ارجموني بقشر البطيخ

ارجموني بقشر البطيخ

المغرب اليوم -

ارجموني بقشر البطيخ

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

لا تستهينوا بالأطفال - وأكرّرها مثنى وثلاث ورباع - وعلى ذلك سوف أورد لكم بعض النماذج الموثقة قديماً وحديثاً، وإذا لم تصدقوني (حطوها بذمّتي)، أو ارجموني بقشر البطيخ، وتعالوا معي:

يقال: مرّ أحد الأمراء بغلام لم يبلغ الرشد وهو يسوق حماراً، وقد عنف عليه في السوق، فقال له: يا غلام أرفق به، فرد عليه: أيها الأمير في الرفق مضرّة عليه، فسأله: وكيف ذلك؟! فقال: يطول طريقه، ويشتد جوعه، والعنف به إحسان إليه، فعاد يسأله: وكيف ذلك؟ قال: يخف حمله، ويطول أكله.

فأعجب الأمير بكلامه، وقال: قد أمرت لك بألف درهم، فرد عليه: رزق مقدور، وواهب مشكور، فقال له الأمير: لقد أمرت بإثبات اسمك في حشمي، فرد عليه: كُفيت مؤنة، ورُزقت معونة، فقال له الأمير: عظني؛ فإني أراك حكيماً.

فقال: أيها الأمير، إذا استوت بك السلامة، فجدد ذكر العطب، وإذا هنأتك العافية، فحدث نفسك بالبلاء، وإذا اطمأن بك الأمن، فاستشعر الخوف، وإذا بلغت نهاية العمل، فاذكر الموت، وإذا أحببت نفسك فلا تجعلن لها في الإساءة نصيباً؛ فأعجب الأمير بكلامه وقال: لولا أنك حديث السن لاستوزرتك، فرد عليه: لن يعدم الفضل، فعاد الأمير يسأله: فهل تصلح أنت لذلك؟!

فرد عليه: إنما يكون المدح والذم بعد التجربة، ولا يعرف الإنسان نفسه حتى يبلوها؛ فاستوزره فوجده ذا رأي صائب وفهم ثاقب، ومشورة تقع موقع التوفيق، - هذا هو ما قرأته في كتاب (الحيوان) للدميري، والله اعلم.

وإليكم طفل معاصر: ظهرت عبقريته في سن الثالثة، وذات يوم وعمره (15) سنة أحضر له والده لعبة المكعبات فأخذ يلهو بها، حيث صمم مدينة سكنية وأراد أن يربطها بشبكة مواصلات فاشترى له والده دليلاً بالمواصلات في فيينا، وفيما بعد تحدثت عنه النمسا وألمانيا وبريطانيا، وعندما كبر ضمته جمعية (ميزافيز) البريطانية للعباقرة إلى عضويتها، إنه الطفل العربي الأصل والنمساوي الجنسية (أوليفر مصطفى) الذي صمم مواصلات النمسا الحديثة.

ولكن على هونكم فها هو، فهذا الطفل المصري (عبد ربه محمد): يحفظ القرآن الكريم، وقد وُلد بتشوهات متعددة بمفاصل الطرفين السفليين والعمود الفقري والطرف العلوي الأيمن، إلى جانب بعض العيوب بالخصيتين والقلب والقفص الصدري، يمضي وقته راقداً على الفراش أو الكرسي المتحرك، ويتمتع بخفة ظل شديدة وابتسامة دائمة وذكاء نادر، لم يستسلم للإعاقة، بل تحداها بالإيمان والإرادة والتفوق في دراسته؛ مما جعله متميزاً جداً وسط أقرانه.

فكّروا الله يرضى عليكم بأطفالكم - (إيش ما كانوا) -

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارجموني بقشر البطيخ ارجموني بقشر البطيخ



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بوخارست - المغرب اليوم
المغرب اليوم - أدوية مرض السكري تقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان

GMT 19:48 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

صور ماريا كاري بالحجاب وصدر مكشوف تشعل مواقع التواصل

GMT 10:07 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي الفجل الأسود لتطهير الكبد من السموم

GMT 07:38 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أحدث موضة للتسريحات باستخدام دبابيس الشعر

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يتمنى عبور العالم خلا بوابة النادي الأهلي

GMT 18:55 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أهم الفنانات الغير ناشطات على وسائل "التواصل الاجتماعي"

GMT 02:48 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

تمتع بعطلة ساحرة في جزيرة ديزني الجديدة "أوقيانوسيا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib