بان والمغرب واستعادة الثقة
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

بان والمغرب واستعادة الثقة

المغرب اليوم -

بان والمغرب واستعادة الثقة

محمد الأشهب

يتعذر الذهاب إلى نهاية الشهر الحالي، من دون حد أدنى من الوفاق في علاقة المغرب والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. أقله أن محوري قرارات مجلس الأمن المتوقع صدورها، لناحية تمديد ولاية «المينورسو» في الصحراء والدعوة إلى تسريع المفاوضات العالقة بين الأطراف المعنية، يواجهان مأزقاً كبيراً، وكما في إمكان المغرب أن يدعي أن الإخلال بشروط الحياد أثر في مسار التعاطي مع الملف، يكون في وسع بان كي مون أن يعرض في تقريره لما يعتبره تعاوناً ناقصاً مع الأمم المتحدة.
فالعلاقة بين المغرب وبعثة «المينورسو» يمكن أن تعود إلى سابق عهدها، لكن في نطاق الحرص على رقابة وقف النار الذي يسري مفعوله منذ ربع قرن، مع إيلاء الوضع الملتبس للمنطقة العازلة، شرق الجدار الأمني عناية خاصة، بما يوافق قرار حظر أي نشاط عسكري أو مدني على امتدادها. والأزمة الناشئة بين الرباط وبان كي مون لم تقتصر على تصريحاته التي أبدى الأسف حيال «سوء فهمها»، مع أن «الاحتلال» لا يحتمل غير منطوقه. وإنما كان مبعثها زيارته المنطقة العازلة، وسط أجواء ينتفي فيها الحياد المطلوب. وفهم من توضيحات الناطق باسمه أن بان لم يقصد استفزاز مشاعر المغاربة.
غير أن الخطوة الكفيلة بمعاودة بعض الثقة وليس كلها لم تتبلور بعد، ويحتاج الأمر إلى جهود مضاعفة للعودة بالمواقف إلى ما قبل نشوب الخلافات التي غطت على غيرها من الإشكالات المتعلقة بصعوبة إحراز تقدم حقيقي على المستويات كافة.
كذلك هي حال المفاوضات التي لا يمكن أن تنطلق من نقطة الصفر، وتصعب رعايتها من طرف الأمم المتحدة في ظروف متأزمة يشوبها الحذر وغياب الثقة. يضاف إلى ذلك أن التقرير السنوي الذي دأب بان على تقديمه إلى مجلس الأمن سيكون هذه المرة ناقصاً، من منطلق أن زيارته الأخيرة إلى المنطقة استبعدت الرباط، بسبب خلافات على أجندة التوقيت.
ولئن كان الأصل في مساعي الأمم المتحدة أنها تقرب بين وجهات النظر المتباينة حيال أي نزاع إقليمي، فلا أقل من ألا يكون الأمين العام نفسه طرفاً في أي خلاف أو سوء فهم، لأن الوساطة المطلوبة في ملابسات كهذه تحتم ألا يكون مسانداً لهذا الطرف أو ذاك. ولا يمكن مجلس الأمن الدولي، سيد قراراته، أن يتخذ أي مبادرة جديدة، من دون أن يضع في الاعتبار ما يعرضه المغرب في سياق التطورات المتلازمة، بخاصة أن الحل السياسي الذي يشكل سقف الإطار المحدد في التسوية السلمية لنزاع الصحراء يركز على البعد الوفاقي، إذ لا حل ولا مبادرة إلا ويتعين أن يقبلها الأطراف كافة.
من حيث الإطار القانوني والسياسي لمخططات التسوية، يبدو جلياً أنها لا تطاول الشكل بل تنسحب على الجوهر، وعندما أثير النقاش حول صيغة الاستفتاء تأكدت الأمم المتحدة أن نتائجها لا بد من أن تكون لفائدة طرف على حساب الآخر. إذا رجحت الغالبية فكرة الانضمام النهائي إلى المغرب فستكون هناك أقلية معارضة، لا يعرف كيف يجب التعاطي معها، وفي حال مالت الكفة للطرف الآخر، سيكون هناك وضع مماثل. ولعل هذه الإشكالات القانونية والسياسية والميدانية حتى، هي ما دفعت إلى البحث في صيغة ما يعرف بالحل الثالث الذي اصطلح عليه باسم «الحل السياسي» الذي يكون مقبولاً في منطلقه ونتائجه.
لم يكن نزاع الصحراء الذي طال أمده في حاجة إلى ركام زائد من الخلافات. فباستثناء القرار الملموس الذي يطاول وقف النار الذي صمد رغم كل الهزات والارتدادات، لم يحدث تطور هائل يسمح بالاعتقاد بأن النزاع في طريقه إلى النهاية. صحيح أنه لم يعد يشكل أخطاراً حقيقية على أوضاع السلم والأمن في الشمال الأفريقي، إلا أن التهديدات بإمكان انفلاته قد تصبح جدية. فثمة نزاعات لا يفصلها عن الشرارة الأولى غير خيط رفيع لا تراه العين المجردة. وعندما تهدد جبهة «بوليساريو» بمعاودة حمل السلاح أو يطرح المغرب وضع المنطقة العازلة بحدة لا تقبل التساهل، فذاك يعني أن جميع عناصر التوتر تكاد تجتمع في سلة واحدة.
مسؤولية الأمم المتحدة أن تحول دون انتقال التوتر إلى تدهور. وفي متناول يدها تجارب وتطورات كرست التعايش مع الواقع الراهن. إلا أنه يبقى تعايشاً يلغي حظوظ المنطقة المغاربية في أن تنعم بالسلم والأمن والاستقرار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بان والمغرب واستعادة الثقة بان والمغرب واستعادة الثقة



GMT 19:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 13:48 2024 الإثنين ,11 آذار/ مارس

المفاوضات …!

GMT 09:47 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

رفح آخر ما تبقى من ضمير العالم

GMT 16:40 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

تدمير «الأونروا» بعد غزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib