فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو

المغرب اليوم -

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

في عام 1995، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كتاباً بعنوان «مكان تحت الشمس». في ذلك الكتاب، وضع نتنياهو رؤيته الأيديولوجية الشاملة حول القضية الفلسطينية. الكتاب جاء بعد سنتين من توقيع اتفاق أوسلو، بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل. النقطة المحورية التي مثلت المرتكز الأساس في رؤيته لمجمل القضية، هي أن لا وجود لشيء اسمه فلسطين، أو شعب فلسطيني. يكرر جملتي العرب الذين يقيمون بأرض إسرائيل، أو أرض اليهود. كل الأرض التي تقع بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، في كتابه هي ملك لليهود وحدهم. ولا يوفر شرق الأردن أيضاً في بعض صفحاته ليمنحه أيضاً للشعب اليهودي.

في حكومته الحالية التي تمثل تطرف التطرف التاريخي في إسرائيل، يشارك وزراء لا يؤمنون بأي مشروع للسلام مع الفلسطينيين. لا بدولة فلسطينية، ولا بدولة ديمقراطية واحدة، تضم اليهود والفلسطينيين. ساد الرأي بأن بنيامين نتنياهو، قبل بالتحالف مع المتطرفين بدافع الهروب من الملاحقة القانونية، التي تهدده بالدخول إلى السجن، كما حدث لسابقه أولمرت. الحقيقة غير ذلك تماماً. إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وسموتريتش وزير المالية في حكومة نتنياهو، اللذان يمثلان أقصى التطرف والعنصرية في حكومته، ليسا سوى تلميذين في مدرسة نتنياهو، يعتقدان في ما كتبه في المانيفيستو الصهيوني الشامل، بعنوان «مكان تحت الشمس».

تحدث نتنياهو في كتابه عن حق اليهود التاريخي في كل هذه الأرض، وأن قيام دولة إسرائيل لم يكن السبب في الصراع المسلح في منطقة الشرق الأوسط، وأن العنف لم ينقطع قَطّ في هذه المنطقة قبل قيام دولة إسرائيل وبعدها، فالصراع بين العرب لم يتوقف قَطّ، وحاربوا بعضهم على مر التاريخ، ويذكر حالات معينة، ويصفها بمحطات الصراع العربي - العربي. ويكتب نتنياهو في منشوره الطويل، أن منظمة التحرير الفلسطينية صنعها جمال عبد الناصر لمحاربة إسرائيل، وقامت بخطف الطائرات ومارست الإرهاب، وأن الجيوش العربية هي التي طلبت من اللاجئين مغادرة أراضيهم في حرب عام 1948. ولا يطرح أي مشروع للسلام مع الفلسطينيين، ويرفض قيام دولة فلسطينية، ويؤكد شرعية المستوطنات التي يقيمها اليهود على أرض هي لهم، ولا مكان فيها للفلسطينيين الذين يسميهم العرب الذين يعيشون على أرض اليهود، ولا مكان لهم سوى الأردن. وذلك هو الحل العملي والنهائي في رأيه ولا حل سواه. السلام مع الدول العربية مستحيل؛ لأنها دول غير ديمقراطية، والسلام يكون بين الديمقراطيين فقط كما يقول، وعلى إسرائيل أن تمتلك قوة عسكرية ضاربة تردع الدول العربية، بل تخيفها، وأن الضفة الغربية هي حائط الصد الأمني لإسرائيل، ولا بد من أن تحافظ عليها إلى الأبد.

ماذا يضيف المتطرفون الإسرائيليون اليوم إلى ما عبّر عنه نتنياهو بكل صراحة ووضوح في كتابه «مكان تحت الشمس»؟ هو لا يعرف ولا يعترف بشيء اسمه فلسطين، والعرب الذين يقيمون على أرض اليهود عليهم أن يرحلوا إلى بلدان إخوتهم العرب الواسعة؛ أي مشروع الترحيل (transfer) الشامل والكامل. ماذا يضيف كل من إيتمار بن غفير أو سموتريتش لما جاء في «مكان تحت الشمس»؟ لا شيء، هما فقط يطبقان ما ورد فيه عملياً. بن غفير يطالب بتنفيذ الإعدام في المقاومين الفلسطينيين، والتوسع في منح تراخيص السلاح للمستوطنين الإسرائيليين، وحرية اليهود في اقتحام المسجد الأقصى، كل ذلك ليس سوى التطبيق العملي لمقاصد المانيفيستو النتنياهوي الشامل.

ماذا عن اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية؟ نتنياهو يرفضه كلياً، ويصف كلاً من إسحق رابين وشيمعون بيريز بالخونة، لقبولهما بذلك الاتفاق. اتفاق أوسلو بكل مواده، لم يقدم إلى الفلسطينيين شيئاً جوهرياً لحل قضيتهم، وإقامة كيان حقيقي لهم، فوق أرضهم التي تحتلها كلها إسرائيل. حتى قطاع غزة الذي لا توجد فوق أرضه قوات عسكرية إسرائيلية، أو مستوطنات، هو في الواقع، ومن منظور عملي يعتبر محتلاً.

اتفاق أوسلو وُلد ميتاً، بالنسبة إلى الفلسطينيين، وقدم لإسرائيل فراشاً وغطاءً سياسياً لخدمة استراتيجيتها الاستيطانية الشاملة في الضفة الغربية التي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية يهودا والسامرة، وهي الأرض التاريخية للدولة اليهودية.

اتفاق أوسلو لم يتضمن كلمات: إنهاء الاحتلال، ولا دولة فلسطينية. ياسر عرفات آمن بنظرية خذ وفاوض، كي تحصل على أكثر، لكن حكومات إسرائيل اعتمدت قاعدة فاوض واقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، حتى يفرض الواقع ما تهدف إليه إسرائيل.

اتفاق أوسلو، كان تعبيراً عن أمل سائل، تحول إلى غبار ذرته رياح القوة والتطرف اليهودي الذي يرتفع من دون توقف. في حين اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بسيادة إسرائيل على 78 في المائة من أرض فلسطين التاريخية، ولم تعترف إسرائيل إلا بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، مقابل التزام المنظمة بوقف العنف والمقاومة ضد إسرائيل، ويُعطى الفلسطينيون حكماً ذاتياً في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل تدريجياً. اتفاق أوسلو نصّ على أن تكون مرحلة انتقالية تنتهي خلال خمس سنوات، تقام خلالها سلطة فلسطينية تشرف على الأمن والخدمات المدنية في التجمعات التي تنسحب من أرضها القوات الإسرائيلية، على أن يعمل الطرفان خلالها على الاتفاق على قضايا الوضع النهائي للقدس واللاجئين والمستوطنات والمياه والحدود والأمن. قُسمت الضفة الغربية إلى مناطق ثلاث: «أ، ب، ج». لكل منطقة ترتيبات معينة تتقاسم فيها الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية الاختصاصات والسلطات. المنطقة «ج» التي تشكل 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية، تخضع للسيطرة الإسرائيلية بشكل كامل. أقيمت فيها الآن مئات المستوطنات، وتقوم إسرائيل بهدم البيوت وترحيل المواطنين الفلسطينيين، وتهدف إسرائيل إلى ضم الأغوار وتقول إنها منطقة مهمة لأمنها، وذلك يعني ردم الحلم الفلسطيني بإقامة دولة.

بنيامين نتنياهو، لا يعرف فلسطين ولا يعترف بوجود شعب فلسطيني، ويسميهم العرب الذين يعيشون على الأرض اليهودية، ويعتبر اتفاق أوسلو خيانة، وتعمل حكومته على ابتلاع الأرض الفلسطينية بالتوسع في إقامة المستوطنات، والعمل على جلب المزيد من اليهود من جميع أنحاء العالم إلى إسرائيل، ويعمل على إقناع الولايات المتحدة الأميركية وكندا لتسهيل هجرة الفلسطينيين إليهما. ذلك هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية كما يراه نتنياهو، أما فلسطين فهو لا يعرفها أبداً ولا يعترف بوجودها.

الشيء الذي يتجاهله نتنياهو، ومَن معه من المتطرفين، هو الجيل الفلسطيني الذي وُلد تحت الاحتلال، ويندفع من دون تردد إلى المقاومة المسلحة، ويتسابق إلى الشهادة، ما جعل إسرائيل تعيش في خضم حرب استنزاف طويلة، تؤكد وجود الشعب الفلسطيني المقاوم فوق أرضه، وتجعل العالم يعيش يومياً في حلبة هذه القضية الساخنة. الفلسطينيون يفرضون وجودهم يومياً فوق الأرض وتحت الشمس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib