الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

المغرب اليوم -

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

الشراكة الأميركية البريطانية تتجلى أقوى صورها في وحدة استراتيجيتهما تجاه الدول التي ترتبط مصالحهما فيها، فتحالفهما في الموقف تجاه العراق مثلاً هو ذاته تجاه أوكرانيا، وقواتهما العسكرية وإمكاناتهما دائماً مسخّرة لخدمة تلك الاستراتيجية المتطابقة، وكذلك تسخر القوى الناعمة التابعة للدولتين...
                 

ومقارنةً بين تصريح سيناتور أميركي وتلميح فيلم بريطاني تعرّفنا حقيقة ذلك التحالف وواقعه، والفارق بين ما تروجه قواها الناعمة وما تقوم به قواتها على الأرض، وأيهما (التصريح أم التلميح) أصدق في ترجمة تلك الاستراتيجية الأنجلوسكسونية تجاه الخسائر البشرية التي تعترض أهدافهما أثناء قواعد الاشتباك في المعارك العسكرية، وفي تقديرها للأرواح البشرية حين تتقاطع مع مصالحها الأمنية.

التصريح كالتالي:

«لقد قضينا على نصف الجيش الروسي مقابل أموالنا التي دعمنا أوكرانيا بها، والتي تعادل 3 في المائة فقط من ميزانيتنا العسكرية، ولم نخسر جندياً أميركياً واحداً... من هذا المنظور، فهذه صفقة جيدة جداً»... السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنتال هو قائل هذه العبارة.

بغضّ النظر عن صحة الأرقام والنسب، أي بغض النظر عن تقليل حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتضخيم خسائر الجيش الروسي، فإن الرسالة الواضحة المستخلَصة من السيناتور الأميركي ليست أن أميركا تحارب في أوكرانيا؛ فالكل يعلم أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحارب روسيا وتهدف إلى إضعاف جيشها. إنما الرسالة الأوضح من هذا التصريح هي أنه لا أهمية تُذكر لأوكرانيا، لا كدولة ولا كشعب، لدرجة أنه لم يكلف نفسه حتى باحتساب خسائرها البشرية، لا خسائر أرواحها ولا كلفة الخسائر المادية لها... لم يكلف نفسه بوضعها حتى ضمن المعادلة. إنه تصريح يفتقد الحس الإنساني بجدارة، ويصور حرباً راح فيها عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من البشر لهم أسر تبكيهم «بالصفقة»، كما سماها، فأميركا تدفع مالاً، وروسيا تخسر جيشاً. أما أوكرانيا وشعبها فليسوا سوى وكلاء وحطب وقود لا يهم حتى لو قضي على جيشها بأكمله وتدمرت وخسرت جزءاً من أراضيها. المهم في الأمر هو احتساب خسائر الروس، ليس هناك أوضح من هذا الاعتراف الصريح للاستراتيجية الأنجلوسكسونية بشكل عام والأميركية بشكل خاص بقواعد الاشتباك.

فالخسائر الأوكرانية البشرية لا تُحصى، ولا يعرف السيناتور عددها، إنما حين يضعون هدفاً يخص مصالحهم، فالأرواح البشرية التي تسقط أثناء أداء المهمة أياً كان عددها ما هم سوى خسائر مشروعة هامشية جانبية أثناء الاشتباك، بل إنه يفاخر بأنهم لم يخسروا جندياً أميركياً واحداً. المهم تحقيق الهدف... يا لها من صفقة!!

نأتي للتلميح ورسم صورة ملائكية عن قواعد الاشتباك التي يروج لها فيلم بريطاني اسمه «عيون في السماء».

الفيلم كله يدور حول إرهابي (مسلم طبعاً) مستهدَف من القوات البريطانية في جنوب أفريقيا، ويُلاحق منذ ست سنوات، وحين عثروا عليه وقرروا استهدافه بصاروخ يُطلق عن بُعد عن طريق الطائرات المسيرة، يكتشفون أن فتاة أفريقية مسلمة صغيرة تبيع الخبز موجودة بجانب المنزل الذي ينوون تفجيره، والذي بداخله هذا الإرهابي!!

يدور الفيلم حول استراتيجيتهم (الإنسانية المرهفة) التي بسببها كادت تُلغى العملية، لمجرد أن تلك الفتاة الصغيرة معرَّضة للخطر، ومحاولتهم المستميتة، وبكائهم وتأثرهم لإبعادها عن موقع الهدف؛ بإرسال عميل لهم ليشتري كل الخبز، من أجل أن تترك الفتاة الموقع ليتمكنوا من إطلاق الصاروخ.

الحبكة الدرامية رائعة وتحبس الأنفاس، والإخراج لجافين هوود، والموسيقى والتصوير، وطبعاً التمثيل لهيلين ميرن أكثر من رائع، إنما الرسالة كانت أن الأرواح البشرية، وإن كانت فتاة واحدة سمراء، لها قيمة وتعني لهم الكثير، حتى لو كان الثمن خسارتهم لصيد ثمين صرفوا كثيراً من أجل العثور عليه.

إعادة قراءة تصريح السيناتور الأميركي تذكر أن مئات الآلاف من الأرواح البشرية لا تدخل في الحسبة ولا تُعد من الخسائر، كما روج فيلم «Eye in the Sky».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib