الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

المغرب اليوم -

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

الشراكة الأميركية البريطانية تتجلى أقوى صورها في وحدة استراتيجيتهما تجاه الدول التي ترتبط مصالحهما فيها، فتحالفهما في الموقف تجاه العراق مثلاً هو ذاته تجاه أوكرانيا، وقواتهما العسكرية وإمكاناتهما دائماً مسخّرة لخدمة تلك الاستراتيجية المتطابقة، وكذلك تسخر القوى الناعمة التابعة للدولتين...
                 

ومقارنةً بين تصريح سيناتور أميركي وتلميح فيلم بريطاني تعرّفنا حقيقة ذلك التحالف وواقعه، والفارق بين ما تروجه قواها الناعمة وما تقوم به قواتها على الأرض، وأيهما (التصريح أم التلميح) أصدق في ترجمة تلك الاستراتيجية الأنجلوسكسونية تجاه الخسائر البشرية التي تعترض أهدافهما أثناء قواعد الاشتباك في المعارك العسكرية، وفي تقديرها للأرواح البشرية حين تتقاطع مع مصالحها الأمنية.

التصريح كالتالي:

«لقد قضينا على نصف الجيش الروسي مقابل أموالنا التي دعمنا أوكرانيا بها، والتي تعادل 3 في المائة فقط من ميزانيتنا العسكرية، ولم نخسر جندياً أميركياً واحداً... من هذا المنظور، فهذه صفقة جيدة جداً»... السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنتال هو قائل هذه العبارة.

بغضّ النظر عن صحة الأرقام والنسب، أي بغض النظر عن تقليل حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتضخيم خسائر الجيش الروسي، فإن الرسالة الواضحة المستخلَصة من السيناتور الأميركي ليست أن أميركا تحارب في أوكرانيا؛ فالكل يعلم أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحارب روسيا وتهدف إلى إضعاف جيشها. إنما الرسالة الأوضح من هذا التصريح هي أنه لا أهمية تُذكر لأوكرانيا، لا كدولة ولا كشعب، لدرجة أنه لم يكلف نفسه حتى باحتساب خسائرها البشرية، لا خسائر أرواحها ولا كلفة الخسائر المادية لها... لم يكلف نفسه بوضعها حتى ضمن المعادلة. إنه تصريح يفتقد الحس الإنساني بجدارة، ويصور حرباً راح فيها عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من البشر لهم أسر تبكيهم «بالصفقة»، كما سماها، فأميركا تدفع مالاً، وروسيا تخسر جيشاً. أما أوكرانيا وشعبها فليسوا سوى وكلاء وحطب وقود لا يهم حتى لو قضي على جيشها بأكمله وتدمرت وخسرت جزءاً من أراضيها. المهم في الأمر هو احتساب خسائر الروس، ليس هناك أوضح من هذا الاعتراف الصريح للاستراتيجية الأنجلوسكسونية بشكل عام والأميركية بشكل خاص بقواعد الاشتباك.

فالخسائر الأوكرانية البشرية لا تُحصى، ولا يعرف السيناتور عددها، إنما حين يضعون هدفاً يخص مصالحهم، فالأرواح البشرية التي تسقط أثناء أداء المهمة أياً كان عددها ما هم سوى خسائر مشروعة هامشية جانبية أثناء الاشتباك، بل إنه يفاخر بأنهم لم يخسروا جندياً أميركياً واحداً. المهم تحقيق الهدف... يا لها من صفقة!!

نأتي للتلميح ورسم صورة ملائكية عن قواعد الاشتباك التي يروج لها فيلم بريطاني اسمه «عيون في السماء».

الفيلم كله يدور حول إرهابي (مسلم طبعاً) مستهدَف من القوات البريطانية في جنوب أفريقيا، ويُلاحق منذ ست سنوات، وحين عثروا عليه وقرروا استهدافه بصاروخ يُطلق عن بُعد عن طريق الطائرات المسيرة، يكتشفون أن فتاة أفريقية مسلمة صغيرة تبيع الخبز موجودة بجانب المنزل الذي ينوون تفجيره، والذي بداخله هذا الإرهابي!!

يدور الفيلم حول استراتيجيتهم (الإنسانية المرهفة) التي بسببها كادت تُلغى العملية، لمجرد أن تلك الفتاة الصغيرة معرَّضة للخطر، ومحاولتهم المستميتة، وبكائهم وتأثرهم لإبعادها عن موقع الهدف؛ بإرسال عميل لهم ليشتري كل الخبز، من أجل أن تترك الفتاة الموقع ليتمكنوا من إطلاق الصاروخ.

الحبكة الدرامية رائعة وتحبس الأنفاس، والإخراج لجافين هوود، والموسيقى والتصوير، وطبعاً التمثيل لهيلين ميرن أكثر من رائع، إنما الرسالة كانت أن الأرواح البشرية، وإن كانت فتاة واحدة سمراء، لها قيمة وتعني لهم الكثير، حتى لو كان الثمن خسارتهم لصيد ثمين صرفوا كثيراً من أجل العثور عليه.

إعادة قراءة تصريح السيناتور الأميركي تذكر أن مئات الآلاف من الأرواح البشرية لا تدخل في الحسبة ولا تُعد من الخسائر، كما روج فيلم «Eye in the Sky».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib