أفريقيا في متاهة العنف المنسي
حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب
أخر الأخبار

أفريقيا في متاهة العنف المنسي

المغرب اليوم -

أفريقيا في متاهة العنف المنسي

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

المئات يلقون حتفهم كل يوم تقريباً في مناطق مختلفة من القارة الأفريقية. أكثر من مائة وعشرين شخصاً لقوا حتفهم في بوركينا فاسو في الأيام القليلة الماضية جراء هجوم إرهابي على قرى مختلفة. مواطنون عزل فقراء لا علاقة لهم بالصراع السياسي، أو التناحر الآيديولوجي، والحكومة أعلنت من طرفها أنها قتلت أكثر من أربعين إرهابياً. شهدت البلاد انقلاباً عسكرياً، العام الماضي، أسقط الرئيس المنتخب بحجة عجزه عن التصدي للجماعات الإرهابية التي تروع الناس. في مالي تتسع رقعة نشاط المجموعات الإرهابية، خصوصاً في الشمال، ولا ينخفض تدفق الدم، والموتى في مختلف أنحاد البلاد. فرنسا سحبت قواتها، وأوقفت عملية «برخان» التي كانت تقود المواجهة مع الإرهابيين في مالي. الحكومة المالية جمّدت علاقاتها مع فرنسا، وانعكس ذلك تغولاً من طرف الإرهابيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد، والحكومة لا وجود فعلياً لها خارج العاصمة. انسحاب دولة مالي من مجموعة غرب أفريقيا، شكل ضربة للجسم السياسي والأمني والمالي الهش في ذلك التجمع الصحراوي المضطرب. ترتبت على تلك الخطوة تطورات استغلتها المجموعات المسلحة الإرهابية التي تتحرك بقوة بين دول المجموعة. في نيجيريا لقي أكثر من أربعين شخصاً مصرعهم وهم يصلون في كنيسة، عندما هاجمتهم مجموعة مسلحة متطرفة، تمكنت من الفرار. جماعة بوكو حرام الإرهابية، أسست مملكة الدم المتحركة. تختطف البنات الصغيرات، وتغلق المدارس رفضاً للمناهج التعليمية الحديثة، بل تحرمها. في دارفور غرب السودان، قُتل أكثر من مائة وعشرين مواطناً في مواجهات قبلية بين مزارعين أفارقة ورعاة عرب، وتدفق النازحون واللاجئون إلى داخل البلاد وخارجها. الرعاة يصرون على إطلاق مواشيهم لترعى في كل مكان به زرع وكلاء وماء، وإن كان ذلك يسبب دماراً هائلاً لمحاصيل الفلاحين. في كل المواجهات القبلية، لا تغيب النيران التي تحرق البيوت المقامة من القش والقماش. في العاصمة الخرطوم، لا يتوقف القتل، إلا لكي يبدأ. مظاهرات تطوف الشوارع مطالبة بمغادرة العسكريين، وعودة الحكم المدني، لكن لا صوت يعلو على صوت الرصاص في شوارع العاصمة المثلثة.
في موزمبيق، انتشرت بقع المجموعات الإرهابية المسلحة، والحكومة التي تعاني وهناً مزمناً، لا قدرة لها على مواجهة هذه المجموعات، وكثيراً ما تلجأ إلى سياسة المهادنة والمساومة معها. دولتا تشاد والنيجر، وهما من أكثر الدول فقراً في العالم، يهزهما هاجس الخوف من المجموعات الإرهابية، والتناحر القبلي الذي يزداد توسعاً كل يوم. شرق القارة لا يتوقف فيه الصراع، خصوصاً في إثيوبيا. القتال بين الحكومة الاتحادية ومقاتلي التيغراي، رغم أنه يهدأ من حين إلى آخر، فإنه لا يلوح حل حقيقي مستدام للأزمة بين الطرفين. غضب الطبيعة لم يرحم الناس والزرع والضرع. الجفاف القاتل نشر الجوع والموت. ماتت المواشي بسبب جفاف المراعي بعدما انقطع المطر، في إثيوبيا والصومال وجيبوتي. وسط أفريقيا، أيضاً يهزه صراع مسلح. مواجهة عنيفة بين ميليشيات رواندية وقوات نظامية من الكونغو الديمقراطية في الأسبوع الماضي، وسقوط قتلى وغلق الحدود بين البلدين. السنغال التي كانت يُضرب بها المثل في الاستقرار السياسي والتداول السلمي على السلطة والتنمية، وهي من الدول الأفريقية القليلة، التي لم تضربها موجة الانقلابات العسكرية، شهدت في الأسبوع الماضي مواجهة عنيفة بين قوى المعارضة والجيش. شمال القارة الأفريقية، يشارك إخوته في الأقاليم الأفريقية الأخرى معاناتهم، وإن كان لكل هزاته.
أنظار العالم الآن كلها مشدودة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة الغذائية التي سببتها تلك الحرب، تنشر الجوع في القارة التي يغادرها شبابها منذ عقود هروباً من طامة الجوع والبطالة والعنف. كل ذلك سيزيد من اتساع متاهة العنف وزيادة المعاناة. ذهب بعض المهتمين بالشؤون الأفريقية، إلى توقع نشوب نزاعات في بلدان أفريقية بسبب النقص الكبير في المواد الغذائية، ما قد يدفع إلى فوضى وعنف مسلح.
ما يزيد الطين الأفريقي بلة بل بلات، التدخل الخارجي الكبير في معركة دولية على مقدرات القارة. روسيا عبر قوات «فاغنر»، صار لها وجود كبير في دول الساحل والصحراء. في مالي تعتمد عليها الحكومة بشكل علني وتتحالف معها، ونفس الوضع في جمهورية بوركينا فاسو، التي تهزها الانقلابات العسكرية. أما جمهورية أفريقيا الوسطى، فقد صارت بالكامل تحت حكم مجموعة «فاغنر». الصراع بين القوى الكبرى على القارة الغنية، له أكثر من وجه وإيقاع وأسلوب. الصين تنشر وجودها القوي في أفريقيا، عبر الاستثمار والتجارة، وشرعت في إقامة قواعد عسكرية في بعض المناطق. المواد الخام هي الطريدة الأهم لرأس المال الصيني. تدفق الصينيين، والسيطرة على المواد الخام وتصدير المنتجات الصينية إلى بلدان القارة، كل ذلك جعل الوجود الصيني في أفريقيا، يحرك الاهتمام الأميركي بالقارة، وكذلك الأوروبي. النخب الأفريقية في كثير من البلدان بدأت ترفع صوتها الرافض للزحف الخارجي على القارة، وقد شهدت زامبيا تحركات نقابية وسياسية رافضة للوجود الاستثماري الخارجي فيها. وفي وسط القارة، لم تخفِ بعض وسائل الإعلام غضبها من الأهداف الحقيقية للتدافع الخارجي على القارة، وأنه لن يقدم حلولاً لمشكلاتها المزمنة. الحديث عن حقبة الاستعمار، عاد بقوة بين النخب الثقافية والسياسية في أنحاء مختلفة من القارة، وسيسهم ذلك من دون شك في رفع وتيرة الاحتقان، وربما يضيف مزيداً من الحطب على نار العنف التي تلتهب في بقاع شتى من القارة.
في ظل أزمة الوقود العالمية، ونقص الغاز والنفط الروسيين بسبب العقوبات الدولية، يتجه تكتل دولي إلى بناء أنبوب نفط يمتد من نيجيريا في غرب أفريقيا إلى شمالها، ليندفع بعد ذلك عبر أنبوب تحت البحر الأبيض المتوسط إلى جنوب أوروبا. أمام الأنبوب المشروع طريقان، من نيجيريا إلى النيجر ومنها إلى الجزائر. الثاني من نيجيريا إلى بوركينا فاسو ثم مالي إلى المغرب. المشكلة الأكبر التي قد تجهض المشروع من البداية إلى النهاية، هي المجموعات الإرهابية المسلحة التي تصول في المناطق التي سيعبرها الأنبوب. القارة الأفريقية، تتقاذفها موجات من العنف والجفاف والجوع، ولا تغيب عنها الأطماع الخارجية. لكنها في خضم الصراع الأوروبي - الروسي وما ألقاه على العالم من أزمات، تبقى أرض التيه العنيف، الذي قلما يراه أو يسمعه الآخرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريقيا في متاهة العنف المنسي أفريقيا في متاهة العنف المنسي



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib