الورود لمن يتدخل
إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً وفاة شخصين وتسجيل أضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان
أخر الأخبار

الورود لمن يتدخل!

المغرب اليوم -

الورود لمن يتدخل

محمد الأشهب

لم يمض وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لورديان أعياد الميلاد، برفقة جنود بلاده في قاعدة عسكرية شمال النيجر، إلا للتأكيد أن باريس تنظر إلى التطورات المتلاحقة في المنطقة، وبالذات على مشارف الحدود بين ليبيا وبلدان الساحل بقلق شديد، وأن ما يشابهها في المخاطر الأمنية والاستراتيجية دفعها إلى التدخل عسكرياً في مالي.

لكن عملية «سيرفال» لم تكن منفردة، وحازت قبل كل شيء على تفويض مجلس الأمن الذي عبد الطريق أمام التدخل العسكري الفرنسي في مالي، في غضون الحصول على دعم إقليمي ودولي، أملته المخاوف الناشئة حيال تحول الساحل إلى «أفغانستان جديدة» لها طالبانها وقاعدتها وتماثيلها، بل إن جبال تورا بورا إنما انهدت بفعل الطبيعة وصارت صحراوية شاسعة، اتخذتها التنظيمات الخارجة عن القانون ملاذات آمنة.

الأصل في أزمة مالي أن البلاد تعرضت إلى تقسيم بين الشمال والجنوب، سيطرت خلاله تنظيمات متطرفة على أجزاء كبيرة في الشمال، وفرضت على السلطات أعرافها في المعاملات ونواميس أشد تطرفاً، ذهبت إلى حد الانتقام من الموروث الثقافي في الأضرحة ودور العبادة، كما فعلت طالبان مع تماثيل بوذا، ثم تطور الاستنساخ في اتجاه أبعد على رقعة بلاد الرافدين، ولم يكد العالم يلتقط أنفاسه في استيعاب أزمة عولجت بتطهير شمال مالي، حتى سقط شمال العراق تحت أقدام تتار جدد، استباحوا هدر قيم الحياة بناصيات الذبح والثأر وعصبية نزعات أشد إرهاباً وتطرفاً.

القاسم المشترك في تمدد الفتن الإرهابية إنما تتجه للإفادة من تضاريس التوتر المنتشرة، حيث الانفلات وغياب الاستقرار وعجز الدولة عن فرض سلطة القانون. ولا أحد في إمكانه الاطمئنان إلى أن ليبيا تسير في غير اتجاه تقسيم مناطق النفوذ الموزعة بين المليشيات وبعض معالم السلطة الشرعية التي ما فتئت تدعو المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في وقائع لافتة أن السوفيات غادروا أفغانستان، يجرون أذيال الهزيمة، فانقضت الفصائل المتناحرة، موزعة الولاءات السياسية والعرقية على ما تبقى من غنيمة حرب تحرق الأصابع. وكان الانفلات الكبير الذي أدى إلى تغلغل طالبان و»القاعدة» والتنظيمات الباحثة عن ملاذات «الجهاد» ضد من تعتبرهم أعداء حقيقيين ومحتملين. كذلك قاد انسحاب الجزء الأكبر من القوات الأميركية من العراق إلى إحلال فراغ أمام عجز الدولة في أن يكون لها الجيش الذي يحمي حدودها وأمنها الداخلي.

والحال أن مغادرة نظام معمر القذافي أرض ليبيا تحت ضربات تحالف الثورة والحلف الأطلسي، ترتب عليه فراغ من نوع آخر. ولم تتمكن الفترة الانتقالية من أن تجعل الليبيين على مختلف انتماءاتهم وميولهم شركاء في بناء الدولة الجديدة، بل متنافسين في تخريب ما تبقى من معالم الدولة، النفط والمطارات والمعابر، وبدرجة أكثر عنفاً الإنسان الذي تدثره المخاوف من أن يعيش مثل الآخرين.

في الحالة العراقية، انبثق تحالف دولي، يقوم على استقراء المخاطر الإقليمية والدولية حيال تمدد ما يعرف بـ»الدولة الإسلامية»، كونها اعتمدت منطق تجزئة الكيانات الذي لا يمت بصلة إلى قيم ومقاصد الوحدة الإسلامية، وأضافت إلى ذلك ممارسات خطرة، لا تقيم وزناً لكرامة الإنسان، عدا أنها غذت نزعة مذهبية متطرفة، تقوم على مفاهيم عصية في تكفير الآخرين وفرض وصية راديكالية على المجتمع.

الأخطر من ذلك أنها تنفذ حرفية مخططات التجزئة في عمق العالم العربي بدقة متناهية، تتدثر بأشكال صراعات دينية ومذهبية وطائفية، لكن كيف تنبه العالم ذات حدث مفجع في حالة مالي إلى أن البداية ستكون بأطراف الامتداد العربي في اتجاه أفريقيا.

مع أنه لا يمكن الجزم بأن هذه المخاوف كانت وراء الحشد الدولي الذي دفع القوات العسكرية الفرنسية إلى التدخل في مالي، فإن التجربة الفرنسية تبدو مثيرة وقابلة للتكرار. إنها جزء من التحالف الدولي ضد «داعش»، لكنها أكثر انشغالاً بالأوضاع في مستعمراتها السابقة في أفريقيا. وإذ تتحرك وفق وتيرة متزايدة في الانشغال بما يحدث في ليبيا، من خلال محاولة تطويق لهيب الاحتراق على حدودها مع تشاد والنيجر، لا تبدو دول الجوار الأقرب في وارد تحركات موازية.

قد يكون وراء هذا الزخم حسابات فرنسية داخلية، وكما أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي اتخذ دعم الثورة الليبية لإطاحة نظام العقيد معمر القذافي ورقة سياسية، من غير المستبعد أن يكون الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بصدد تقليب صفحات انهيار شعبيته. وقتها يصبح التدخل العسكري في ليبيا أكثر إلحاحاً من كل الضرورات الإقليمية. ويبقى الأمر مجرد افتراض، مع أن الليبيين على استعداد لنشر الورود وفرش السجاد الأحمر، أمام كل من يساعدهم في الخلاص من إنهاك متواصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الورود لمن يتدخل الورود لمن يتدخل



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:41 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib