موارد مهدورة
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

موارد مهدورة

المغرب اليوم -

موارد مهدورة

محمد الأشهب

لو أدرك المتحاربون على حقول النفط في ليبيا أن الدم ليس أرخص من الذهب الأسود، لما حشدوا مناصريهم في الميلشيات والقوات النظامية للسيطرة على المرافئ التي صارت مفتوحة على كل الرياح. ولو كانوا في وارد احتساب تداعيات انهيار أسعار النفط، لما بددوا الأرواح والسلاح في معارك خاسرة، أقربها أن من يشعل الحرائق في الخزانات الملتهبة لا يملك وسائل إطفائها.

كان يعول في ظل جهود الأمم المتحدة ودول الجوار على صون الأرواح وإقرار المصالحة لمعاودة بناء الثقة وجسر هوة التباعد، وإذا بنداءات الاستغاثة تصدر من أجل إطفاء حرائق خزانات النفط عند محور الهلال النفطي الذي لم يعد خصيباً، وما كانت موارده يوماً تصرف لفائدة التنمية. غير أن الاقتتال الدائر لا يضع في الاعتبار أنواع الهزات التي ضربت قدرات دول منتجة للنفط الذي يتهاوى سعره. ولعل السبب في ذلك غياب الوعي بأهمية بناء الدولة.

ثمة سابقة في تبديد ثروات الغير، أقدم عليها صدام حسين إبان اضطرار قواته للخروج من الكويت، بفعل إجبارها من طرف قوات التحالف الدولي. لكن الموانع التي صنعتها القوات العراقية، عبر أطنان السائل النفطي في الحفر المشتعلة، لم تجنب الرئيس الراحل ما تصوره اختفاء في حفرة أخرى أطبقت عليه. ما يحيل إلى مرجعية استقراء تاريخ الاستبداد بوقائع الحفر وبالوعات الصرف الصحي.

تلك قضية أخرى، غير أن الإمعان في تبديد ثروات الغير حقداً وتشفياً لا يضاهيه إلا الإصرار على إتلاف موارد الدولة، كما في الحالة الليبية، عبر صدام دام لا طائل من ورائه. غير توسيع الهوة وبذر الفتن وتكريس التجزئة والانقسام، لأن من يفكر بمصلحة الدولة، مهما كان شكل بنائها ونوعية اختياراتها، لا يجهز على قدراتها الذاتية ومواردها الطبيعية.

الغريب أن حرق حقول النفط وخزاناته يتزامن وتراجع نفوذه الاقتصادي والتجاري. وفيما تنزع دول عربية وازنة إلى تجاوز عثرات الأسعار، من خلال زيادة حجم الإنفاق على مشاريع التنمية، بهدف حفظ التوازن وتثبيت جدلية الموارد الطبيعية التي تكون في خدمة الإنسان، تنحو تجارب أخرى في اتجاه هدر ما تبقى من شعاع الأمل. ما يعاود طرح إشكالات التنمية في علاقاتها بتنويع الموارد وإغناء الاستثمارات وعدم الركون إلى الإشكالية.

من الأمثلة الأقرب إلى ضغوط شح الموارد النفطية ذات البعد الواحد، أن دولة كالجزائر، اضطرت لمواجهة الموقف بإلغاء أجندة التوظيف في القطاع العام خلال السنة الجديدة، تحت تأثير تراجع المداخيل. وإذا كان مفهوماً أن اللوذ إلى خيار التقشف يخفف من ثقل الأزمات غير المتوقعة، فإن الرؤية بعيدة المدى في تكييف الموارد والحاجيات تضع في الاعتبار أي هزات من هذا النوع. بل إن التفكير في ما بعد بحبوحة النفط صار علماً قائم الذات، دفع دولاً عدة إلى الانفتاح على الزراعة والصناعات وولوج عالم التكنولوجيا الحديثة، بهدف تنويع الموارد، كي لا يظل اقتصادها رهين تقلبات الأسواق.

في التضاريس الجغرافية والاقتصادية في منطقة الشمال الأفريقي، ما يمكن أن يساعد على تجاوز الأزمات العارضة، في حال استقراء تداعيات الأزمة النفطية. وإلى أن تعود ليبيا بكامل قدراتها، فإن مفهوم التكامل الاقتصادي، في نطاق المنظومة المغاربية، يشكل الخيار الأمثل لاستيعاب أي ضربات موجعة.

في المغرب وتونس، موارد زراعية وتجارب واعدة في السياحة والخدمات وتوسيع حجم المقاولات. لا تزال المنتوجات الزراعية والنسيج والصناعات التحويلية تواجه التضييق من بلدان الاتحاد الأوروبي، على رغم التلويح بالنوايا الحسنة، ضمن منظومة الشراكة والوضع المتقدم في العلاقات بين الأطراف. وفي الجزائر إمكانات هائلة للاستثمار في مختلف القطاعات، فيما ستكون ليبيا عند معاودة إعمارها سوقاً جاذبة للشركاء من مختلف الأصقاع.

لعل في معاودة فتح كتاب التكامل المغاربي ما يغني في إرساء قواعد وأسس توجهات جديدة. غير أن ليس من خلال تبديد وحرق الموارد يمكن تحقيق أهداف البناء المشترك. والمشكل أن الحرائق السياسية لا تشمل خزانات النفط وحقوله، بل خيار الاندماج والتكامل. ولا يشبه دخان الحرائق ذاك الذي يوحي بالانفراج وبداية مرحلة جديدة.

"الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موارد مهدورة موارد مهدورة



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib