ملكية صكوك الوطنية

ملكية صكوك الوطنية

المغرب اليوم -

ملكية صكوك الوطنية

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

قبل أيام، كتبت هنا تحت عنوان «أنا أكثر وطنية منك» سطورًا عن الشد والجذب الحديثين حول معنى الوطنية، ومحاولة البعض - ربما عن قناعة- اعتبار البعض الآخر أقل وطنية منه لمجرد أنه يعبر عن حب الوطن بطرق مختلفة، أو لأنه لا يعبر عن وطنيته بالقدر الكافى بالنسبة للأستاذ الموكلة إليه مهام تقييم الوطنية!.

وكتبت أن تعريف الوطنية أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما هذه الأيام، وأنه إذا سألت أى شخص، بغض النظر عن درجة تعليمه ونوعيته أو عمره أو انتماءاته الاجتماعية والاقتصادية، سيخبرك بأن الوطنية هى حب الوطن.

نُشِرت هذه السطور قبل «موقعة» حب الوطن فى ضوء أداء المنتخب الوطنى فى مباراته أمام موزمبيق. قبلها، كانت خناقة الوطنية قد بدت عقب دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لاتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وقبلها، وجدت الوطنية نفسها حلبة صراع فى جولات ملاكمة على خلفية الوضع الاقتصادى.

لسببٍ ما يَعتبر فريق «الوطنية 1» أعضاء فريق «الوطنية 2» قليلى حب الوطن، معدومى مشاعر العشق لترابه؛ لأنهم ينتقدون أوضاعًا فيه، فى حين يعتبر لاعبو فريق «الوطنية 2» أعضاء فريق «الوطنية 1» عبيدًا وخانعين ومسلوبى الإرادة؛ لأنهم يرفضون النقد ويعتبرونه خيانة.. وهلم جرا.

صكوك الوطنية لا يملكها أحد، ولا يتم تخصيصها ضمن أراضى البناء أو حمايتها فى كوردون الأرض الزراعية. كما أنها ليست قلادة نرتديها صباحًا، ونخلعها مساءً، أو معطفًا ثقيلًا نرتديه فى الشتاء ونخزنه فى الصيف.

حتى محاولة فرض الوطنية من بوابة المعتقد، فهى محاولة فى رأيى غريبة قليلًا، لا أنها غريبة جدًا. هل يعقل أن يعبر أحدهم عن وجهة نظر خاصة بأمور الوطن، فأعتبر رأيه قليل الوطنية، فأصدر له فتوى بأن حب الوطن فرض وواجب، وأتوقع أن ينقلب رأيه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فى ضوء الفتوى؟!

فرق كبير بين أن يخشى أحدهم التعبير عن رأيه أو موقفه، وبين أن «يرتدع» ويعود إلى صوابه ويصبح وطنيًا بالمقاييس التى وضعتها الهيئة القومية لضمان جودة الوطنية.

يظل هناك استثناء واحد فى مسألة الوطنية.. ألا وهو «النهج» الذى تتبعه الجماعات والحركات التى تكره فكرة الأوطان بشكل مطلق. فى رأيى، هذا هو الاستثناء الوحيد فى إصدار حكم على وطنية الآخرين، حيث تتعدى المسألة جدليات الانتقاد والنقاش، وترتقى إلى مكانة الخيانة والرغبة فى هدم الأوطان.

وأستعير تعريفًا للوطنية من القارئ العزيز أستاذ حسن بشر: «حين تتعامل مع بلدك على أنه البيت، وتشعر أنك تملك الشارع والأتوبيس والشاطئ، وتتصرف على هذا الأساس؛ أن تخاف على بيتك من أن يلحق به ضرر.. أنت لن تلقى القمامة داخل البيت أو تحطم محتوياته.. الوطنية أن تتذمر وتشكو لو رأيت شخصًا يعتدى على ملكيتك.. الوطنية أن تهتم بأداء عملك على أكمل وجه».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكية صكوك الوطنية ملكية صكوك الوطنية



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:37 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد منطقة اليورو ينمو في الربع الثالث بـ 0.4%

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 10:53 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مصطفى خاطر ينشر صور من كواليس مسلسل "طلقة حظ"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

"الأوريس" المفتاح السحري لأفخر العطور الرجالية في الشتاء

GMT 23:17 2023 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الإفريقي يتعهد بدعم ضحايا زلزال الحوز

GMT 06:52 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

المغرب يسعى لاقتناء صواريخ "باتريوت" الأمريكية

GMT 11:18 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

باستوري ينوي الرحيل إلى إنترميلان الإيطالي

GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 01:19 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الناقد العراقي رسول محمد رسول يعلن عن آخر اصداراته الأدبية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib