ماذا عن الحرب المنسية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

ماذا عن الحرب المنسية!

المغرب اليوم -

ماذا عن الحرب المنسية

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

في لقاء ضم مهتمين عرباً ومسؤولين سابقين في دولهم، كان النقاش يدور حول الهم العربي المشترك، الذي يبدو أنه لا ينتهي، وجرى النقاش ساخناً بسبب حيرة الجميع في تفسير هذه الظواهر المحيطة بنا تفسيراً عقلياً، البعض ذهبتْ به العاطفة مذهب الشطط. من بين الحضور سيدة سودانية مطلعة كانت شاركت في المسؤولية سابقاً في بلدها ولديها حصيلة من المعلومات من الميدان، سألتها عن نسبة العوامل الحاكمة التي سببت هذا الاحتراب السوداني المرير، قالت: 40 في المائة منه من مخلفات النظام السابق، و30 في المائة جهل، والثلث الباقي سباق بين شرهين للاستحواذ على السلطة والثروة، وما لفتني نسبة ما يحمله النظام السابق من آثام على ما ترك خلفه، فقد صنع بيده قوى عسكرية - اجتماعية - قبلية، أراد أن يستخدمها عند الشدة، وفي حالة الضيق، فنبتت لها مخالب لتدافع عن مصالحها من دون أي حسابات أخرى.

مساهمة النظام السابق في كل ما حصل ويحصل في ليبيا والعراق واليمن، هو أمر مستقر لدى الكثير من المتابعين، وظاهرة تستحق الدارسة المعمقة، فالسلطة المطلقة تخلق اختناقات مرضية في المجتمعات، تنفس عن نفسها مرضياً بعد سقوط النظام، فتظهر على شكل بثور وندوب على سطح المجتمع اسمها «الميليشيات»، التي تعيث فساداً من دون رادع في الفراغ الذي ينشأ بعد سقوط الدكتاتورية، عندما سمع أحد المستثمرين العرب، الجالس معنا، السردية السودانية، تنهد قائلاً، لقد سرقوا 20 مليون دولار من فرع بنكنا في الخرطوم!! وكانت مخصصة للاستثمار، حتى الاستثمار الذي ذهب إلى السودان طوعاً لم ينجُ من الهلاك!

عدد قتلى الحرب في أوكرانيا في السنوات الثلاث الماضية، كما نُشر، بلغ 30 ألفاً من الجنود الأوكران، وبلغ قتلى مواطني أهل غزة بسبب الصلف الإسرائيلي والتهور، ما يقارب الثلاثين ألفاً في ستة أشهر، وعدد ضخم من الجرحى، أما في الاقتتال السوداني الأهلي وفي زمن أكثر قليلاً من نصف عام، فقد بلغ 20 ألف قتيل و6 ملايين من المشردين، والافتراض المنطقي أن القتال إذا استمر لعام فقط في السودان، فسوف يفوق عدد القتلى عدد من قتل في أوكرانيا في ثلاث سنوات، وأكثر ممّن سقط قتيلاً بغزة في ستة أشهر، أما عدد المشردين فقد يفوق العشرة ملايين، ربما إن سارت الأمور إلى وقت أطول لن يبقى في السودان نافخ نار!!

حتى الآن فإن 70 في المائة من مستشفيات الخرطوم خارجة عن الخدمة، وأصبحت هناك ندرة في سيارات الإسعاف، أما الأقاليم خارج العاصمة فليس لديها منذ زمن خدمات صحية تسمى بذلك الاسم، كما أن شح الأدوية والمستلزمات الطبية، يعني أن ينزف الجريح السوداني حتى الموت، وتتدفق الهجرات السودانية على دول الجوار، بعضهم يعيش في خيام عيشة مزرية.

البنك الدولي يتوقع أن ينكمش الاقتصاد السوداني إلى 15 في المائة، ويصبح الجنيه السوداني ورقاً من دون ثمن تقريباً، كما خرجت أكثر من 400 منشأة تعمل في الصناعات الغذائية والدوائية في العاصمة وحولها من الخدمة! وتدهورت الزراعة نتيجة فرار المزارعين إلى المناطق شبه الآمنة، وتلاشى الأمن، وتوقفت المدارس والجامعات، ومعظم الحرب تدور في العاصمة أو حولها.

إنها حرب سوداء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، انصرف عنها الرأي العام تجاه أوكرانيا وغزة، وتُركت القوى السودانية تأكل بعضها بعضاً إلى حد انتحار الوطن السوداني.

هل هي شهية السلطة، وأي سلطة سوف تبقى منتصبة على الأطلال، وأي شعب سوف يبقى وقد مُزق نسيجه الاجتماعي إلى خِرق مبعثرة، وأي اقتصاد يمكن أن يخرج به السودان في نهاية المطاف؟

يمكن عقلاً تبرير حرب أوكرانيا، أي أن بها من العناصر العقلية ما يمكن فهمها، ويمكن أيضاً معرفة العناصر العقلية التي قادت إلى حرب غزة، إلا أن الأحجية السودانية غير قابلة للفهم العقلي، أو المنطقي، مهما ضعف.

مجموعات عسكرية وشبه عسكرية تقاتل من دون هدف واضح، وتقاتل شعبها وتنتهك أبسط حقوقه الإنسانية، ولا يستطيع الجوار أن يتدخل، وقد حاول تكراراً ولكنه فشل في رأب الصدع، لأن أسباب الصدع غير معروفة أسبابه، غير شهوة السلطة من العسكر، هذه الشهوة مركزية في العقل السوداني السياسي، فمنذ الاستقلال قبل 70 عاماً تقريباً والسودان يخرج من انقلاب عسكري إلى انقلاب عسكري آخر، بمسميات وشعارات مختلفة، ولكن جلها أو حتى كلها لعبة العسكر.

السودان ثالث أكبر بلد حجماً في أفريقيا بعد الجزائر والكونغو الديمقراطية، والثالث في العالم العربي بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية؛ أرض خصبة ومياه وفيرة وسابع دولة في العالم في الثروة الحيوانية، ورابع احتياطي في العالم من النحاس، وهناك مناجم ذهب مدرة، وأكبر فشل في إدارة الموارد! ومع استمرار الصراع في تلك البلاد الكبيرة سوف تُستنزف الثروة، ويحدث حدثان على الأقل مع الزمن؛ الأول تدخل خارجي بأنواع مختلفة من الأهداف المادية والسياسية أو كليهما، والثاني أن ينزاح الصراع إلى الجوار، فهناك دولتان عربيتان مصر وليبيا في الجوار، والأخيرة تعاني من تفتت في الجسم السياسي والعسكري، قريباً إلى الفوضى، والأولى تتحمل عبء حجم كثيف من النازحين السودانيين، وأيضاً خمس دول أفريقية، عدد منها يعاني ضعف البنية الداخلية، وانفلات الأمن، إلى جانب مشكلات داخلية ليست هينة. وبالقرب منها مقابل البحر الأحمر يجري تهديد الأمن البحري من قراصنة مسلحين. يصعب إمداد السودان باحتياجاته، كما لا يجب تجاوز التدخلات الدولية في حمى الصراع الغربي - الشرقي المتفاقم.

في المحصلة لن يوجد رابحٌ في السودان، ومن يربح فقد خسر، وما نشاهد على الساحة السودانية هو انعكاس لعقلية سياسية تكاد تكون عمياء في فهم ما يحتاجه الإنسان المعاصر (الإنسان وليس المواطن السوداني فقط) من متطلبات حضارية ومعيشية، وهي ظاهرة تضرب العمل السياسي العربي في مقتل بالكثير من دوله وهي مزمنة، نشاهد جزءاً منها في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتكاد الظاهرة أن تكون جائحةً في السودان!

آخر الكلام: الخاسر الكبير في السودان، هو الشعب السوداني، بطن جائع وقلب خائف وأحلام كابوسية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا عن الحرب المنسية ماذا عن الحرب المنسية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib