أفريقيا في شقوق الانكسارات
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

أفريقيا في شقوق الانكسارات

المغرب اليوم -

أفريقيا في شقوق الانكسارات

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

بعد سنوات طويلة ارتفعت فيها شعارات الديمقراطية والسلام الاجتماعي والأمل في انبلاج فجر التنمية. منظمة الوحدة الأفريقية التي بناها قادة الاستقلال وعبّأت جهودها من أجل دعم نضال البلدان التي ما زالت ترزح تحت الاستعمار والميز العنصري، إلى تحويل المنظمة إلى كيان الاتحاد الأفريقي، بعد كل ذلك عادت براكين الانقلابات العسكرية تهز دولاً أفريقية على امتداد القارة. الحروب الأهلية لم تغب طويلاً وصبَّ عليها الإرهاب وقوداً تضخه آيديولوجيات تجدد شحناتها العنيفة الدامية.

ظواهر عنف غير مسبوقة، أبرزها خطف الأطفال الذي صار سلوكاً لم يعد يهز عقل المتابعين لما يجري في جمهورية نيجيريا، وهي أكبر البلدان الأفريقية من حيث عدد السكان، ولها قدرات مالية هائلة من موارد النفط والخامات والقوة العاملة وموقعها الجغرافي في غرب القارة. تمتلك نيجيريا أحد أقوى الجيوش في القارة ولعب دوراً حيوياً في قوات حفظ السلام الأممية، ورغم تعدد الأعراق والديانات واللغات ومحاولات الانفصال، فإن الدولة الأكبر في القارة حافظت على قدر من الوحدة في ظل نظام اتحادي. «بوكو حرام» الحركة الإسلامية المتطرفة تحولت إلى قوة في الشمال الغربي وأرهقت المنظومة العسكرية والأمنية، وعبرت حدود البلاد واجتاحت عناصرها العديد من بلدان غرب القارة، ونجحت في تأسيس أكثر من تحالف مع الحركات المتشددة في تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي. ما وصلت إليه نيجيريا من تشققات وانكسارات يؤشر إلى حجم الهشاشة الذي وصلت إليه دول القارة. كان الرئيس السابق أوباسانغو يتباهى بقوله، إن كل ثلاثة من السود في العالم منهم واحد نيجيري، وقد تدخل أوباسانغو في بعض الدول بقوته العسكرية والسياسية أحياناً لإعادة النظام ودعم السلام في دولة ساوتومي وبرنسيب، وأرغم المنقلبين العسكريين على مغادرة السلطة وعودة الرئيس وحكومته. تدخل أوباسانغو أيضاً في غامبيا عندما تراجع الرئيس السابق يحيى جامع عن قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية وقرر البقاء على رأس الدولة؛ فهدده الرئيس أوباسانغو بالتدخل العسكري وأرغمه على مغادرة البلاد. قرار تسليم رئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور إلى محكمة الجنايات الدولية، ما كان أي زعيم أفريقي آخر قادراً على فعل ذلك.
عندما تصبح دولة بهذا الحجم، تحت رحمة آلاف من الصبية المتطرفين المسلحين يسمون أنفسهم - «بوكو حرام» - أي الكتاب حرام، ويرفضون كل مناهج التعليم الحديثة، ويصرّون على تدريس العلوم الدينية فقط، ويخطفون الأطفال ذكوراً وإناثاً ويتزوجون بالقاصرات ويجنّدون الأطفال الصغار، وتعجز الحكومة عن هزيمة «بوكو حرام»، فذلك يشير إلى المدى الذي وصلته هذه الدولة الأكبر في القارة. أكثر من زعيم أفريقي قال، إن للقارة خمس ركائز، وهي: نيجيريا، وجنوب أفريقيا، ومصر، والجزائر وإثيوبيا، وتسندها دول أخرى تأتي بعدها في الفاعلية والكثافة السكانية. إثيوبيا الدولة الكبيرة ومقر الاتحاد الأفريقي، تهزها حروب داخلية وتوترات خارجية. الحرب بين الحكومة المركزية وإقليم تيغراي وامتداداتها في أقاليم أخرى تهدد كيان وتماسك الدولة الاتحادية واتساع نطاق الحرب الأهلية. النزوح والهجرة والجوع والمرض حروب ساخنة ضحاياها المواطن البريء الذي لم يرفع سلاحاً في وجه أحد، والجثث التي تسبح يومياً فوق مياه نهر النيل. التوتر الذي لا يهدأ مع السودان ومصر مشحون بقادم مجهول. أنهار الأمل الكبير الذي تنفسته إثيوبيا وأفريقيا بأن تكون هذه الدولة نموذجاً أفريقياً في نهضة اقتصادية نوعية. الركيزة الكبيرة الأخرى في القارة كما يقولون هي، دولة جنوب أفريقيا التي تعيش اضطرابات قبلية وسياسية ومالية. بعد صدور الحكم على الرئيس السابق جاكوب زوما بتهم مختلفة، هاج أبناء قبيلته وقاموا بمظاهرات واسعة، كشفت عن الخلل في قوة القانون أمام العصبية القبلية، ولا تزال البلاد الكبيرة تعاني من آفة الجريمة وتدفق القادمين من دول الجوار؛ مما تسبب في مرات كثيرة في صدامات عنيفة بين المهاجرين والمواطنين. لو توسعنا في قراءة الأوضاع الراهنة على اتساع القارة الأفريقية، لهالنا حجم الاضطرابات والانكسارات. الانقلابات العسكرية والتي كانت الوباء السياسي الأول الذي غزا عدداً من دول القارة بعد الاستقلال في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن المنصرم، لم تغادر جسد الكيان الأفريقي. غينيا كوناكري كانت مصدر الصرخة الأخيرة للبيان العسكري الأول الذي أعلنت فيه ثلة مسلحة الاستيلاء على السلطة واعتقال الرئيس وأركان حكومته. جمهورية مالي، حيث يستفحل أكثر من تنظيم إرهابي متطرف له امتدادات عابرة للحدود، عاشت منذ أشهر الحالة الانقلابية وتعايشت في الوقت ذاته مع عواصف الدماء التي تجتاح دول غرب أفريقيا وأختها في مجموعة الاكواس تشاد، شهدت ملحمة مأساوية بين قوسين، القوس الأول مقتل الرئيس إدريس دبي في معركة عسكرية مع المعارضة، والقوس الآخر تنصيب مجلس عسكري على رأسه ابنه اللواء محمد. في حديث صحافي للرئيس التشادي الأسبق كوكوني وداي، قال، الحرب مستوطنة في تشاد، والمصالحة يبدو أنها بعيدة المنال. السودان وقد انسلخ جنوبه عن شماله منذ سنوات، ولا يزال السودانان يسبحان في سيول الأزمات القبلية والمالية والعسكرية وتزداد أبواب الخروج منهما بعداً. في كينيا وهي من الدول التي تشارك في ترتيب الصف الثاني في دول أفريقيا الفاعلة، تترافق صناديق الاقتراع مع صناديق القتلى في كل انتخابات رئاسية.

بورندي وأفريقيا الوسطى، استوطنتهما الحرب الأهلية والصراع القبلي والديني يبدع دخان الكراهية والعنف الذي يرتفع ويتسع. أكثر من قوة دولية تمد أذرعها العسكرية والمالية، وحتى الثقافية واللغوية لتوطين هيمنتها على الكثير من البلدان الأفريقية التي لا تتوقف انكساراتها وشقوقها الاجتماعية والسياسية والأمنية، بما يفتح كل الأبواب للقوى التي تتدفق نحو القارة الأفريقية بسرعة متزايدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريقيا في شقوق الانكسارات أفريقيا في شقوق الانكسارات



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib