مشعل السديري
شهدت صلاة عيد الفطر المبارك بساحة مسجد عمرو بن العاص بالقاهر غلطة غريبة لا تتكرر كثيراً، حيث أعاد إمام المسجد صلاة العيد بعد سهوه عن قراءة الفاتحة، في الركعة الثانية من الصلاة، بعدها تذكر الإمام وأخذ يصيح قائلاً للمصلين عبر مكبر الصوت لا تجوز الصلاة – وكررها ثلاث مرّات - وقرر إعادة الصلاة مرة أخرى.
وأبدى الآلاف من المصلين اعتراضهم على تصرف الإمام، وهتف عدد كبير منهم (لا إله إلاّ الله)، وغادرت أعداد كبيرة منهم ساحة الصلاة قبل إعادتها – حسبي الله ونعم الوكيل.
فمع تقديري للإمام فقد نعذر أي إنسان في نسيان شيء أو قول ما، فجّل من لا يسهو، ولكن أن يسهو عن قراءة الفاتحة التي هي أم الكتاب، عندها ليسمح لنا أن نتوقف متعجبين – إلاّ إذا كان هو (جايب العيد) فعلاً ونحن لا ندري، هنا يكون لنا كلام آخر ليس في صالحه.
وفي موقف آخر عندما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو يوثق ردة فعل رئيس الوزراء الهندي (ناريندرا مودي)، لحظة سماعه صوت مؤذن أحد المساجد يصدح بالأذان.
ويظهر الفيديو وهو يلقي خطاباً أمام حشد جماهيري، بينما يرتفع صوت الأذان بالقرب من موقع التجمع، ليقوم بإنزال الميكروفون قليلاً، والتوقف مؤقتاً عن مواصلة الخطاب، احتراماً وتقديراً للأذان، ومن منبري هذا أرسل للرئيس الشكر والامتنان عبر الأثير، على توقفه عن الخطبة احتراماً للأذان.
وعلى ذكر السهو والنسيان والغفلة كذلك؛ فهناك واقعة حصلت مع رجل دين مسيحي ليس لها علاقة بالنسيان، بقدر ما لها علاقة (بالغباء) – وهذه ألعن من النسيان.
فقد جاء في الأخبار: أن قسيساً من دولة (زيمبابوي)، حاول أن يثبت لرعية كنيسته أن المسيح مشى فعلاً على الماء، وفق رواية الإنجيل، فإذا به ينتهي جثة مزقتها أنياب 3 تماسيح هاجمته وافترسته حين نزل إلى نهر (crocodile river)، المعروف بهذا الاسم لكثرة انتشار التماسيح فيه – وذهب المسكين مثلما نقول: (طعام جحوش).
والذي يقرأ كلامي قد يظن واهماً أنني أبو العريف و(جايب الديب من ديله)، وما عرف أنني أغرق في شبر من الماء، وأنسى ماذا أكلت في الليلة البارحة، بل أن نسياني يتكرر في اليوم الواحد ما لا يقل عن 24 مرًة، ومن ضمنها نسياني لمواعيدي، وما أكثر ما رددت مع كوكب الشرق: نسيت النوم وأحلامه/ نسيت لياليه وأيامه، ولكن أكثر ما يرفع ضغطي هو نسياني في أغلب الأحيان لتليفوني (الجوال).