الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الاسد
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الاسد

المغرب اليوم -

الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الاسد

بقلم - عبد الباري عطوان

اختلط الامر علينا، وربما على الكثيرين مثلنا، ونحن نتابع المؤتمر الصحافي الذي عقده ريكس تيرلسون، وزير الخارجية الأمريكي، مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في انقرة بعد مباحثات مكثفة، ومغلقة في بعض الأحيان، اجراها مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، الى جانب السيد اوغلو، تركزت على الأوضاع في سورية والحرب على الإرهاب.

المفاجأة تمثلت في تأكيد تيرلسون على “ان الشعب السوري هو الذي سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد على المدى البعيد، فمثل هذه العبارة لم ترد مطلقا على لسان أي مسؤول امريكي من قبل، وكانت حكرا على القيادة الروسية، والرئيس فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

المسؤولون الامريكيون ظلوا طوال السنوات الست السابقة من عمر الازمة السورية يطالبون بإسقاط النظام السوري، ويؤكدون انه لا مكان للرئيس الأسد في مستقبل سورية، وقدموا الدعم العسكري والسياسي الكامل للمعارضة السورية المسلحة، ورصدوا مئات الملايين من الدولارات لتدريب بعضها، وتمويل وتسليح البعض الآخر، وشكلوا منظومة أصدقاء الشعب السوري.

صحيح ان الإدارة الامريكية في عهد الرئيس باراك أوباما عدلت استراتيجيتها، واعطت الأولوية لمحاربة الإرهاب، والقضاء على “الدولة الإسلامية” او “داعش” على وجه الخصوص، لكنها تمسكت بعدم وجود دور للرئيس الأسد في الحاضر او المستقبل، واكبر تنازل قدمته في هذا الصدد هو القبول ببقائه في المرحلة الانتقالية فقط، وبصلاحيات اقل.
***
هل نفهم من تصريحات تيرلسون هذه ان الإدارة الامريكية الجديدة انقلبت 180 درجة على سياسات ومواقف الإدارة السابقة، واقتربت اكثر من الموقف الروسي، وباتت تمهد لاشراك الحكومة السورية في الحرب على الارهاب، وفتح قنوات حوار، وربما تنسيق معها في هذا المضمار؟
أهمية هذه التصريحات الامريكية التي ادلى بها تيرلسون في اول زيارة له لانقرة، تأتي من كونها تتزامن مع تطورين رئيسيين في المشهد السوري:

الأول: بدء العد التنازلي للهجوم على مدينة الرقة عاصمة “الدولة الإسلامية”، واستيلاء قوات سورية الديمقراطية التي تعتبر رأس الحربة في الهجوم، وتتشكل معظمها من الاكراد، على سد مدينة الطبقة ومطارها، وهذه القوات مدعومة أمريكيا بغطاء جوي، وحوالي 300 من القوات الخاصة الامريكية.

الثاني: اعلان السيد يلدريم امس المفاجيء، وبعد اجتماع طارئ لمجلس الامن القومي التركي استمر لساعات بقيادته، عن انتهاء عملية “درع الفرات” التي بدأت القوات التركية وفصائل تابعة للجيش السوري الحر في اب (أغسطس) الماضي بالسيطرة على جرابلس الحدودية، ومن بعدها مدينة الباب وإخراج قوات “الدولة الإسلامية” منهما.

  ما يمكن استخلاصه من هذين التطورين ان الادارة الامريكية الجديدة اختارت الوقوف في خندق حلفائها الاكراد، وتفضيلهم على تركيا العضو المؤسس في حلف الناتو، وهذا ما يفسر القرار التركي بالإعلان عن انتهاء عملية “درع الفرات” بعد تحقيقها لاهدافها مثلما صرح السيد يلدريم.

قوات “درع الفرات” لم تحقق كل أهدافها، وليسمح لنا السيد يلدريم ان نختلف معه حول هذه النقطة، لان الهدف من توغلها في الأراضي السورية، ودون التنسيق مع حكومة دمشق، كان إقامة “منطقة آمنة” بعمق خمسة آلاف كيلومتر مربع، والانطلاق من جرابلس والباب للاستيلاء على منبج، ثم التوجه الى مدينة الرقة، وأخيرا طرق أبواب دمشق واقتحامها واسقاط النظام السوري، وهذا ما قاله الرئيس اردوغان بعظمة لسانه، ومعظم هذه الأهداف لم تتحقق.

لا نعتقد ان مهمة قوات “درع الفرات” انتهت كليا، ولم نسمع عن أي انسحاب للقوات التركية من الأراضي السورية، ولا نستبعد ان تكون القيادة التركية قررت نصب مصيدة في المنطقة، واشعال فتيل حرب عرقية بين فصائل الجيش السوري الحر بدعم تركي مع وحدات الحماية الشعبية الكردية، او حتى الجيش السوري نفسه.

الانسحاب التركي يعني عمليا إيجاد فراغ استراتيجي سيتنافس على سده كل من الاكراد وفصائل الجيش الحر، وربما هيئة تحرير الشام، او “النصرة” سابقا، مما يعني فتح جبهة قتال جديدة وخلق حالة من الفوضى تعطي تركيا ورقة مساومة سياسية قوية، يمكن ان تمارسها في اي مفاوضات لوقف اطلاق النار والتهدئة.
***
ربما يكون من المبكر قراءة هذا التحول الجذري في الموقف الأمريكي في الازمة السورية، والاستنتاج بأن إدارة ترامب بصدد القبول بدور كبير للرئيس الأسد في مستقبل سورية، فالحرب على الإرهاب توشك على نهايتها في الموصل رغم الصعوبات التي تواجهها، ومن المقرر بدء الهجوم على الرقة في غضون أيام، والتنسيق الروسي الأمريكي في المنطقة شبه مجمد، وهناك حالة مزمنة من عدم الثقة بالادارات الامريكية، وإدارة ترامب على رأسها، ولكن يظل ما ذكره تيرلسون  في حضور مضيفيه الاتراك رسالة على درجة كبيرة من الأهمية من غير الممكن تجاهلها وتداعياتها، والسياسات تتغير حسب المصالح وانعكاسا لها.

الامر المؤكد ان الدور التركي في الازمة السورية ينكمش في ظل تمدد التحالف الروسي الإيراني، وهذا راجع في بعض جوانبه الى استعادة حلب وتدمر، وصد الهجوم على دمشق، والى الحرب الدبلوماسية التي فتحها الرئيس اردوغان على جيرانه الأوروبيين، وتهديداته التي لوح فيها بورقة اللاجئين السوريين، وعلينا ان نضع في اعتبارنا ان أمريكا تتزعم حلف الناتو الذي يشكل المظلة السياسية والعسكرية والاستراتيجية لاوروبا المسيحية، ولا يمكن ان تنحاز أمريكا لاردوغان ضد القارة “العجوز″.
المفاجأة الامريكية كبيرة، ونحتاج الى الكثير من الوقت لاستيعابها، ومن الحكمة الانتظار حتى يهدأ غبارها وتظهر معالمها كاملة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الاسد الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الاسد



GMT 08:45 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اردوغان... وأذربيجان وقبرص

GMT 19:07 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

أخبار من تركيا وليبيا وايران والأمم المتحدة

GMT 13:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

المأزق التركي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب

GMT 13:31 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

محمد الشناوي يوضح أنه لم يلتفت إلى أي عروض

GMT 00:51 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

كهف مظلم في نيوزيلندا تضيئه الديدان المتوهجة

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نحو 60% من الصينيين يتعرضون لفقدان شعر مبكر وزيادة الصلع

GMT 09:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روائح خلابة وبريق الذهب في "جيل" الجسم الجديد من "شانيل"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib