بقلم : مشعل السديري
أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في تقريرها السنوي (آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2022)، توقعاتها بأن تصل نسبة نمو الناتج المحلي لاقتصاد السعودية إلى 9.9% هذا العام، كأعلى نسبة نمو بين دول مجموعة العشرين (G20) التي تشمل اقتصاد مجموعة العشرين واقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، وذلك رغم التحديات الرئيسة التي يواجهها الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار التضخم فترة أطول من المتوقع. ويأتي هذا الإعلان بعد إشادة صندوق النقد الدولي، بقوة اقتصاد المملكة وقوة وضعها الحالي.
بعد هذا التقرير القصير الموثق، ليس هناك داعٍ لأي كلام.
***
تمكن علماء من المعهد الياباني الوطني لأبحاث المناطق القطبية، من إعادة الحياة، لما تعرف باسم (التارديغرادا) بعد بقائها (30) عاماً في وضع التجمّد. وبهذه المناسبة (المتجمدة)، أريد أن أحكي لكم حادثة مشابهة، عندما كنت مع أحد إخواني في مزرعة لنا في القصيم بالسعودية، وقبل أن نغادر بيوم واحد، قبضنا على (عقرب) في فناء المنزل، فما كان من أخي إلا أن يأخذها ويضعها (بالفريزر) - رغم ممانعتي.
وبعد ثمانية أشهر عدنا، وعندما فتح أخي الفريزر إذا بالعقرب كلوح الثلج المتجمد، ووضعناها أمامنا، وما هي إلا ربع ساعة تقريباً، حتى بدأت تتحرك وترفع ذيلها بكل خيلاء وتحدٍّ. وللمعلومية، فبعض النساء - والعياذ بالله - لا تختلف الواحدة منهن عن تلك العقرب، فمهما جمّدتها تظل متشبثة بالحياة (كلزقة جونسون) - والعياذ بالله.
***
فاقت الثروات التي راكمها (1%) من أثرى أثرياء العالم خلال العام الماضي ما يملكه الـ(99%) من كل سكان العالم، وفق ما أفادت به منظمة (أوكسفام).
ولكي نكون منصفين فـ(1%) هؤلاء فيهم (الصالح) الذي بنى ثروته بجهده وفكره وضميره في مجالات مفيدة ومتعددة، من الصناعة أو الزراعة أو التجارة أو الاختراعات التي أسعدت البشرية، وهؤلاء هم الذين يستحقون الإشادة بهم - أما القسم الآخر (الطالح) من الـ(1%): فهم من بنوا ثرواتهم إما بالحروب أو بالسرقات أو بالانتهازية أو بالظلم والاستغلال، وهؤلاء هم الذين لا بد من ملاحقتهم بالقضاء العادل على ما اقترفوه، وهم الذين عناهم الشاعر الشعبي (أبو زيد) - رحمه الله - بأبياته التي جاء من ضمنها:
إن صار زود المال بيدين الأنذال/ حنّا من المعروف تندى يدينا
وإن كأنهم شرهوا على طيب الأفعال/ حنّا وردنا جمّها وارتوينا
نعطي ولا نتبع عطانا بالأقوال/ ونبذل ونسكت كفنا ما عطينا
وإن باعوا الشيمة بدينار وريال/ حنّا دخلنا سوقها واشترينا