بقلم : عبد الباري عطوان
كان العراق في الماضي قبلة للعلم بكافة جوانبه وبلغت فيه الاختراعات العسكرية والتطوير العسكري مرحلة متقدمه .كان علماء العراق وجامعاته يشار إليهم بالبنان وما أن سقطت العراق بيد إيران بعد الاحتلال الأمريكي وبمساعدة العرب حتى انتقم الفرس من العراقيين ومن كان يقف معهم بعد حرب الثمان سنوات شر انتقام فتم تصفية العلماء وفرار من بقى منهم ثم عملت إيران بعدها على تحويل حياة العراقيين إلى أحزان ومئاتم طوال أيام السنة فما أن ينتهوا من مأتم قتل الحسين حتى تبدأ أربعينية الحسين وما أن يتم الانتهاء منها حتى يبدأ مأتم الزهراء ثم مأتم العباس يليه مأتم زينب ثم مأتم الكاظم ثم الشعبانية ثم السجاد ثم مأتم الموسوي وهكذا طوال السنة والتي يتم التدشين فيها لهذا الأعمال كل سنة في شهر محرم تحت مسمى أحزان عاشوراء .
وبينما يظل العراقيون طوال أيام السنة يهرولون من النجف إلى كربلاء الى سامراء حيث السرداب و من قبر إلى قبر ومن مأتم إلى آخر نجد إيران في هذه السنوات تفرغت لبناء جيش قوي وتفرغت للتصنيع والتسليح العسكري على وجه الخصوص والاختراعات والابتكارات حتى أحرزت تقدم كبير في طريقها إلى إنتاج السلاح النووي . إنه الدهاء والحقد الفارسي الذي جعل معمميه في العراق يحولون حياة العراقيين إلى هذا الحال المخزي حتى أنهم اقنعوا شيعة العراق بأن غسلهم وتدليكهم لاقدام الزوار الإيرانيين وهم في طريقهم لقبر الحسين يعتبر عمل يقربهم إلى الجنة مهما فعلوا بعدها ولذلك يتسابقون إلى هذا العمل. لقد قضوا على الجيش العراقي العملاق السابق بالتعاون مع حلفائهم الأمريكان ذاك الجيش الذي صمد أمام إيران ثمان سنوات حتى انتصر في النهاية قضوا عليه واسسوا بدلا عنه جيش آخر القسم الأول منه يحمي زوار الحسين وبقية الأماكن والآخر ينتشر في الطرقات ومن كافة الرتب العسكرية حاملين على رؤوسهم الأواني الممتلئة باللحم والرز للقادمين من ايران وغير ها لزيارة قبر الحسين وبقية الطقوس التي ابتكرها الآيات هذا هو حال العراق التي أعلنت منظمة اليونسكو في نهاية الثمانينات ان العراق هو اول دولة في منطقة الشرق الأوسط استطاعت القضاء على الأمية .. السقوط الفكري للشعوب أبشع وأشد وأخطر من السقوط العسكري ياسادة يا كرام.