بين العلم واللا علم يموت النّاس
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

بين العلم واللا علم يموت النّاس!

المغرب اليوم -

بين العلم واللا علم يموت النّاس

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

قبل أسابيع طلب السيد حسن نصر الله من أنصاره وعائلاتهم أن يستغنوا عن استخدام التليفونات النقالة، وأشار إليها بتعبير "عملاء"، أي تلك الأجهزة، ولكنه لم يستطع أن يتنبأ بأن الضربة سوف تأتي من مأمنه "البيجر" وأجهزة اللاسلكي! وإن دل ذلك على شيء فعلى الهوة في فهم العالم المعاصر الذي يعتمد على العلم والتقنية، والهندسة الاجتماعية، وليس على إطعام الجماهير كماً هائلاً من الشعارات، وهي هوّة عميقة.

كمٌّ ضخم من التحليل استمعنا إليه في وسائل الإعلام، حول كيف حدث ما حدث في "غزوة البيجر"، كل يوصّف الموضوع من وجهة نظره، وفي الحروب عادة تكون هناك وجهات نظر مختلفة يستطيع أن يتفهمها العاقل ويفرز ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، المهم هنا ليس التحليل النظري لكيف تم الحدث، المهم ما حدث على الأرض من نتائج، وهي أن عدداً كبيراً من مقاتلي "حزب الله" أو مسانديهم تم إعطابهم على حين غرّة، بطريقة لم تكن متوقعة، سوف يتحدث عنها تاريخ الصراعات طويلاً.

المعركة كبيرة، سواء في غزة أم في لبنان، وهي قاسية وقاصمة للظهر. منظر اللبنانيين المطروحين في الشوارع بسبب تفجيرات "البيجر" يذكّرنا أيضاً بأن هناك قطاعاً كاملاً اسمه غزة تم تقريباً محوه وبشره من على الأرض، الحرب هي الحرب، وهي ليست نزهة.

الاقتراب من المشهد يجعلنا نعيد التفكير في عدد من المسلّمات، كان كثيرون قد أشاروا إليها وهي"الانشطار" أو "التفرع الثنائي" في جبهة المواجهة.

ما أمامنا أن هناك دولة اللادولة في لبنان، دولة بلا رأس، وليس من المتوقع أن يكون لها رأس في القريب، دولة أنهكتها مؤسسات ما قبل الدولة التي يشار إليها في بعض الأدبيات على أنها الدويلة التي تُسيّر الدولة.

من الواضح أن المعركة برمّتها غير متكافئة، فحتى موجة التعاضد التي شهدناها في بعض المؤسسات الغربية، وبخاصة في الجامعات مع ضحايا ما يحدث من مجازر في غزة، بدأت تتراجع، وبعضها انتهى إلى لا شيء، كما أن الخسائر على الأرض باهظة، وكل ما هو على الساحة صياح لفظي وترديد شعارات بعضها قريب إلى الشعوذة، السبب أنه ليس هناك توافق وطني، لا في لبنان ولا لدى الفلسطينيين.

مثلاً في لبنان، ليس هناك اتفاق وطني على تحويل لبنان إلى هانوي. شريحة من اللبنانيين ترغب في العيش في دولة لها قدرة على الاهتمام بحياتها واقتصادها، من دون تهديد فريق معين بالسلاح من أجل الإذعان، لقد قُتل في لبنان عدد من الشخصيات بدم بارد، من رفيق الحريري إلى لقمان سليم، وما بينهما من رجال أرادوا أن يصوّبوا مسيرة وطنهم، تلك الاغتيالات وتعطيل الدولة تمثل جرحاً نازفاً في خاصرة الحزب، حتى لو تجاهلها.

وليس من الخفي أن حرب "حزب الله" لم تحرر شبراً من فلسطين. وجوده، كما وجود الميليشيات الأخرى، هو لخدمة مشروع إقليمي لم يعد خافياً على أحد، كما أن العمل العسكري في غزة لم يحقق أي هدف سياسي، رغم التضحيات الضخمة التي كان ضحيتها أبناء غزة وبناتها وأطفالها.

المشهد في الساحة اللبنانية هو نفسه في الساحة الفلسطينية، سمته الانشطار لأن كل فريق متمسك بشعارات ليست لها نتائج إيجابية محتملة. إيران تقوم بالتجهيز والتمويل والتسليح، ولكن التقنية شيء آخر مختلف، والفكر الذي يقود البندقية، كلما كان خرافياً كان بعيداً عن التصويب. من جهة أخرى، كلما خرجت أصوات تنادي بالاقتراب العقلاني من المشهد الملتبس والصراع القائم، انهالت عليها اللعنات، حتى وسائل الإعلام التي تسعى لتقديم الحقائق توصف بأنها عبرية احتقاراً، ليس لها، ولكن للحقيقة.

هناك ثلاثة عوامل معطلة لا يراد الاعتراف بأهميتها في هذه المعركة المستمرة، الأول المجتمعات المتشظية في داخلها، والثاني القوى المقاومة التابعة إلى ما خلف البحار، والثالث افتقاد التفكير العلمي ومنه توطين التقنية المتقدمة، العناصر الثلاثة مفتقدة ومن زمن طويل في ما يعرف بـ"جبهة المقاومة"! فكيف يمكن مواجهة عدو صفوفه الداخلية موحدة وخلفه دول كبرى ويملك التقنية المتقدمة؟

في هذه الأجواء، فإن الخسائر سوف تستمر والنزيف سوف يتوسع والخسائر تدفعها الشعوب، وليس أكثر رعباً من مشاهدة الصور التي صدرت من بيروت وقت هجمة "البيجر" ومن ثم أجهزة الاتصال البينية، صور تقول لمن يريد أن يفهم كم هي عبثية تلك الشعارات، فليس لدى قادتها الحد الأدنى من حماية مناصريهم الذين يأتيهم الموت بغتة!

ليس لدي حل، ولكني على يقين من أن المجتمعات المنشطرة، والمنقسمة على نفسها داخلياً، والتي تؤتمر من الخارج وتفتقر إلى التقنية المتقدمة والقيادة الراشدة، لا تستطيع أن تحقق أي انتصار. لقد قال السيد نصر الله في أحد خطاباته إن أهم خطاب ألقاه في حياته هو الخطاب الذي شتم فيه المملكة العربية السعودية، ذلك التصويب يدل على فقدان الرشادة السياسية، والعمى في اتجاه البوصلة!!

* نقلا عن " النهار"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين العلم واللا علم يموت النّاس بين العلم واللا علم يموت النّاس



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib