السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة

المغرب اليوم -

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

ربما كان في تعبير "الدولة العميقة" مبالغة، ما نعنيه في العنوان أن كل الشكل الاحتفالي الذي راقبه العالم في مؤتمر الحزب الجمهوري، وأخيراً في مؤتمر الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، مع كل الخطب التي ألقيت، لا يخرج عن كونه منصات دعاية، فالجمهور الأميركي مولع بالشكل والتعبير عن العواطف، ومهتم بالقضايا الداخلية أكثر منه بالقضايا الخارجية، لذلك خلت كل تلك الاحتفاليات من الحديث عن السياسات الخارجية. الأخيرة تمكن متابعتها في الدراسات الجادة الآتية من مراكز التفكير والمجلات المتخصصة.

ليس صدفة أن تنشر مجلة "الشؤون الخارجية" الأميركية في عدد (أيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2024) مجموعة دراسات معمقة عن نجاح السياسة الخارجية الأميركية أو فشلها، المهم ما هي النصائح التي تقدمها لأي من الفريقين الذي سوف يصادفه الحظ في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟

لفتتني مقالتان مطولتان، الأولى للسيدة كوندوليزا رايس، وهي المسؤولة السابقة عن الأمن الوطني ومن ثم وزيرة خارجية في عصر بوش الابن، عنوان الدراسة هو "أعمدة العزلة: العالم يحتاج أميركا وأميركا تحتاج العالم". أما المقالة الثانية فهي لريتشارد هاس الدبلوماسي السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية لعقدين حتى العام الماضي، ومؤلف عدد من الكتب في السياسة الخارجية، أشهرها "السياسة الخارجية تبدأ من الداخل"، عنوان مقالته لافت "المشكلة مع الحلفاء: كل يحتاج إلى كتاب لعبة مختلف" (إشارة إلى كتاب "اللعبة" المعروف في كرة القدم الأميركية).

ما سوف أعرضه هنا ليس ملخصاً للمقالتين، ولكن إطلالة على أهم ما ذهبت إليه تلك الأفكار من أجل توضيح الصورة، في كيفية تصور الدولة العميقة الأميركية إن صح التعبير لمسار الشؤون الدولية، والمقالتان نُشرتا في هذا الوقت، ربما من أجل أن تدرسهما الحملتان الجمهورية والديموقراطية.

تبدأ رايس بالقول إن أهم ما يجب تذكره في أوقات الأزمات، هو استعادة كيف تصرفنا في الأزمات السابقة، من بيرل هاربر (الاعتداء الياباني على أرض أميركية في الحرب العالمية الثانية)، إلى ما حدث في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 من اعتداء إرهابي على أرض أميركية. كلا العملين يذكراننا بأن الولايات المتحدة تواجه أعداءً على مستوى الدول وعلى مستوى الجماعات الإرهابية قد تكون أعمالهم غير متوقعة. على مستوى الدول، تأخذ الصين اليوم مكان الاتحاد السوفياتي في مرحلة الحرب البادرة، إلا أن الاختلاف، أن الصين قوة اقتصادية بدأت نهضتها بالاعتماد على التقنية الأميركية ورأس المال الأميركي، والفرق أنه مع الاتحاد السوفياتي، وبخاصة بعد أزمة كوبا في بداية ستينات القرن الماضي أُنشئت قناة اتصال خلفية تستخدم لتقليل الأزمات الكبيرة أو تفاديها، مع الصين هذه القناة غير موجودة، وبالتالي الصدام في بحر الصين ممكن أن يقع من خلال عدد من السيناريوهات المفاجئة، بخاصة أن الصين تراكم الآن كماً من التقنية النووية لم تكن متوافرة لدى الاتحاد السوفياتي.

روسيا ما زالت تشكل تهديداً، ولكن قوتها ليست كبيرة، فقد اعتقدت أنها سوف تحتل العاصمة الأوكرانية في ثلاثة أيام عندما اندلعت الحرب في شباط (فبراير) 2022، لذلك كان جيشها المتقدم مموناً لثلاثة أيام ذخيرة ومعيشة فقط، ولكن تبين بعد أكثر من سنتين، ومع تعاون غربي نشط، أن القوة الروسية التقليدية ليست كفوءة. أما التحالف المحتمل بين روسيا والصين وشمال كوريا والهند، ففيه من الشقوق الكثير. لا تأمن روسيا للصين، ولا الأخيرة لروسيا، لأسباب تاريخية، ولا تتنازل الواحدة للأخرى عن القيادة، أما شمال كوريا فيقودها زعيم نزق، غير ممكن توقع تصرفه، كما أن بين الهند والصين مشكلات لم تُحل، فهذا التحالف لم يتحول إلى صف واحد، كما أن الصين تواجه مشكلة الشيخوخة في سكانها وعدم المساواة بين الجنسين وبيروقراطية حزبية لم تستطع السياسات الاقتصادية الليبرالية التأثير فيها سياسياً.

ما اعتمدته الولايات المتحدة في السنوات الماضية أنها تبنت الغموض الاستراتيجي تجاه الصين واعتمدت المنافسة لا المخاصمة، ولكن ذلك لم يأخذ بالحسبان أن أكبر قوة بحرية اليوم في العالم هي البحرية الصينية ولديها أكبر مخزون نووي، ومع تصاعد تطور الذكاء الاصطناعي الذي يتسارع فيها، فهي تشكل خطراً على المصالح الأميركية. التعاون بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران يشكل تهديداً محتملاً للاستقرار العالمي، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، من هنا تحتاج الولايات المتحدة إلى عقيدة استراتيجية مختلفة وحلفاء أقوياء حتى تتجنب المفاجآت غير السارة.

ريتشارد هاس يأخذ منحى آخر، فيرى أن الولايات المتحدة في سياستها الخارجية استخدمت القوة الناعمة والقوة الصلبة حتى الآن للتأثير على أعدائها وحلفائها، ولكن عليها الآن أن تستخدم قوة المعلومات، فما زالت مؤسساتها البحثية والجامعية هي الأفضل على مستوى العالم، وعليها أن تحتفظ بتفوق المعرفة وعدم تشجيع الشركات الأميركية على تصدير المعرفة حتى لو توافرت أيد رخيصة في الخارج، كما عليها أن تمنع الطلاب الأجانب من دراسة أنواع من التقنية الحديثة إلا إذا تخلوا عن جنسياتهم وأصبحوا أميركيين.

التحدي هو القدرة على الابتكار والقدرة على التوقع اليقظ والاعتماد على عمل استخباري معمق لاكتشاف نيات العدو. العقبات التي تواجه أميركا اليوم مركبة من عاملين: تحدي ثورة وسائل الاتصال التي تنشر معلومات وأخباراً مضللة بكثافة، وفرزها يحتاج إلى منهجية دقيقة، أما العامل الثاني فهو البيروقراطية الأميركية الثقيلة التي تُعوق اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

ما تقدم هو ملخص كثيف للمقالتين، وقارئ النصين يكتشف أن الحيرة التي تواجه مخطط السياسة الخارجية هي بين القوة والربحية، والخلل الذي يمكن أن تخلفه في معادلة الردع، وعدم وجود كتب مختلفة للمشكلات المختلفة والمعقدة التي تواجه متخذ القرار في واشنطن، للأصدقاء والأعداء على حد سواء، وقد كُتب النصان كخريطة طريق للإدارة المقبلة، وإشارة إلى الحيرة التي تعانيها مؤسسات رسم السياسة الخارجية الأميركية في ظل الانقسام الداخلي والوضع الدولي المعقد.

*نقلا عن النهار

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib