إرهاب «داعش» والإساءة إلى الإسلام
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إرهاب «داعش» والإساءة إلى الإسلام

المغرب اليوم -

إرهاب «داعش» والإساءة إلى الإسلام

بقلم : محمد الأشهب

أجهش رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران بالبكاء، على الهواء، وهو يتأمل أخطار الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المسجد الشريف في المدينة المنورة. لم يكن موقفه ضعفاً أو استسلاماً، بقدر ما كان يستشعر النفق المظلم الذي يراد زج العالم الإسلامي في براثنه، نتيجة الانزلاقات الخطرة لتنظيمات إرهابية تتدثر بعباءة الإسلام التي هي منها براء.
أهم خلاصة تسطع، أن استهداف الأماكن المقدسة ورموز وقيم الإسلام أضحى مخططاً له مراميه وأدوات تنفيذه وتوقيته، فالحادث الإرهابي المقيت وقع في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، وتحديداً في رحاب المدينة المنورة التي يقصدها المعتمرون من شتى الأرجاء. وبالتالي، فإن وراء التخطيط بواعث ذات صلة مباشرة بأنواع الحملات الموجهة ضد الإسلام والمسلمين. أي أنها تخدم أجندة حاقدة تروم الإساءة إلى العالم الإسلامي، أقله أن أطرافه الشاسعة الممتدة عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا أصبحت مرتعاً للهجمات الإرهابية الانتحارية من بنغلادش إلى ليبيا ومن العراق إلى الصومال، من دون استثناء مراكز التأثير الروحي، والثقل الحضاري الذي تمثله المملكة العربية السعودية ورحابها الطاهرة.
لئن كان هذا الاستهداف مفهوماً في نطاق الانحراف بما اصطلح عليه صراعات الحضارات التي تعود في أصلها إلى التفاعل والتلاقح والحوار الذي أغنى الإنسان، فإن تزايد الشعور بالاختناق وتضييق الطوق أكثر على التنظيمات الإرهابية، دفعها إلى المغامرة بآخر الأوراق. ما يدل في أقرب تقدير على أن التحالف الإسلامي الذي أرست السعودية معالمه وآلياته وتوجهاته أصبح أكثر إزعاجاً، كونه حرر العالم الإسلامي وجعله في طليعة الحرب الكونية على الإرهاب.
يكشف سُعار التنظيمات الإرهابية قوة الضربات التي تلقتها منذ الإعلان عن قيام التحالف الإسلامي. وسواء اتجهت مخططاتها إلى المغامرات الانفرادية والجماعية داخل بلدان أوروبية أو في اتجاه بلدان إسلامية آسيوية وأفريقية، فذاك يعني أن الضربات القوية أصابتها في مقتل تسبقه عادة أوهام ما قبل النهاية، وأخطرها عناد ضرب الرموز والمقدسات. ذلك أن حالة الانكسار التي تعتري هذه التنظيمات تدفعها إلى المقامرة، في ظل إحباط عدد كبير من مخططاتها في بلدان عربية عدة.
لا يماثل اقتراب التنظيمات الإرهابية من حرمة الأماكن المقدسة غير سوابق الكيان الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى واستمرار سياسة التهويد لتغيير معالم القدس الشريف. والقاسم المشترك في الاستهتار بالمشاعر الدينية، مبعثه إثارة الفتن والصراعات الدينية، حين تعجز مخططات الاحتلال والإرهاب عن فرض طروحات الاستسلام. لقد فرض الاستعمار كياناً دخيلاً على العالمين العربي والإسلامي، ضمن استراتيجيته التوسعية، والحال أن ما فعله التنظيم الإرهابي «داعش» من خلال بسط نفوذه على مساحات متوترة في سورية والعراق وليبيا، لا يختلف في شيء عن مخططات التفتيت والتجزئة التي ابتلي بها العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي. ودائماً هناك أجزاء غريبة عن الجسد العربي يتعمد مهندسو الفتن زرعها في عمق المكونات الحضارية للأمة.
أن يجهش رئيس حكومة في دولة عربية بالبكاء حيال ما أصاب العالم العربي والإسلامي من محن وتحديات، فالموقف ليس بالضرورة عاطفياً ولا يبعث على القلق، لأنه في جوهره يعكس الترابط القائم بين مشرق العالم العربي ومغربه، رغم بعد المسافات. وهذا في حد ذاته مصدر قوة يفيد بطريقة أو بأخرى بفشل جميع مخططات الفرقة التي واجهها العالم العربي. عدا أن الأسى الذي عبر عنه بن كيران، لجهة استهداف حرمة الأماكن المقدسة في المملكة السعودية، إنما يؤكد إجماع العالم الإسلامي على التصدي لكل ما يستهدف وجوده وكينونته وحضارته ومستقبله. فالخطوط الحمراء في حظر الاقتراب من المحظور تصبح أسواراً شامخة. ولئن كان من ميزات التحالف الإسلامي أنه كرس هذا الشعور الجماعي الذي يشترك فيه أنصار الاعتدال والوسطية ومبادئ التسامح، فالمسألة ترتقي فوق التزامات التضامن، لأن الاستهداف بلغ أوجه. وعلى الذين يترددون في تسمية الأشياء بأسمائها أن يدركوا أن الحرب التي يخوضها العالم العربي والإسلامي على الإرهاب جزء من معارك الدفاع عن الوجود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب «داعش» والإساءة إلى الإسلام إرهاب «داعش» والإساءة إلى الإسلام



GMT 08:17 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

معنى استعادة سرت من «داعش»

GMT 08:15 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

لغة الإشارات بين المغرب والجزائر

GMT 08:14 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

عن التناوب الحكومي في المغرب

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

التحالف الإسلامي ومواجهة «داعش»

GMT 07:17 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

بن كيران والاستحقاق الانتخابي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib