بريطانيا وألمانيا وقفُ نارٍ مستدام
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

بريطانيا وألمانيا... وقفُ نارٍ مستدام

المغرب اليوم -

بريطانيا وألمانيا وقفُ نارٍ مستدام

ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك
بقلم : ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك

إننا نجتاز أوقاتاً صعبة وخطيرة. والمشاهد الكارثية في الشرق الأوسط منذ الهجوم البشع الذي شنته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) تُجسِّد ذلك. ونحن كأبويْن، ينفطر قلبانا حُزناً عندما نرى هذا العددَ الكبيرَ من الأطفال الذين يُقتلون أو يصابون بجراح، بل إنَّ مقتلَ كل إنسان بريء في 7 أكتوبر وما بعده يُعد مأساةً بحدّ ذاتها. عائلاتٌ في حالة حداد، ومجتمعات في حالة ذهول، وأزمةٌ تلفُّ المنطقة كلَّها.

ما من أحدٍ منَّا يريد لهذا الصراع أن يدومَ لحظةً واحدةً أطول مما يلزم. وإذ ينتمي أحدنا إلى حزب المحافظين البريطاني والآخر لحزب الخُضر الألماني، فإنَّ لنا تقاليدنا السياسية المختلفة تماماً عن بعضها البعض. لكن كلاً منا دخل المعترك السياسي معتقدين أنَّه بالإمكان، حتى في أحلك اللحظات، تغيير وضع بائس نحو الأفضل. وها نحن اليوم شريكان في التوق إلى السلام في الشرق الأوسط، كما في أي مكان آخر حول العالم.

 ونحن نعلم من خلال تعاملنا مع المنطقة والنقاش في بلديْنا أن هذه المشاعر تتملّك الناس على نطاق واسع. أما المتطرفون مثل «حماس» فهم وحدهم الذين يريدون لنا أن نعلق في دوامة لا نهاية لها من العنف، مُضحّين بمزيد من الأرواح البريئة من أجل آيديولوجيتهم المتعصبة.

لكن لا يمكن أن يكون هدفنا مجرد وضع نهاية للقتال اليوم، بل يجب أن يكون سلاماً دائماً لأيامٍ وسنوات وأجيال. وعليه، فإننا نؤيد وقف إطلاق النار، ولكن فقط إذا كان مستداماً.

ونحن نعلم أيضاً أن كثيرين في المنطقة وخارجها واصلوا الدعوة إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار. وإننا ندرك ما الذي يحفز هذه الدعوات الصادقة. إنه رد فعل مفهوم على هذه المعاناة الشديدة، ونحن أيضاً مع الرأي القائل إنَّ هذا الصراع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.
ومن هذا المنطلق، دعمنا الهُدن الإنسانية مؤخراً. لقد رأينا في نهاية تشرين الثاني أن للهُدن جدواها؛ ولذلك فإننا نعزز المساعي الدبلوماسية للاتفاق على هُدَنٍ أخرى من أجل إدخال مزيد من المساعدات، وإخراج مزيد من الرهائن.

حيث لا يزال هناك أكثر من 130 رهينة في غزة. ولكل منهم أقارب وأحباء يعيشون في خوف وقلق. على «حماس» إطلاق سراحهم جميعاً على الفور. فمن شأن قساوة احتجازهم أن تؤدي فقط إلى تأخير التقدم نحو السلام.

ومع ذلك لا بدّ لنا أن نكون واضحين هنا؛ فنحن لا نعتقد أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائماً بشكل أو بآخر، هي السبيل المثلى للمستقبل.

فهذه السبيل تتجاهل السبب الذي اضطَرّ إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها؛ فقد هاجمت «حماس» إسرائيل بشراسة، وما زالت تطلق الصواريخ يومياً لقتل المواطنين الإسرائيليين. على «حماس» أن تلقي سلاحها.

دعونا نتخيل أننا ضغطنا على إسرائيل لوقف جميع العمليات العسكرية على الفور، فهل ستتوقف «حماس» عندئذ عن إطلاق الصواريخ؟ وهل ستطلق سراح الرهائن؟ وهل ستتغير آيديولوجيا القتل عندها؟

إن وقف إطلاق النار غير المستدام، والذي ينهار بسرعة ويتحول إلى مزيد من العنف، لن يؤدي إلا إلى زيادة صعوبة بناء الثقة اللازمة لتحقيق السلام.

ويتعين علينا أيضاً أن نفكر ملياً في طبيعة أي اتفاق سلام طويل الأمد؛ فقد كان من الصعب تصوُّر «حماس» شريكاً حقيقياً للسلام حتى قبل يوم 7 أكتوبر، ولا يمكن أن تكون لدينا أي أوهام بهذا الشأن بعد ذلك اليوم. إن ترك «حماس» على رأس السلطة في غزة سيكون بمثابة عقبة دائمة على الطريق إلى حل الدولتين.

لقد التقى كلانا بالناجين من أحداث 7 أكتوبر، ولقد شعر كلانا بآلام المدنيين الفلسطينيين الذين فقدت عائلاتهم أرواحها. ليس لدينا أي شك على الإطلاق بأننا لا نستطيع أن نتوقع من الإسرائيليين أن يعيشوا جنباً إلى جنب مع مَن نَذَروا أنفسهم لتكرار الفظائع التي ارتكبتها «حماس». ولا يمكننا أن نتوقع من الفلسطينيين أن يعيشوا بين من يعرضونهم للخطر بكونهم يكمنون تحت منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم.

لكن هذا لا يعني أنه ليس باستطاعتنا الآن أن نفعل أي شيء. إن من واجبنا أن نبذل كل ما بوسعنا لتمهيد الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار، يُفضي إلى سلام مستدام. وكلما جاء هذا مبكراً، كان ذلك أفضل – فلا مجال للانتظار.
ومن جهتنا، سنركز على مجالات حيوية ثلاثة.

أولاً، يحق لإسرائيل، مثل أي دولة أخرى في العالم، الدفاع عن نفسها، بيْدَ أنها بفعل ذلك يتعين عليها أن تلتزم القانونَ الدولي الإنساني؛ فإسرائيل لن تنتصر في هذه الحرب إذا أدّت عملياتها العسكرية إلى القضاء على احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين. لإسرائيل الحق في القضاء على التهديد الذي تشكله «حماس»، ولكن عدداً كبيراً جداً من المدنيين قُتلوا. وعليه، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل المزيد للتمييز بشكل كافٍ بين الإرهابيين والمدنيين، وتتأكد بالتالي من أن حملتها تستهدف قيادات «حماس» والمقاتلين في صفوفها.

ثانياً، يجب أن نعمل على إدخال المزيد من المساعدات للأهالي الفلسطينيين. إن قلبينا ينفطران حُزناً عندما نرى الأطفال تحت أنقاض منازلهم المدمرة، ولا يعرفون أين يجدون الطعام أو الماء، ولا يعرفون مكان آبائهم وأمهاتهم. لذلك زدنا حجم تمويلنا للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.

وكلانا ملتزم ببذل مزيد من الجهد. ونرحب بإعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو سالم. إننا بحاجة إلى توصيل المساعدات إلى غزة دون عوائق وبشكل مباشر عبر أكبر عدد ممكن من نقاط العبور، حتى يتسنى بدء تدفق كميات من المساعدات أكبر كثيراً مما نشهده حالياً.

وأخيراً، يتعين على كل الذين يريدون إنهاء المعاناة أن يعملوا معاً على إيجاد حل يوفر الأمن على المدى الطويل لكلا الشعبين. ولشركائنا العرب، على وجه الخصوص، دور حيوي يقومون به في هذا الشأن؛ فقد أظهروا التزاماً إنسانياً قوياً، ولديهم ثقل سياسي أكبر على طاولة المفاوضات. إن تأجيج التطرف يشكل تهديداً علينا جميعاً، وليس على الإسرائيليين والفلسطينيين وحسب.

إنَّ حلَّ الدولتين يتطلب وجود إحساس بالأمان لدى الجانبين للعيش جنباً إلى جنب. لكن يسعى المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية إلى تخريب أي جهود من هذا القبيل، ويستخدمون العنف لترحيل الفلسطينيين عن منازلهم بالقوة. وإننا ندين بشدة هذه الأعمال البغيضة.

ويحتاج الفلسطينيون إلى فريق من القادة الذين يستطيعون منحهم الأمن والحكم الرشيد اللذين يستحقونهما. ولا مناص لنا من ضمان عدم تكرار أعمال العنف التي نشهدها الآن؛ فتلك الطريق الوحيدة لتحقيق السلام الدائم.

قد يبدو من الصعب خلال أزمة كهذه التفكير فيما يبدو كأنها نهاية بعيدة عن متناولنا. ولكن لا مناص من ذلك؛ فنحن نريد أن يتوقف القتال، ليس اليوم فقط، بل في المستقبل أيضاً. ونريد نهاية للقتل ليس اليوم وحسب، بل في المستقبل أيضاً. إننا نريد السلام للأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين، اليوم وفي المستقبل. إن هذا العدد الكبير من الخسائر المأساوية بالأرواح يجبرنا على التحرك اليوم، مع التركيز في الوقت نفسه على كيفية تحقيق هذا الهدف في المستقبل.

ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني وأنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية*

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا وألمانيا وقفُ نارٍ مستدام بريطانيا وألمانيا وقفُ نارٍ مستدام



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib