إسرائيل الثالثة
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

إسرائيل الثالثة

المغرب اليوم -

إسرائيل الثالثة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

إسرائيل اليوم في عقدها الثامن من العمر. تطورت عبر مراحل ثلاث في عالم تغيرت فيه موازين القوة والتحالفات. العرب أيضاً لحقهم التغيير من الاحتلال إلى الاستقلال. تعالت شعارات الوحدة، وتحرير فلسطين، ورفض وجود دولة إسرائيل. لكن صراع العرب فيما بينهم، بقي على حاله كما كان بين قبائلهم منذ قرون.
كان قيام دولة إسرائيل من أكبر الأحداث في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين.
نبثت إسرائيل في حقل تربته التاريخ، وسماده الدين، وبذوره عقول جاءت من شرق أوروبا. اليد التي زرعت البذور فوق التراب بالقوة والسياسة، كان أبرزها ديفيد بن غوريون، صهيوني متطرف قاتل في الحربين العالميتين، وانجذب إلى الفكر الاشتراكي. ديفيد بن غوريون، هو من أعلن قيام دولة إسرائيل وترأس أول حكومة في الكيان اليهودي الجديد.
رحل بن غوريون، لكن فكره ورؤيته للقادم ووصاياه السياسية الاستراتيجية، ما زالت لها قوة الفعل لكل الساسة الإسرائيليين. دخل في تحالف مع فرنسا وبريطانيا في الحرب الثلاثية على مصر بعد تأميم قناة السويس، وأخذ ثمن ذلك وهو القنبلة الذرية، التي أعطته فرنسا سرها التقني.
كانت إسرائيل الأولى التي قادها بن غوريون، مزيجاً من القومية والدين اليهوديين، وكان الهاجس الأول والمؤثر هو القومية اليهودية العلمانية، وإن لم يغب النفس الديني التاريخي.
أقوال بن غوريون ووصاياه، ما زالت تتعالى في خطب القادة الإسرائيليين بمختلف توجهاتهم، ولا تغيب في الملاكمة السياسية داخل الكنيست وخارجه.
قال في خطاب ما سُمي بـ«إعلان الاستقلال»: «لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل».
وقال في خطابه بالمؤتمر الصهيوني: «لو كنت زعيماً عربياً، فلن أوقع اتفاقاً مع إسرائيل. لقد أخذنا أرضهم، التي وعدنا الله بها، لكن إلهنا غير إلههم». وأوصى بإدارة الصراع مع العرب، دون التوجه إلى حل شامل.
كانت تلك مرحلة إسرائيل الأولى التأسيسية، التي قادها ديفيد بن غوريون، وانتصر فيها على الجيوش العربية، وانتهت بالهدنة الموقعة في جزيرة رودس اليونانية، وألحقت الضفة الغربية إدارياً بالأردن، وقطاع غزة بمصر.
قبل أن يترك ديفيد بن غوريون قيادة حزب العمال الموحد (المابام) قرَّب إليه عناصر شابة، في مقدمتهم موشي دايان وشمعون بيريز وإسحق رابين وغولدا مائير وشارون. وهم الذين سيقودون إسرائيل الثانية.
بعد العدوان الثلاثي على مصر، وانسحاب القوات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية من الأراضي المصرية، بضغط أميركي وروسي، تغيرت السياسة الخارجية الإسرائيلية، ووطدت علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وفعّلت الوجود اليهودي في أميركا.
ساد في المنطقة هدوء عسكري وسياسي، ولم تشهد تصعيداً عسكرياً يذكر بين دولها. اتجهت إسرائيل الثانية، إلى التصنيع الواسع مدنياً وعسكرياً، والتعليم الحديث، وتقنية الزراعة.
بدأ يبرز التيار السياسي الديني، وانتعش حزب «حيروت» بقيادة مناحم بيغن. كانت خمسينات وستينات القرن الماضي، سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي. اصطفت مصر إلى جانب الشرق، في حين رفعت إسرائيل درجة علاقاتها مع الغرب.
القضية الفلسطينية، لم يكن لها حضور سياسي على موائد التعامل الدولي، إلا من الجانب الإنساني لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
شرعت إسرائيل في إعادة إنتاج نفسها. القادمون الجدد الذين في الكيبوتزات، تحولوا إلى قوة منتجة في مختلف المجالات، وصار لهم حضور فاعل في الأحزاب السياسية. ترتب على ذلك تراجع هيمنة اليسار الاشتراكي اللاديني، واتساع التيارات السياسية الدينية.
في تلك الفترة عاش العالم العربي، حقبة التنابز السياسي الدعائي، كل طرف يكيل الصفات الشعاراتية للطرف الآخر. هذا الراديو يصف خصمه بالرجعي، والآخر بالتابع للسوفيات. وتوالت الانقلابات العسكرية في بعض الدول العربية. وتبنت الاشتراكية الارتجالية، واتسع العنف، وهاجرت العقول، وانحدر التعليم، وتآكل الاقتصاد.
غاص من سموا أنفسهم بالقوميين التقدميين، في بحور الأناشيد للأحلام والزعماء، والهتافات المقفاة لتحرير كامل فلسطين من العصابات الصهيونية، التي هي خنجر إمبريالي في الجسد العربي بلغة الإعلام الإيقاعي. لم تمأسس الدولة العربية، وتتخلق الهويات الاقتصادية للدول، وتضبط الاستراتيجيات الداخلية والخارجية.
في يونيو سنة 1967، حدد راديو «صوت العرب» من القاهرة، موعد غداء الجيوش العربية في تل أبيب، وصرخ المذيع الكبير أحمد سعيد في اليوم الثالث للحرب: «لقد سقط جبل المكبر يا أبناء اليهودية». في تلك الساعات كان الجيش الإسرائيلي على ضفة قناة السويس.
عندما قامت مصر بحشد قوتها في سيناء، عمَّ الخوف الإسرائيليين، واعتقد بعضهم بأن الجيوش العربية ستجتاح كل الأراضي الإسرائيلية في ساعات.
بعد النصر غير المتوقع للجيش الإسرائيلي على ثلاثة جيوش عربية، واحتلال كامل فلسطين التاريخية وسيناء والجولان، سادت في إسرائيل قناعة، أن الله هو من حقق ذلك النصر الأسطوري الكبير، وليس الجيش الإسرائيلي بمفرده.
انفتح الباب السياسي للأحزاب الدينية، وأصبح التطرف الصهيوني الديني، ورقة مضافة إلى صناديق الاقتراع.
حزب «العمل» الإسرائيلي الذي حكم الدولة منذ قيامها، بدأ يتراجع، وبرزت الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية.
حزب «الليكود» تشكل سنة 1973 بين تكتلات يمينية صهيونية وحزب «حيروت»، الذي أسسه مناحم بيغن، وطرح آيديولوجية متشددة ترتكز على تكريس دولة إسرائيل الكبرى، ورفض قيام دولة فلسطينية. هيمن المستوطنون على مفاصل الحزب. شكل حكومتي تحالف بقيادة إسحق شامير، وفي سنة 2009 شكل حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو.
عاشت إسرائيل على مدى سنوات وجودها، تفاعلات سياسية تتحرك بقوة. غابت قوى سياسية وبرزت أخرى. لكن بقي الحبل الآيديولوجي الديني الصهيوني يربط كل تلك القوى رغم الخلافات السياسية الشديدة. التزمت كل قوى الطيف السياسي بوصايا ديفيد بن غوريون، وأفكار جيبوتنسكي الصهيوني العنيف العنصري. واصلت تقدمها العلمي والصناعي المدني والعسكري، وحققت اختراقات كبيرة في الجدار العربي والفلسطيني بعد اتفاقات أوسلو.
الآن لم يعد بين الأنظمة العربية، وحتى في المزاج الشعبي العربي، من يقول بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ويرفض وجود إسرائيل.
إسرائيل الثالثة هي التكوين الذي حقق سطوته الإقليمية ودوره الدولي، وأعلن هويته اليمينية الصهيونية، ورفضه للهوية الفلسطينية، وتكريس منهج الأبارتهايد العنصري.
هل تحقق إسرائيل الرابعة، وصية ديفيد بن غوريون: «لا إسرائيل دون القدس، ولا قدس دون الهيكل»؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل الثالثة إسرائيل الثالثة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:42 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق المجوهرات الملونة مع الملابس العصرية

GMT 02:07 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

ليفاندوفسكي يكشف سر تألق غافي أمام ريال مدريد

GMT 23:43 2023 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة موسكو يصعد إلى أعلى مستوى في نحو 5 أسابيع

GMT 06:20 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

«تسلا» تفقد 700 مليار دولار من قيمتها السوقية

GMT 00:58 2022 السبت ,05 آذار/ مارس

ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib