البناء والهدم وتعريف النصر
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

البناء والهدم وتعريف النصر

المغرب اليوم -

البناء والهدم وتعريف النصر

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

استبشرت خيراً بكل كلمة وردت فى رؤية «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى». الإنسان سيظل، رغم أنف الذكاء الاصطناعى والتطبيقات والمنصات والرقمنة والأتمتة وغيرها، هو أساس وقاعدة وكلمة السر فى أى بناء فى أى وطن.

البناء ليس «أسمنت وخرسانة وحديد» فقط، حتى لو كان البناء الأروع والأجمل، ومهما راعى طبيعة المكان وتاريخه وجغرافيته. كما أنه ليس البنى التحتية فقط، من طرق ومواصلات ومستشفيات وطاقة واتصالات ومدارس، وكل ما من شأنه أن ييسر الأنشطة الاقتصادية، ويوفر الوقت والجهد للمواطنين وللمؤسسات.

جزء أصيل من البناء هو الإنسان، إن لم يكن لأن الإنسان يستحق أن يحظى ببناء معرفى وثقافى وسلوكى وأخلاقى وتعليمى وعلمى يليق بالإنسانية، فلأن الإنسان غير القادر أو غير الراغب أو غير المؤهل للتعامل مع هذه البنى التحتية العظيمة والرائعة لن يسىء استخدامها، ويبخسها حقها فقط، بل ربما يعتبرها منافساً له على لقمة العيش أو عدواً له كان هو الأحق منها ليأكل ويشرب وينجب المزيد من العيال. ببساطة شديدة، المواطن الذى لم يتم الاستثمار فيه هو قنبلة موقوتة ستنفجر حتماً فى وجه البناء والتشييد والرقمنة والخدمات والإنجازات.

أعود إلى «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى» وأقول إن الحديث عن برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان، وترسيخ الهوية المصرية، وتنسيق الجهود بين كل الجهات فى كل أرجاء مصر من وزارات وغيرها حتى يشعر المواطن بالمردود الإيجابى فى فترة قصيرة كلام جميل وكلام معقول.

كما أن ما ورد فى برنامجها من إشارة إلى بناء الوعى، وإعداد أجيال تتمتع بقيم الانتماء لمصر، والحفاظ على مقدرات الوطن، والمشاركة الحقيقية فى التنمية رؤية أكثر من رائعة.

والحقيقة أن المبادرة تأتى فى وقتها تماماً، وذلك بعد ما أدت الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والشيزوفرينيا الدينية إلى ترد كبير فى تركيبتنا وسلوكياتنا وانتماءاتنا واهتماماتنا. وأضيف إلى ما سبق ما يجرى حولنا، سواء إقليمياً أو عالمياً، من مجريات حروب وصراعات وغيرها من قلاقل عنيفة، وقد نالنا منها نصيب كبير، فأمعنت فى إحداث المزيد من الخلل. إنه الخلل الذى يتضح فى تعاملاتنا اليومية، وتصرفاتنا فى الشارع، وأولوياتنا التى أصف الكثير منها بالالتباس والضبابية.

بالطبع تأهيل الكبار لمتطلبات سوق العمل، وصقلهم بالمهارات والتدريب هدف عظيم، ومن شأنه أن يسهم فى التخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية الموجعة، لكن أتمنى أن تشتمل فعلياً خطة «إعادة بناء الإنسان المصرى» على قدر وفير من ضبط زوايا السلوك، وتطهير الفكر الذى جعل التدين مقتصراً على الملابس والميكروفونات والعنف اللفظى والسلوكى مع كل مختلف، بالإضافة إلى الفصل التام بين الجوهر والمظهر، مثل أن نقيم زاوية للصلاة فى داخل مول تجارى وتصبح محط الإعجاب ونقطة جاذبة للتبرع بالمراوح والسجاد والمصاحف، فى حين أن المول محاط بالقمامة والمخالفات والإشغالات والروائح الكريهة والقبح المعمارى من كل صوب وغيرها الكثير.

أتمنى كل التوفيق لكل ضالع ومسئول ومشارك فى «بداية»، التى أعتبرها المكون الرئيسى لإعادة بناء مصر وتطهيرها مما علق بها من شوائب وأتربة وفيروسات.

وفى السياق نفسه، أرى اهتمام مواطنين عاديين، لا هم معماريون أو متخصصون فى الآثار أو دارسون للتاريخ، بما يجرى من هدم بمناطق أثرية، أحدثها هدم قبة حليم باشا التاريخية فى منطقة السيدة عائشة، علامة من علامات الوطنية والانتماء والتمسك بالهوية. هذا أمر رائع حقاً. والأروع أن نعرف أسباب الهدم، ونطلع على ملابساته، ونعرف الخطوات التى سيتم اتخاذها فى هذا الشأن، وهو شأن وثيق الصلة بـ«بناء الإنسان المصرى»، واستعادة ارتباطه بأصله لا أصل غيره، وتاريخه لا تاريخ الجيران، وهويته لا هويات هجينة.

الانتصار الحقيقى المرجو لمصر والمصريين هو النجاح الفعلى فى إعادة بناء الإنسان المصرى بناءً مدنياً سلوكياً معرفياً علمياً، فإذا نجحنا فى ذلك فعلاً لا قولاً، فإن النصر حليفنا.

وبمناسبة الحديث عن النصر، ولولا فداحة المشهد وبؤس الموقف، لقلنا إن متابعة ومراقبة المتنازعين على إعلان النصر فى الحرب الضروس التى تمددت من غزة إلى لبنان وأماكن وجود وكلاء حزب هنا وجماعة هناك أمر مثير حقاً. إسرائيل المعتدية الغاشمة المتغطرسة تقول إنها تنتصر. وحماس وحزب الله والحوثيون وإيران يقولون إن المقاومة تنتصر. والمؤسف والمرعب أن كل منتصر له قواعد شعبية فى شتى أرجاء الأرض يهلل لانتصار هذا وهزيمة ذاك، بينما أهل غزة تجرى إبادتهم دون هوادة، وأهل لبنان بين شقى رحا الجميع على مدار الساعة.

يجادل البعض أنه من المبكر إعلان المنتصر والمنهزم، لكن المشكلة لا تكمن فى توقيت الإعلان، بقدر ما هى فى ثمن الانتصار وكلفة الهزيمة. يقول البعض إنه حتى لو كان الانتصار الوحيد هو إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال العالم، فهذا يكفى. وربما يجدر بنا أن نستطلع آراء أصحاب الشأن من أهل فلسطين ولبنان ودول الجوار عن رأيهم وتعريفهم أيضاً فى النصر والهزيمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البناء والهدم وتعريف النصر البناء والهدم وتعريف النصر



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib