السائح الأحمق

السائح الأحمق

المغرب اليوم -

السائح الأحمق

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

دفعت السفارة الإيطالية في ألبانيا فاتورة مطعم لم يسددها سياح إيطاليون في مدينة بيرات بعد التدخل الشخصي لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.    

وكشف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أنه تحدث إلى ميلوني التي زارت بلاده الأسبوع الماضي لتمضية عطلة، حول مجموعة من السياح الإيطاليين الذين اختفوا من دون دفع فاتورة مطعم قصدوه في المدينة التاريخية المدرجة في قائمة «اليونيسكو».

وروى راما لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية اليومية: «أمرت ميلوني السفير بالذهاب ودفع فاتورة هؤلاء الحمقى، من فضلك، وأصدِر بياناً! لا يمكن أن تشوّه سمعة إيطاليا بهذه الطريقة!».

وتصدّر خبر مغادرة هؤلاء السياح من دون دفع فاتورتهم عناوين وسائل الإعلام الألبانية وانتشر على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية.

من جهتها، أكدت السفارة الإيطالية في ألبانيا الجمعة أنها سددت فاتورة بقيمة 80 يورو لم تدفعها هذه المجموعة المؤلفة من أربعة سياح إيطاليين.

ترى كم تبلغ قيمة فاتورة السياح العرب بسبب ما كان عليهم دفعه نتيجة سوء تصرف أو سلوك أحمق، ظنوا فيه أنهم فوق القانون لأنهم في بلد أجنبي لا يعرفهم فيه أحد كما فعل هؤلاء الإيطاليون في ألبانيا، وكبدوا دولتهم ثمن حماقتهم؟

تتحفنا وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من المشاهد المخزية والمؤسفة التي يرتكبها السائح العربي في الدول الأجنبية، وحين تقرأ التعليقات العربية التي في أسفل الفيديو تجد أن أغلبها يطالب دول هؤلاء «الحمقى» بسحب جوازاتهم أو معاقبتهم بمنعهم من السفر، والقصد هو الحفاظ على سمعة الدولة وشعبها، إذ شئنا أم أبينا فإن تصرفات الشخص خارج بلده تدفع الدولة ثمنها، إما ماديا أو معنويا، وهذا ما قالته رئيسة وزراء إيطاليا: «لا يمكن أن تشوه سمعة إيطاليا بهذه الطريقة... سندفع فاتورة هؤلاء الحمقى».

فمثلما نتحدث عن إساءة بعض الشعوب للسائح العربي عموما، فلنتحدث عن سوء تصرفات الكثير منا، من «الحمقى» الذين تشوه تصرفاتهم سمعتنا، ولنكن صريحين مع أنفسنا، بأن هناك سوء تربية واستهتارا وجهلا عند بعض السياح الخليجيين، فمنا من يترك المكان وهو أقذر، ومن يزعج من حوله، ومن لا يحترم العاملين، ومن يسيء الأدب، ومن لا يعلم أطفاله القيم والمبادئ التي تخص احترام الآدمية، فتجد الأطفال يتعاملون مع الآخرين الذين يعملون في الفنادق والمطاعم معاملة سيئة فينقلون أخطاءهم معهم، فإن تم تنبيه الطفل لسوء تصرفه فزعت الأم، كما تفعل في بلدها حين توبخ المدرسة ابنها، فتفزع للدفاع عن طفلها الذي يصل طوله إلى طولها، ونعتقد أننا ما دمنا ندفع ثمن إقامتنا، فإنه يجوز لنا أن نقلل من احترام الآخرين، وأن نحدث الفوضى ويعيث أطفالنا في المكان فسادا... فبفلوسنا نستطيع أن نفعل ما نشاء.

وبدلا من أن تكون فضائحنا محلية بين جدراننا ننقلها للخارج وبصوت مرتفع، بل وندافع عن حماقتنا!

لا بد أولا من الإقرار بأن ثمن ما نقوم به لا ندفعه وحدنا بل تدفعه دولتنا معنا، لا بد من الإقرار بأن هناك أعداداً ليست بالقليلة من تلك الفئة، فلا نقلل المشكلة بإضافة كلمة «البعض»، فمع الأسف لا، ليس البعض، بل شريحة ليست بالقليلة، نراها بأم أعيننا ونشيح بوجوهنا عن تصرفاتهم ونتحسر على سمعتنا، بل إن كثيرا من المسافرين العرب يتجنبون السفر إلى دول يكثر فيها عدد السياح العرب، أو يتجنبون فترة وجودهم هناك.

لنعترف أنه لا سبيل لتوعية هذه الفئة بالنصائح والشعارات مثل «كن سفيرا لبلدك»، تلك العبارة التي نكررها لكل مواطن حين يغادر عبر المنافذ، بل لا بد من تشريعات تحمل هذه الشريحة -حين عودتها- ثمن حماقتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السائح الأحمق السائح الأحمق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

عمّان - المغرب اليوم

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الشرطة المغربية تعمم قبعات وشارات مميزة لعناصرها

GMT 05:27 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم "Happy Death Day" يتصدر شباك التذاكر في أسبوعه الأول

GMT 04:17 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

روان عليان تظهر مجددًا وتطلب من جمهورها التصويت لها

GMT 23:19 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

فورسيزون القاهرة" يطوّر مفروشات 400 غرفة

GMT 15:32 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

طريقة استدراج عروس مغربية لـ"داعش" إلى سورية

GMT 05:47 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس فاجن تُقدّم إلى عشاقها باسات 2017 بقوة أداء وأمان تامّ

GMT 19:21 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

فريق يد الزمالك يتعاقد مع الجزائري باكوس على سبيل الإعارة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib