التململ الألماني والضغط الأميركي
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

التململ الألماني والضغط الأميركي

المغرب اليوم -

التململ الألماني والضغط الأميركي

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

أولاف شولتس، المستشار الألماني، انتقد الأسعار التي وضعتها أميركا لأوروبا، وتبلغ أربعة أضعاف الأسعار الروسية للكمية ذاتها... الفرق أن شولتس لم يقل إن هذا عمل عدائي كما قال بايدن عن قرار «أوبك بلس» بخفض الإنتاج مما سيرفع سعر برميل النفط!!
الأغرب أن حاجة أوروبا، ومنها ألمانيا، للغاز الأميركي أصبحت ضرورة بحتة لا بديل عنها بعد فرض العقوبات على روسيا بأمر أميركي وبعد تفجير خط الغاز والأصابع تشير إلى أميركا، حسبما ذكرت موسكو.
ألمانيا تنتقد ضعف هذا التحالف الأوروبي، وتحث المفوضية الأوروبية على البحث عن أسعار أقل خاصة من الولايات المتحدة، مطالبة إياها برد الجميل، حيث صرح الوزير الألماني لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» الألمانية بالقول إن «بعض البلدان - بما في ذلك بلدان صديقة - تسعى (لبيع الغاز) بأسعار باهظة وخيالية.. هذا من شأنه أن يجلب بالطبع مشكلات يتعين التحدث بشأنها»، مضيفاً أنه يعوّل على المفوضية الأوروبية للتحدث عن هذا الأمر مع تلك الدول.
وتابع: «لقد لجأت الولايات المتحدة إلينا عندما ارتفعت أسعار النفط، وتم نتيجة لذلك استغلال احتياطيات النفط الوطنية في أوروبا. أعتقد أن هذا التضامن سيكون جيداً أيضاً لكبح أسعار الغاز».
أما أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة فقد ذهبت أبعد من الانتقاد الخجول الذي وجهه شولتس ووزير الاقتصاد، فقالت: «إنه على الرغم من إدانتها لروسيا لاجتياحها أوكرانيا فإن الواقع يؤكد أنه لا سلام ولا استقرار لأوروبا من دون روسيا!».
هذه الحقيقة تعرفها أوروبا تماماً، ولكنها بين سندان هذه الحقيقة ومطرقة الانصياع للتهديد الأميركي كقائدة لحلف «الناتو».
الأغرب من هذا كله أن القصة كلها بدأت أصلاً بتحريض أميركا لأوكرانيا لتقديم طلب الانضمام لحلف «الناتو»، وهي تعلم أن روسيا لن تسكت، ورغم أن ميركل أكدت حينها أن أوكرانيا غير مؤهلة للانضمام للحلف (ربما كانت تشعر بالأهداف الأميركية غير المعلنة) فإن أحداً لم يصغ إليها، وأصرت أوكرانيا وشجّعتها إدارة الرئيس بايدن.
وعليه، تحركت روسيا لحماية أمنها بعد أن حذرت أكثر من مرة أن ذلك الطلب مخالف للاتفاقيات، ولكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أصر على طلبه، وحين «وقعت الفاس في الراس» وتورطت أوكرانيا، وخسرت أراضي وأرواحاً وأموالاً وتدمرت أوكرانيا، وزجّ بالشعب في أتون الحرب، واستقطعت روسيا أربعة أقاليم، تقدم زيلينسكي (جدياً) هذه المرة بطلب الانضمام ووقع الأوراق في الشارع لا في المكتب؛ ظاناً أن «الناتو» سيأخذه بالأحضان، فبماذا ردت أميركا عليه؟ قالت إن «الوقت ليس مناسباً»!! نعم؟ ألم تكن أميركا هي من يشجعه على الانضمام؟ لماذا الوقت غير مناسب الآن؟!
لأن زيلينسكي بالتأكيد لن يُقبل طلبه الآن؛ إذ لو قُبِل الطلب فإن على حلف «الناتو» الدخول فوراً في حرب مباشرة مع روسيا بزعم الدفاع عن أحد أعضائه الذي يمر بحالة حرب، و«الناتو» غير مستعد ولا يريد الدخول في حرب مباشرة مع روسيا لا قبل ولا بعد. ما الحل إذاً؟ إنما هو الاقتصاد... بيع الغاز وبيع السلاح والارتهان لأميركا؛ لذا على الرئيس الأوكراني أن يظل في حربه مع روسيا ويستنزفها قدر المستطاع، حتى التفاوض لم يكن مقبولاً في الأول وليس أوانه الآن ولن يكون. إنه سيحاربها وحده بسلاح الغرب ومساعدته ودعمه، ومن سيموت هم الأوكرانيون، فأميركا لا تحتمل موت أي أميركي فهي على أبواب انتخابات! الكونغرس النصفية.
هل أوكرانيا هي المكلفة باستنزاف روسيا فقط؟ لا إنما أوروبا كلها يبدو أنها مطالبة بمقاطعة روسيا والامتناع عن استيراد الغاز منها، على أساس إضعافها وإنهاكها اقتصادياً وعسكرياً، والبديل هو الغاز المسال الأميركي، والنتيجة كانت أوروبا تستورد الكمية التي تحتاجها من روسيا سنوياً بما يقارب 30 مليار دولار، والآن عليها أن تدفع لأميركا 100 مليار دولار لذات الكمية!!
أوروبا مطالبة بتزويد أوكرانيا بالسلاح حتى كاد المخزون ينفد في بعض الدول الأوروبية.
أوروبا مطالبة بأن تتحمل شعوبها تكلفة مقاطعة روسيا وتكلفة الحرب ضد روسيا، فتزيد أسعار الطاقة عندها، ويتأثر اقتصادها، وتزداد البطالة في النهاية. يعرف الأوروبيون أن هذه ضريبة التحالفات التي يصر عليها اليسار الغربي... أن تضطر أحياناً أن تؤجل مصالحك من أجل مصالح (التحالف)، ولا أمل لأوروبا إلا بفوز يمين متشدد يضع مصلحة كل دولة أوروبية قبل مصلحة أي تحالف.
الخلاصة أن من يُستنزف الآن ليس روسيا فحسب، بل هي أوروبا برمتها، والمستفيد الوحيد هو الولايات المتحدة رغم أنها تقود التحالف المضاد لروسيا، لكنها الأقل نصيباً في دفع التكاليف. أليست هذه مفارقة؟ إنها تنهك روسيا وتجعل أوروبا أكثر اعتماداً عليها.. إنها تضرب عصفورين بحجر واحد!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التململ الألماني والضغط الأميركي التململ الألماني والضغط الأميركي



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib