التقنية تغير حياتنا
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

التقنية تغير حياتنا!

المغرب اليوم -

التقنية تغير حياتنا

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

هل تغيرنا التقنية إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال بجواب نهائي، ففيها من هذا وذاك. السؤال المستحق هو ماذا فعلنا إزاء هذا التطور الهائل؟

شخصياً فوجئت وأنا أحضر مؤخراً إحدى حفلات الرجال للزواج، أن بعض من يصطفيهن أهل الزوجين من النساء والأهل، يستطعن الحصول على عرض حي ومباشر من استقبال الرجال وهن في منازلهن لمشاهدة من يحضر من الرجال وكيف تسير الأمور في الحفل، أما في الدعوة للزواج للنساء، وإقامة (الفرح) فإن الدعوة تصل للمدعوة على (الواتساب) فيها قبول أو اعتذار.

في حالة القبول يحيل المدعوة إلى رابط على (باركود) يستخدم عند الدخول إلى مكان الحفل النسائي، حتى لا يدخل الحفل أي من غير المدعوات، وعليه فإن عدد من يأتي أو يقبل ويعتذر يصبح معروفاً مسبقاً، ولا داع للإحراج عند بوابة الدخول! وربما يوجد هناك أيضاً رابط ينقل أحداث الحفل النسائي، ويشاهده من تصطفيه العائلتان من الرجال في مكان بعيد أو قريب، تلك هي التقنية في أبسط أشكالها التي تستخدم اليوم في العلاقات الاجتماعية، وهي كما نرى مفيدة من جهة وقد تكون ضارة من جهة أخرى.

التقنية غيرت العالم في تطورها من نوع إلى آخر، سياسياً واجتماعياً وحتى ثقافياً، على سبيل المثال شهد جيلنا تطوراً في الاتصال المؤثر، فاستخدم المرحوم جمال عبد الناصر الراديو من أجل توصيل أفكاره وقتها، واستخدم المرحوم الخميني الكاسيت لتوزيع أفكاره، واستخدم ما يعرف بالربيع العربي التلفزيون لتوسيع حركة العصيان وقتها، هذا لا يعني أن تلك الوسائل وحدها سببت كل ذلك التغيير، إنما استفادت من الوضع القائم، من أجل إشاعة الأفكار التي يؤمن بها مطلقوها، ووصلت إلى ملايين الناس بسرعة وكثافة، فشكلت قناعاتهم.

التقنيات الأولى عملت نفس التأثير، فعند اكتشاف البخار، لم يعد للشراع مكان، وتطور العالم بسبب ذلك الاختراع، وقصرت المسافات، وانتشر الاستعمار، وعندما حلت الطائرة مكان السفينة اختلط الناس والثقافات في العالم كما لم يختلطوا من قبل، لذلك فإن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة ماذا عن تطور وسائل التواصل الاجتماعي الهائل اليوم؟ وما تأثيرها؟

أي حدث في العالم في الغالب يعرف اليوم بالسرعة وبالدقة اللازمين، لأن الجميع يحمل تليفوناً نقالاً له عدسات حديثة ودقيقة، فيمكن أن يصور أي شخص الحدث الذي يقع أمامه وينشره على الناس، فتكون ردات الفعل على ذلك الحدث، وقد تكبر لتكون ككرة الثلج كلما تدحرجت كبرت، حتى لا يستطيع أحد أن يوقفها!.

نحن الآن نرى أمامنا هذا التطور المذهل، ولا توجد تشريعات يمكن أن تلاحقه أو تحد منه، لأنه إن لم ينشر داخل حدود الدولة، يمكن أن ينشر خارجها، ومن ثم يصل إلى المجتمع المعني في ثوان، ومع تطور التقنية و(الفوتو شوب) والذكاء الاصطناعي، يمكن تزييف الحقائق بسهولة.

نحن في عصر تتلاشى فيه الجدران الافتراضية العالية، لم يعد هناك جدران، فالحديث عن الرقابة أو المنع، أي مواجهة التطور التقني الهائل بشكل سلبي، هو في الغالب مضيعة للوقت والجهد وحتى المال، أما إن أردنا مواجهة سلبيات التقنيات الحديثة، فالتوجه إلى تعزيز المناعة الثقافية للمجتمع هو الحل الأمثل، والطريق إلى رفع المناعة هو التعليم التوعوي الحديث المتطور والنقدي.

التعليم هو كل شيء، فالتعليم الضعيف هو في أحسن الأحوال (تحسين) في الشكل، ولكنه ليس بالتأكيد (تحويلاً) في الذهنية العامة، التعليم الضعيف هو مرتع (التشويش) في وسائل الاتصال الحديثة، حيث يصدق الفرد كل ما يسمع أو يقرأ في تلك الوسائل فيصبح ضحية لها ومقاد دون بصيرة لأهدافها، فمواجهة التطور التقني ربما الوحيدة هو بكفاءة التعليم، وهي حتى الآن في آخر أولويات المشروعات الوطنية في عدد كبير من الدول العربية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقنية تغير حياتنا التقنية تغير حياتنا



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib