيادة الفِلسطينيّة، ومن مَوقعِ المسؤوليّة كعُضوٍ بارزٍ في الأُسرة الحاكمة؟
أخيرًا، هل يسمح الأمير بندر لأحد أنْ ينتقد القرار الكارثي الذي اتّخذته قِيادته بخوض حرب اليمن، أو إهدار ثرَوات الأجيال الحاليّة القادمة في هذه الحرب، وشِراء رِضاء رئيس أمريكي بلطجي عُنصري كارِهٌ للعرب والمُسلمين، اسمه دونالد ترامب، وإنفاق مِئات المِليارات من الدّولارات على صفَقات أسلحة لم “تُحَرِّر” صعدة البعيدة بضعة كيلومترات عن الحُدود الجنوبيّة السعوديّة، ناهِيك عن صنعاء؟
القِيادة الفِلسطينيّة فاشِلةٌ، بل مُغرِقةٌ في الفشَل، ونتمنّى عليك يا سمو الأمير أنْ تُحدّثنا عن نجاحاتِ قِيادتكم.. واللُه المُستعان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib