بقلم : محمد أمين
لا يمكن لأحد أن يشكك فى جهود الدولة المصرية لدعم الفلسطينيين.. ولا يمكن لأحد أن ينكر دور مصر فى مرحلة الصمود، فمصر فى القلب من هذه القضية، وهى التى وضعت خطوطًا حمراء أمام تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أبنائها خارج فلسطين!
كانت عين مصر على معبر رفح طوال الوقت، حتى فى الأوقات التى ليس فيها حرب، حين أنشأت معبرًا إنسانيًا يليق بها ويليق بأبناء فلسطين فى الدخول والخروج، سواء للسفر أو للعلاج أو التعليم أو حتى لأسباب إنسانية!
فقد تم تجديد المعبر عام 2005 بشكله الحالى فى ظروف عادية جدًا، وذلك فى عهد الدكتور عصام شرف وزير النقل، وكنا سعداء جدًا بتوفير خدمة إنسانية للتنقل.. وكنت فى ذلك الوقت مستشارًا إعلاميًا للوزير وكتبت بيانًا ناريًا، أشرت فيه إلى أن غزة لن تصبح سجنا كبيرًا كما أرادها الاحتلال الإسرائيلى، وأن مصر لا ترضى بهذا أبدًا!
وطوال الوقت كانت عينى على معبر رفح، كم شاحنة مساعدات دخلت وقت الأزمة، وهل تكفى الاحتياجات أم لا؟، وكم سيارة إسعاف قدمت خدمة طبية لأبناء غزة؟.. وأمس شاهدت منظرًا لا يمكن لأحد أن ينكره أو يقلل منه، فقد رأيت اصطفاف سيارات الإسعاف أمام المعبر، كان المشهد مثيرًا للإعجاب وشاهدًا على موقف مصر شعبًا وحكومة من العدوان على غزة، وهو ما يؤكد فكرة الخط الأحمر الذى وضعته مصر منذ اندلاع الحرب!.
الاستعدادات المصرية كانت على قدم وساق لاستقبال المصابين وتقديم العلاج، حيث تم تجهيز مستشفى الشيخ زويد والعريش لاستقبال مصابى غزة!، وقبل ذلك بأسابيع أعلن محافظ شمال سيناء هذه التجهيزات وقام وزير الصحة بزيارة المحافظة أكثر من مرة وتوجت هذه الجهود بزيارة رئيس الوزراء أمس الأول!
حدثت أمس انفراجة كبيرة، عندما شاهدنا مرور سيارات الإسعاف، لنقل الجرحى، وشاهدنا دخول شاحنات المساعدات من مصر إلى قطاع غزة، ويذكر أنها 40 شاحنة جار تجهيز خمسين شاحنة أخرى تمهيدًا لدخولها!
لم تبخل مصر فى أى وقت من الأوقات بعلاج المصابين، فى جميع المستشفيات المتخصصة، ليس فى العريش فقط والشيخ زويد وإنما فى معهد ناصر وجميع المستشفيات اللازمة!
الأهم أن مصر كانت عينها على القضية الأساسية وما يراد لها من تصفية، فقالت إنها لن تسمح بالتصفية ولا بالتهجير، خارج الوطن، ولم تفتح المعبر إلا بهذا الشرط!.