في معاني استهداف باريس
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

في معاني استهداف باريس

المغرب اليوم -

في معاني استهداف باريس

محمد الأشهب

أخطر الهجمات الإرهابية التي يكون مصدرها داخلياً، وليس قادماً من الخارج. وبينما يصعب الفصل بين تشابك البواعث، طالما أنها ذات خلفيات عدائية ترفض الآخر وتهدر دمه وتستبيح كرامته، تصبح الحرب على الإرهاب من الداخل أكثر أهمية وإلحاحاً، وإذا كان في متناول اليد فرض إجراءات رقابة متشددة في المطارات والموانئ والمعابر، فإن فرضها على العقول، بمنطق الإقناع يرتدي بعداً تربوياً واجتماعياً لا بديل منه في إشاعة قيم التسامح والتعايش ونبذ الأحقاد والكراهية.
إلى أن تكشف التحقيقات الأمنية والقضائية ملابسات وجود «جيش إرهابي» يضرب بحقارة وبغض في قلب باريس، ويطاول رموزاً ثقافية ورياضية تجسد مظاهر التسامح والمنافسات الشريفة، يبدو الاستهداف المقيت مبرمجاً على إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا الأبرياء. وهو الأسلوب نفسه الذي تستخدمه «داعش» في إلحاق القتل والأذى بتجمعات الأسواق الشعبية والمزارات الدينية والمآثر الحضارية. عدا أنه في الحالة الفرنسية متلاحقة الأمواج يركز على رمزية باريس، وليس غيرها من المدن، في ظل فرضيات اليقظة والحذر.

وعندما يقول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن بلاده في حرب في مواجهة جيش إرهابي، إنما يحدد معالم مجابهة غير متكافئة، لا تخضع لمعايير الحروب النظامية أو قتال العصابات في المدن والأدغال، كونها تستهدف المدنيين العزل والرموز الحضارية. وبالتالي فهي قابلة لأن تقع في أي لحظة وأي مكان، في حدود مؤشرات الاستهداف التي ليست لها قضية أو فكرة أو رسالة، غير إشاعة الخوف والترهيب وإذكاء غرائز وحشية مدانة، شرعاً وقانوناً وأخلاقاً.
هل يختلف ليل الجمعة الأسود في باريس عن الأعمال الإرهابية التي كانت «شارلي إيبدو» ومتجر الأغذية اليهودي مسرحاً لها، أم أنه امتداد لها في شكل آخر؟ في المحصلة أن طرق الإجراءات التي تداعت بلدان الاتحاد الأوروبي وحلفائها لإقرارها للحد من مخاطر الهجمات الإرهابية المحتملة، لم تحرر المجتمع الفرنسي وغيره من منسوب القلق المتزايد، ما يعني ضرورة التفكير في منظومة أكثر فعالية ونجاعة للحد من استشراء الظاهرة الإرهابية.

إنه لأمر مثير فعلاً أن تكون أنواع الشرور كافة التي ألصقها المنظور الايديولوجي بالمعسكر الشيوعي إبان فترات الحرب الباردة آلت إلى انهيار قلاع وحصون كانت تشكل رموز الوجود السوفياتي بترسانته العسكرية ومراكز نفوذه السياسي، فيما أن ما اصطلح على تسميته دولة «داعش» ذات المرجعية الضالعة في ذروة الأعمال الإرهابية، لا تزال تمارس عنفها واستقطابها من دون رادع حقيقي. وإذ يقول هولاند إن الأمر يتعلق بجيش إرهابي، فالإحالة لا تذهب إلى غير مشروع «داعش» المنبثق من رحم أزمات إقليمية متشابكة.

في وقت يبدو جلياً أن التنظيمات الإرهابية، على اختلاف نعوتها ومشاربها، تتعاون في ما بينها وتتحالف عبر مكوناتها في ترسيم أهداف عدوانية ضد كل ما يمت بصلة إلى كل ما هو حضاري وإنساني، لا يزال الغرب تحديداً موزع الاعتبارات والاستقراءات، بين من يراهن على طول أمد حرب الاستنزاف وبين من يكتفي بموقع المتفرج، وبين من يخوض حربه لفائدة قراءته الخاصة.

المفارقة في تمدد الظاهرة الإرهابية أنها لا تستثني عقيدة أو دولة أو منظومة، وفي قوائم ضحاياها الأبرياء يأتي المنتسبون إلى العالمين العربي والإسلامي في المقدمة. بما يصنفها في خانة العداء المتحكم ضد الجميع. ولعل أهم استخلاص في هذا النطاق أن التوصيفات التي حاولت التركيز على الأبعاد الدينية والعرقية للظاهرة عابرة القارات والحدود جانبت الحقائق، أو أنها استسلمت لتصنيفات غير موضوعية.
حين تكون الأرض التي ترزح تحت وطأة الإرهاب عربية، ويكون الإنسان الذي يُهدر دمه عربياً، وتكون المعالم الحضارية التي تهوي عليها معاول الهدم عربية، فإن ذلك يعني أن العرب والمسلمين أكثر معاناة من مخاطر الظاهرة. ويبقى فقط أن توجه البنادق والأفكار إلى حيث تنبعث الأخطار التي تهدد الجميع.

  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في معاني استهداف باريس في معاني استهداف باريس



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:41 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib